ذكرياتي في رمضان 🌙
ومع النفحات الروحية العطره لشهر رمضان المبارك يفوح شذا عطر الإيمان وتحلو الذكريات الجميلة لشهر الصوم .. وعبر بوابة الجمهورية أون لاين عبر نافذة “المساء” يتجدد اللقاء كل يوم مع رمز من رموز أبناء مصرنا الغالية من العلماء والمفكرين والأدباء والإعلاميين وأساتذة الجامعات.
🌄
»» الشهر المبارك فرصة لتعزيز صلة الرحم.. وإستعادة الذكريات الطيبة
بقلم ✍️ د.م.محمد اليماني
(رئيس المجلس العربي للطاقة المستدامة المتحدث الرسمي السابق لوزارة الكهرباء )
لا شك أن لشهر رمضان المبارك أجواء وروح تختلف عن باقي أشهر العام. ولكل بلد طريقته الخاصة في الاحتفال بهذا الشهر الكريم التي تظهر عاداته وتقاليده في الاحتفال بشهر الخير والبركة.
قبل أن يستطلع المسلمون هلال شهر رمضان في مصر وتبدأ الاحتفالات والتجهيزات والاستعدادات، فتجد الشوارع رُسمت بريشة فنان وتحولت تحولاً كبيراً، وتجد البنايات بمختلف أحجامها وقد تحلت بزينة رمضان المُبهجة وتلألأت بالفوانيس والزينة والإضاءات المرتبطة بهذا الشهر المبارك، وتسمع وأنت تسير في شوارع المحروسة الأغاني الرمضانية الشعبية عبر الأثير لتعيش نفحة من البهجة وتجدد الأمل حتى قبل أن يبدأ شهر رمضان بأيام ، وتجد الشوارع وقد اكتظت بالناس الذين خرجوا لشراء لوازم شهر رمضان من مواد غذائية والمكسرات و الحلويات الرمضانية الشهيرة، وعلى رأسها الكنافة والقطايف والبهارات والتوابل والتمور.
والكل في هذه الأيام يتبادل التهنئة والمعايدات التي لا تخلو من “خفة الدم” المصري. وتجد الشباب وقد تجمعوا ووضعوا خطة “لدوري كرة القدم الرمضاني” الخاص بكل شارع..

وتجد السيدات وقد أعددن جدول بالعزائم والولائم والوجبات التي سيعدونها في رمضان، أما الأطفال فقد وجدوا في اللعب بالفوانيس وترديد الأغاني الرمضانية غايتهم من اللهو والمرح، أما الجد والجدة فقد تجددت الحياة في أعينهم وسارت الضحكات لا تفارق وجوههم بتجدد العهد الرمضاني، فهم يعرفون أن رمضان هو ما سيجمعهم أكثر وأكثر مع الأقارب والجيران والأصدقاء، وسيجدون في رمضان الفرصة لاستعادة الذكريات الطيبة وسيخبرون أحفادهم أخيراً كيف كان يبدو رمضان فيما مضى من الأعوام.
• ذكرياتي مع الشهر الفضيل في رحاب القرآن والقيام وزيارة الأقارب
بعد ثبوت رؤية هلال شهر رمضان المبارك في مصر إلا وتتواصل مظاهر الاحتفالات على مدار 30 يوم متوالية غير منقطعة ، فبعد ثبوت هلال رمضان في مصر تبدأ مظاهر الاحتفال بشهر رمضان بأن يتبادل الأهل والأصدقاء التهنئة بالطرق والوسائل المختلفة، وتبدأ صلاة التراويح مع أولى ليالي شهر رمضان المبارك حيث يتجمع الأصدقاء والجيران لأداء الصلاة في جماعة بعد أن يرتدوا الزي الرمضاني التقليدي المزخرف والمنقوش بالرسومات الإسلامية والجلاليب البيضاء .
وبعد صلاة التراويح يكون هناك تبادل للزيارات او تنظيم مباريات رياضية او يكتفي البعض بتلاوة ايات القران او مشاهدة المسلسلات التليفزيونية ثم يحرص الكل على تناول السحور مع أسرته. كل ذلك في جو مفعم بالبهجة التي نشرتها زينة رمضان والتي كست كل شارع وبيت مهما كانت إمكانياته المادية، وصوت المنشدين انطلق من مكبرات الأصوات في المساجد يُنْبأ عن ضيف حل ليُربت على القلوب المنهكة فينسيها ما حل بها طوال العام. ثم قبل الفجر بحوالي ساعتين أو ثلاث ساعات يبدأ المسحراتي جولته في الشوارع موقظاً من نام ومنبهاً المستيقظ أنه قد اقترب وقت السحور. ويتجول وبرفقته بعض الأطفال بفوانيسهم مرددين أغاني رمضان وأناشيده في فرح وسرور (اصحى يانايم وحد الدايم .. رمضان كريم )
ويجتمع أفراد الأسرة ليتناولوا السحور وسط قرآن ما قبل الفجر وتواشيحه التي تعتبر سمة أساسية في هذا الشهر الكريم في مصر. وبعد صلاة الفجر في جماعة تهدأ الأجواء ليسكن أغلب الناس بضع ساعات للنوم قبل أن يُعاودوا نشاطهم في اليوم التالي.
ومع حلول وقت الظهر تبدأ ربات البيوت في تجهيز وإعداد الأكلات الرمضانية والولائم والعزائم، وقد يجتمع بعضهن في بيت العائلة ليتشاركن في إعداد وليمة للعائلة بأكملها، فالتجمعات العائلية واللمة والإفطار الجماعي أهم ما يُميّز شهر رمضان لا سيما في مصر.
وتجد الأطفال يلهون ويلعبون طوال اليوم بالفوانيس، وقد يشاركون في إعداد الطعام، أو حتى قد ترسلهم أمهاتهم لتقديم أطباق من الحلوى للجيران، ويظل تبادل الحلوى مستمراً طوال شهر الخير.
لاشك ان مصر غنية بالكثير من المظاهر الاحتفالية الرمضانية ، ومن أهم مظاهر الاحتفال بشهر رمضان في مصر هي موائد الرحمن، وهى موائد طعام تُنْصب في الشوارع لإطعام الصائمين. ويتسابق المصريون في هذا الشهر الكريم إلى إطعام الصائمين، فمنهم من يقوم بتجهيز وجبات أُعدت في المنزل أو تجهيز المشروبات والتمر ويوزعها وقت آذان المغرب على الناس في الشوارع والطرقات ، وما أن يُأذن للمغرب حتى يتسابق الجميع في تقديم المشروبات لبعضهم البعض، ثم يؤدون صلاة المغرب في جماعة، ثم يتناولون طعام الإفطار سوياً ربما لأول مرة منذ رمضان في العام الذي يسبقه.
وفي بعض الأحياء في مصر – خصوصاً المناطق الشعبية التي يترابط أهلها – تجدهم يُخصصون يوماً لإفطار جماعي لكل العائلات في نفس الشارع، فكل عائلة تعد ما تستطيع من طعام، وقبل آذان المغرب تُرص الموائد وتعلوها أصناف وأنواع من الأطعمة التي أعدوها، وبعد الآذان يتناول جميع سكان الشارع طعام الإفطار مع بعضهم في منظر مهيب يكاد لا يتكرر في أي مكان في العالم إلا في مصر.
ومن المظاهر الطيبة في الاحتفال بشهر رمضان في مصر هى “شنط رمضان” حيث يقوم المصريون قبل شهر رمضان بتحضير وتجهيز شنط رمضان، فيقومون بشراء المواد الغذائية الأساسية تشمل مكرونة وارز وسكر وشاي وزيت وياميش رمضان بأعداد كبيرة وتقسيمه على شنط أو حتى كراتين يطلق عليها “كراتين رمضان” وتوزيعها على الأسر الفقيرة حتى تستطيع تلك الأسر صيام شهر رمضان.
وفي العشر الأواخر من رمضان تجد مجموعات من الجيران من نفس الحى يجمعون ما يستطيعون من المال، كل على قدر استطاعته، ليشتروا قبل حلول عيد الفطر ملابس ليوزعوها على الأطفال الأيتام أو الفقراء ممن لا يستطيع أهلهم شراء ملابس العيد لهم. كل ذلك وأكثر من أوجه الخير كمظهر من مظاهر الاحتفال بشهر رمضان في مصر .
• مواقف وامنيات.. تحققت في شهر رمضان
في شهر رمضان المبارك أكون اشد حرصا على تعزيز التواصل مع جميع افراد الأسرة وتعزيز صلة الرحم ، وتبادل الزيارات والعزائم ، والأهم هو الانتظام في صلاة التراويح وتلاوة القران الكريم ، وقد تمنيت ان يتيسر لي أداء العمرة وقد تيسرت بفضل الله وقمت بأداء مناسك العمرة في هذا الشهر الكريم ، وفي رحاب الحرمين الشريفين سألت المولى عز وجل ان يبارك لي في اسرتي ، وقد وفق الله اولادي وتوجهم بالعلم والخلق الرفيع ، ثم تمنيت ان يتيسر لي أداء فريضة الحج ثم لأبي وأمي وقد يسر الله لي ذلك ولله الحمد ..
• سطور ختامية مهداه لأرض الكنانة..
مصر ذات الشعب المسلم الكريم الطيب ، تنتشر في ربوعها المساجد الكثيرة منذ القدم في مختلف المدن والقرى المصرية. ويحافظ المصريون على الذهاب إلى المساجد كل يوم، ويلتزمون بأداء صلاة الجمعة كل أسبوع في المساجد الكبيرة في مدن وقرى محافظات مصر كافة.
لن يضيع الله بلدا وعد كل قاصديه بأن يدخلوه آمنين …اللهم احفظ مصر وشعبها ونيلها بحفظك الجميل
ان لمصر مكانة خاصة ومميزة.. فهي ذكرت في القرآن الكريم صراحة في أكثر من موضع، كما وردت في عدة آيات أخرى دون ذكر اسمها صريحا، كما أنها أرض امتزجت رمالها وتشرفت بأنها شهدت موطئ أقدام لعدد من أنبياء الله تعالى –عليهم السلام ، فمصر العظيمة تستحق منا أن نقف بجوارها تخليداً لاسمها وذكرها في كتاب ربنا عزوجل الذي نتعبد بتلاوته ألي أن يرث الله الأرض ومن عليها واستمراراً لمسيرة العظماء قبلنا .. ولنحافظ عليها لنسلمها لأبنائنا ونوصيهم بها خير وصية :” مصر غالية فحافظوا عليها .. مصر كنانة الله في أرضه .
ونحفظ لها عزتها وكرامتها وامنها وأمانها واستقرارها تعبداً لله عز وجل ، وقال : ”ادخلوا مصر إن شاء الله أمنين ” فقد قدم المولي عز وجل علي لسان نبيه يوسف المشيئة علي الأمن حتي يعلم الجميع بأن مصر أمنة ليوم القيامة رغم كيد الماكرين والمتربصين. اللهم اجعل مصر أمناً أماناً سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين يارب العالمين.