انطلقت فعاليات المؤتمر السنوي الخامس والأربعين لكلية الطب جامعة عين شمس بحضور د عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية للصحة والوقاية، و د .محمد ضياء زين العابدين رئيس جامعة عين شمس ، ود. أسامة عبد الحي نقيب الأطباء، ود. غادة فاروق نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة و د. علي الأنور عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية.
أعرب الدكتور عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة والوقاية، عن فخره وسعادته بالتقدم الملحوظ الذي يشهده المؤتمر عامًا بعد عام، مؤكدًا أن ما نراه اليوم هو امتداد لمسيرة جامعة عين شمس العريقة، ونتاج لتاريخ كلية الطب القوي، التي تُعد واحدة من أعرق المؤسسات الطبية في مصر والعالم العربي.
وأشار إلى أن كلية الطب بجامعة عين شمس تزخر بعلماء وباحثين في مختلف أنحاء العالم، مضيفًا أن الأطباء المصريين، وتحديدًا في مجال الأشعة التشخيصية، كانوا من أوائل من أدخلوا تطبيقات الذكاء الاصطناعي إلى الساحة الطبية في مصر.
ورغم الإشادة بدور الذكاء الاصطناعي في تطوير الأداء الطبي، شدد أ.د. عوض تاج الدين على أن هناك مجالات لا يمكن لهذه التقنيات أن تحل محل العنصر البشري فيها بشكل كامل، وعلى رأسها الرعاية الصحية والعلاج، لما تتطلبه من تفاعل إنساني وحس طبي لا يمكن برمجته.
مشيرًا إلى أن جامعة عين شمس كانت من أوائل المؤسسات التي استوعبت هذه التكنولوجيا ودمجتها في التعليم والممارسة الطبية.
كما تطرق د. عوض تاج الدين إلى إشادة الرئيس الفرنسي، خلال زيارته لمصر، بالعلاقات الأكاديمية المتميزة بين الجامعات المصرية ونظيرتها الفرنسية، وخاصة في المجال الطبي، منوهًا بحجم التعاون المشترك في الشهادات والتبادل العلمي، ومشيدًا بما تملكه مصر من كوادر بشرية متميزة وقدرات متقدمة في قطاع الرعاية الصحية.
وخلال كلمته في فعاليات المؤتمر، أكد الأستاذ الدكتور محمد ضياء على أن قوة الكليات لا تُقاس فقط بتاريخ تأسيسها، وإنما بقدرتها على التأثير العلمي والمجتمعي الحقيقي. وأشار إلى أن كلية الطب بجامعة عين شمس تُجسد هذا التأثير من خلال حضورها العلمي، ومواكبتها المستمرة للتطورات الطبية العالمية، وحرصها على دمج التقنيات الحديثة، وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي، في منظومة التعليم والرعاية الصحية.
وأوضح أ.د محمد ضياء أن الذكاء الاصطناعي لن يُلغي دور العنصر البشري، بل يأتي في إطار الدعم والمساعدة للطبيب، مؤكدًا أن القرار الطبي سيظل قائمًا على الخبرة البشرية والحدس الإكلينيكي الذي لا يمكن استبداله بتقنية أو خوارزمية، مهما بلغت من الدقة.
وأشار إلى أن شعار المؤتمر هذا العام، “الحلول الذكية في الممارسة الطبية”، ليس مجرد عنوان أكاديمي، بل هو تعبير عن رؤية إنسانية وعلمية متكاملة نحو مستقبل يقوده الذكاء الاصطناعي، وتدعمه العقول المستنيرة والضمائر اليقظة. وأضاف: “لقد دخلنا عصرًا جديدًا تقود فيه الآلة الذكية يد الإنسان، لا لتحل مكانه، بل لتعزز قدراته وتفتح له آفاقًا غير مسبوقة، والذكاء الاصطناعي لم يعد حلمًا، بل أصبح شريكًا فاعلًا في التشخيص والعلاج وإدارة المنظومات الصحية، بل وحتى في تعليم طلابنا الأطباء.”
الدكتور علي الأَنور، عميد كلية الطب جامعة عين شمس، ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية، ورئيس المؤتمر، أوضح أن اختيار عنوان المؤتمر “الحلول الذكية في الممارسة الطبية” جاء انعكاسًا واقعيًا لحالة التحول الرقمي التي بدأت بالفعل في الكليات والمستشفيات الجامعية، مؤكدًا أنه تم الشروع في تطبيق مناهج تعليمية جديدة للطلاب، تتكامل مع استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي.
ولفت إلى تجربة رائدة تقودها الكلية في إدارة الذكاء الاصطناعي بمجال الأشعة التشخيصية، حيث يتم تدريب الأطباء على استخدام تقنيات تحليل الصور الطبية بواسطة أدوات ذكية، دون أن يكون الهدف الاستغناء عن الطبيب، بل تمكينه من أدوات أكثر تطورًا ودقة.
وشدد فى كلمته على أهمية تشجيع طلاب الكلية والباحثين على تقديم مشروعات مبتكرة في مجال الذكاء الاصطناعي، دون أن تراودهم مخاوف من تراجع دورهم المهني، مؤكدًا أن هذه التقنيات ليست بديلًا عن العنصر البشري، وإنما أدوات متقدمة تعمل بتوجيه الطبيب وخبرته، وتساعد في رفع كفاءة الأداء وجودة الخدمة الصحية المقدمة.
وأكد أ.د الظاهر حسن الظاهر ،سكرتير المؤتمر أن المؤتمر يولى اهتمامًا خاصًا بتطوير مهارات العاملين في مجالات الصحة والتعليم، من خلال برامج تدريبية مستمرة، تسهم في بناء قدرات مهنية تواكب المتغيرات المتسارعة في بيئة العمل الصحي.
ومن بين الأهداف المحورية للمؤتمر أيضًا، رفع وعي المجتمع بالقضايا الأخلاقية الناجمة عن التقدم العلمي والتقني، وذلك من خلال طرحها للنقاش العام، وتبسيطها بلغة مفهومة تتيح مشاركة أوسع من مختلف الفئات. كما يعمل المؤتمر على بناء شبكة واسعة من المتخصصين والباحثين لتبادل المعرفة والخبرات، وفتح آفاق جديدة للتعاون والتكامل في هذا المجال الحيوي.
وأضاف أن برنامج المؤتمر تضمن أنشطة متعددة، من أبرزها تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية موجهة للمهنيين والطلاب، بالإضافة إلى تطوير وتحديث المناهج الدراسية المتعلقة بالأخلاقيات الحيوية.
كما شمل البرنامج نشر أبحاث علمية متخصصة، و لقاءات ومؤتمرات علمية لطرح الأفكار وتبادل التجارب، إلى جانب إقامة شراكات فاعلة مع مؤسسات دولية وجهات محلية تعمل في ذات السياق.
وذكر أن المؤتمر يعقد على مدار ٣ أيام تم عقد ١٠٥ جلسة علمية بمشاركة مايقرب من ٧٠٠ عضو هيئة تدريس من مختلف الجامعات المصرية والعربية وبمشاركة ٣٩ باحث ومحاضر أجنبى على مدار الثلاث ايام وتم عقد ٢٤ ورشة بمشاركة جميع الأقسام الكلية، والمؤتمر معتمد من الجمعية الأمريكية للتعليم الطبى المستمر ومعتمد من الجمعية الأوروبية للتعليم الطبى المستم












