كتب-عبدالقادر
الشوادفى
قال فضيله الشيخ معين رمضان يونس، وكيل وزاره الأوقاف بكفرالشيخ، إن موضوع إنتشار المخدرات، وخاصه بين الشباب وفئات المجتمع الأخرى،يعتبر من أعمق وأعقد الموضوعات الجديرة بالدراسة والتحليل، والمناقشة والتحليل، والفحص والمعالجة، وذلك أن هذا الشر القاتل، قد مس مختلف المستويات العمرية والاجتماعية والجنسية، الصغير والكبير، المرأة والرجل، الأمي والمثقف، العاطل والعامل، فكان لابد أن نتناول هذا الموضوع ناصحين مرشدين، محذرين منبهين، داعين مذكرين (فإن الذكرى تنفع المؤمنين)، وأسباب انتشار المخدرات، وإن الحديث عن المخدرات يدفعنا منطقيا إلى ذكر أسباب إنتشار ها، فقدبدأت ظاهرة إنتشار المخدرات مع بداية التنافس الأوربي المحموم على احتلال الدول واستعباد شعوبها، فالاستعمار طبيعته الأحقاد والأطماع، ولو على حساب مصالح أمن اقتصاديات وعقائد وحدود وسيادات تلك الدول والشعوب، فكان أن راجت تلك السموم في أجواء الحروب وفي أحضان الاستثمار، وسميت في التاريخ الاستدماري: (حروب الأفيون)، وما يلفت النظر: أن البلدان التي تحررت أصبحت أسواقا للاستهلاك الواسع بل الإنتاج الفاحش للمخدرات والكحول والتبغ..وأن شعوبها تقبل على تعاطيها والإدمان عليها بداعي التقليد للغالبين، والفهم السقيم للتحضر ولو كان تقليدا في صناعة الموت وتجرعه، ولا تزال تجد الشبكات العملاقة ضحاياها في العالم الثالث بالملايين من شتى الطبقات والشرائح والمستويات، ونجح المتاجرون والمنتجون في إشاعة هذا الفكر عبر كثير من الوسائل والصيغ والفنون والسياسات،
والواقع، أن الدول المتفوقة مدنيا وعسكريا لا تعدنا بشرا ولا معنى للمحافظة على حياتنا لأنها لا تستحق الاحترام.
أضاف فضيله اادكتور عبدالقادر سليم مدير عام الدعوه بمديريه أوقاف كفرالشيخ
، من بين أسباب إنتشارها أيضا، تردّي الوازع الديني، وضعف صوت الإيمان والضمير داخل النفس البشرية، والحضارة المادية الغالبة أفلحت في بعثرة الشهوات وجرجرة الجماهير إلى ارتكابها بشكل واسع، ودون وجل أو خجل، فهل يبقى في العقل وعي، وفي النفس إيمان، وفي الوجه حياء، وفي الضمير حياة إذا كان الإنسان – في أجواء هذه الحضارة الغربية الراهنة – يحيا لجسده ويومه، فقط وما بعد ذلك لغو ولغط؟.هذا بالإضافة إلى انحطاط الواقع الاجتماعي وتناقضه في كثير من الحالات، مما يدفع الشخص إلى الهروب منه ابتغاء الراحة والسكينة في تعاطي المخدرات في نظره، ولسنا نفهم الرجل يحرق ماله، وبيته في حاجة إلى ضرورات الغداء والكساء والدواء مثلا، ولسنا نفهم الرجل يبعثر ماله يمنة ويسرة في اللهو الحلال والعبث الحرام، وأعداد من الناس يقتلها الفقر والضياع، والمرض والأمية، والتبطل والفراغ، والإهمال العائلي والتفكك الأسري.
أشار، وتتسبب المخدرات أيضا، فى توافر المثال السيء في المحيط الاجتماعي، وقد قيل: عندما يشرب الآباء المسكر فإن الأولاد هم من يدفعون الثمن، وكذا سوء اختيار الرفقة والصحبة الصالحة، وقد قال صلى الله عليه وسلم : “المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل”، هذا بجانب ضعف القدرة على احتواء أجيال الشباب، والأطفال واستيعابهم واستثمار طاقاتهم إيجابيا، وتعزيز جهاز المناعة لديهم روحيا، مهنيا، تعليميا، فكريا، ترفيهيا، رياضيا، سياسيا، قانونيا، اجتماعيا ونفسيا..، وبعد هذا نقدم أراء واقتراحات عساها تصلح حلولا لمكافحة آفة المخدرات وغيرها من السموم القاتلة:
أولا: وجوب إزالة الوهم الساكن في أذهان المتعاطين للمخدرات، كالذي يزعم عدم حرمتها لإعطاء غطاء شرعي واه لتناولها، فلابد من إثارة الوعي وتقوية الجانب الروحي والعلمي لديه، وتبديد الأفكار والهواجس السيئة التي تهدم الحياة، وتخرب الأعصاب، وتدمر الصحة، وتقتل الجانب الإنساني، ويجب تشديد العقوبة على المتاجرين والمروجين، والضرب بقوة وحزم وصرامة على أيدي العابثين بأرواح أبائنا وشبابنا وصحتهم ومستقبلهم، إذ هم ليسوا أعداء أنفسهـم فحسب، بل أعـداء مجتمعاتهـم وشعوبهم ودولهـم وقد قال صلى الله عليه وسلم : “من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فمن لم يستطع فبلسانه فمن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان”، ويجب الملاحقة وإحكام المراقبة على كل المنافذ التي يتسلل منها الأثمون، كذا أماكن زراعة المخدرات وإنتاجها وتصنيعها وتخزينها وتسويقها…
رابعا: ملاحظة البيئة والمحيط الاجتماعي في توجيه ومراقبة ومرافقة السلوك الفردي والجماعي ابتداء من الأسرة التي ما ينبغي أن تنسحب وتستقيل من ميدان تربية وتكوين وتثقيف وتوعية أبنائها وبناتها فـ : “كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه”، ((يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا، وقودها الناس والحجارة…))، ويجب مضاعفة وتوسيع وتنسيق الجهد في عملية التوعية والتحسيس بمخاطر المخدرات في أوساط المجتمع وبشكل جماعي تشاركي، وإطلاع طبقاته على المضار والآثار والمضاعفات والانعكاسات الناجمة جراء تناول المخدرات، قال صلى الله عليه وسلم : “مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)، وواجب ضرورة الوعي بالمسؤولية الجماعية، والشعور بأن التوعية والتثقيف والتحسيس هي ثقافة ووظيفة مجتمع بكل مؤسساته وأجهزته وجمعياته وأفراده: (الأسرة- المسجد – المدرسة – الحي – الشارع – مراكز الشباب – دو الثقافة – الملاعب – المخيمات – الإذاعة والتلفزيون – الصحيفة والمجلة – وسائل الاتصال الحديثة- الساسة وأرباب السياسة – رجال الأمن والقانون والاقتصاد، علماء النفس والاجتماع، رجال الثقافة والفكر، والخبراء والمختصين من كل فن …).
عقب فضيله الشيخ معين رمضان، ويجب ضرورة العمل الجاد والمتواصل على إعادة متعاطي المخدرات إلى أحضان المجتمع ومساعدته على الاندماج مجددا في أفراده ومؤسساته، والتقرب منه والتجاوب معه ومحاورته وحسن الاستماع إليه وزرع الأمل في الحياة لديه، وإبداء الرغبة الصادقة في التعاون معه على اجتياز محنته، واعتباره مريضا ومبتلي، كبقية المرضى والمبتلين، يجب أن يبرأ ويتعافى وأن يعود كما كان في سابق عهده، توقد عزم، وحرارة حزم، وقوة بدن، وصحة عقل، وسلامة حواس، وصحوة ضمير، وإيجابية عمل، وفاعلية إنتاج، وطيبة نفس وحسن معشر… نعم، (هكذا فاصنعوا إذا رأيتم أخاكم زلّ زلة فسددوه ووفقوه، وادعوا الله أن يتوب عليه، ولا تكونوا أعوانا للشياطين عليه)، قال تعالى : ((وتعاونوا على البر والتقوى، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، واتقوا الله إن الله شديد العقاب))، ويجب التنويه والإشادة وتثمين جهود الخيرين من كل وطن وجنس ولون ودين، وثقافة ولغة في ميدان مكافحة المخدرات وسائر الممنوعات، حفاظا على الأمن والصحة، والأخلاق والقيم، والاقتصاد والاجتماع، والأموال والممتلكات، والأعراض والحرمات، والحدود والسيادات، والعلاقات الداخلية والخارجية..
((ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولائك هم المفلحون))، (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)) صدق الله العظيم، فعلينا جميعا التكاتف إجتماعيا وأمنيا ودينيا مع حكومتنا الرشيدة، للتخلص من آفه هذه المخدرات المدمره، من أجل النهوض بالشباب
، والذين هم نصف الحاضر وكل المستقبل نحو مستقبل أفضل، وعليهم تعقد الآمال الجسيم، وبهم تدور عجلة التنميه الإقتصاديه والإستقرار الإجتماعى، وزيادة الإنتاج بمختلف أنواعه عن طريق الشباب المثقف الواعى البعيد عن آفه هذه المخدرات المدمره لكل شئ .