شارك الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، في مائدة مستديرة، مع كبار قادة الرعاية الصحية على مستوى دول العالم تحت عنوان «إطلاق العنان لإمكانات الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية: إطار الحوكمة لتمكين الإبتكار»
جاء ذلك ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي العالمي للصحة 2025، والمنعقد بدولة الإمارات العربية المتحدة، في الفترة من 15 إلى 17 أبريل الجاري.
أوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن المائدة المستديرة تضمنت تبادل الآراء حول مبادئ حوكمة الذكاء الاصطناعي وآليات العمل التي تستهدف ضمان تطويره وتوسيع قاعدة انتشاره بطريقة آمنة وأخلاقية، هدفها الأساسي، تحقيق الراحة للمريض، فضلاً عن مشاركة الآراء والتجارب العالمية في هذا الشأن.
لفت إلى أن المائدة المستديرة ناقشت أربعة محاور تضمنت (تحديد كيفية تحسين نتائج المرضى من خلال الذكاء الاصطناعي، وتقييم المخاطر المرتبطة بالذكاء الاصطناعي والتخفيف من حدتها، والثقافة العامة والحوكمة التي ترتكز على المريض: دراسة الأبعاد المجتمعية والأخلاقية لاعتماد الذكاء الاصطناعي، وأدوار أصحاب المصلحة في الحوكمة وتوضيح مسؤوليات كل من الحكومات والقطاع الخاص والهيئات المعنية في وضع أطر تنظيمية آمنة وقابلة للتنفيذ).
أضاف أن الدكتور خالد عبدالغفار، أكد خلال كلمته بالمائدة المستديرة أن القيادة السياسية المصرية تؤمن بالقوة التحويلية للذكاء الاصطناعي في تحسين حياة المريض وتحسين كفاءة النظام الصحي، مؤكداً أن الذكاء الاصطناعي أحدث بدوره ثورة كبيرة في العديد من جوانب الرعاية الصحية، مما يحتم على صناع القرار العمل على الخروج بأطر حوكمة آمنة ومنظمة تضمن التوسع والانتشار الفعال للذكاء الاصطناعي.
استعرض الوزير استراتيجية الدولة المصرية في التحول الرقمي بالنظام الصحي، والذي حققت فيه العديد من الإنجازات، حيث أطلقت وزارة الصحة والسكان الاستراتيجية الوطنية للصحة 2024-2030 مع التحول الرقمي كركيزة أساسية لتعزيز آليات الذكاء الاصطناعي المستدام، من خلال الحوكمة القوية والبنية التحتية المتقدمة، وأنظمة البيانات المطورة والكوادر البشرية ذات المهارة والكفاءة، لافتاً إلى أن الاستراتيجية تتوافق مع معايير منظمة الصحة العالمية.
تابع الدكتور خالد عبدالغفار أن مصر تعمل على إنشاء منصة موحدة لتبادل المعلومات الصحية (HIE) لربط كافة مقدمي الخدمات الطبية، تحت مظلة نظام رقمي موحد، يستهدف إنشاء سجل صحي وطني لكل مواطن، ويدعم الاستخدام الآمن للذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية، موضحاً أن مصر أنشأت عدداً من مراكز دعم القرار المجهزة على أعلى مستوى لتوفر بدورها مؤشرات الأداء وفقاً لقواعد البيانات الوطنية، واستغلال الذكاء الاصطناعي لتوقع احتياجات الرعاية الصحية المستقبلية والعمل على تحسين الموارد.
أشار الى حرص وزارة الصحة والسكان، على بناء قدرات الكوادر البشرية من العاملين بالمنظومة الصحية، لضمان جاهزية التفاعل والتعامل الأمثل مع أدوات الذكاء الاصطناعي والمنصات الرقمية، بما يضمن تعزيز الاستدامة على المدى البعيد ويحقق الاستفادة للمرضى، مؤكداً الالتزام بالتعاون مع الشركاء العالميين لوضع رؤى مشتركة لحوكمة الذكاء الاصطناعي.
على الجانب الاخر شارك الوزير في جلسة رفيعة المستوى، تحت عنوان «العدالة الصحية.. أولويات جديدة للتأثير»واستعرض رؤية مصر وما أحرزته من تقدم في سبيل تحقيق الرعاية الصحية العادلة والشاملة للجميع، مؤكدًا الإيمان الراسخ بأنه حق إنساني أصيل، وضمان لحصول كل فرد في مصر على رعاية صحية عالية الجودة وبأسعار مناسبة، بغض النظر عن خلفيته أو موقعه الجغرافي أو وضعه الاجتماعي والاقتصادي.
أوضح الوزير ان تطوير قطاع الصحة في مصر يعتمد على 3 قيم أساسية تشمل العدالة، والاستدامة، والكرامة الإنسانية، وذلك وفقًا لرؤية «مصر 2030» وبما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة، موضحًا أن العدالة الصحية تعني بناء نظام صحي يتيح للجميع فرصًا متساوية ومنصفة لتحقيق أقصى إمكاناتهم الصحية.
تابع أن هذه الالتزامات تستند إلى خمسة محاور رئيسية، تشمل الإنصاف والعدالة في تقديم الخدمات، ومعالجة المحددات الاجتماعية للصحة، ودمج الصحة في جميع السياسات، وتوظيف البيانات والحلول الرقمية في صنع القرار، والانخراط في الجهود العالمية لتعزيز التقدّم الصحي المشترك.مشيرا الى أنه مع وجود أكثر من 107 ملايين مواطن في 27 محافظة، أدركت مصر أهمية وجود نظام صحي شامل وقادر على الصمود، مسعرضًا في هذا الصدد رحلة مصر في هذا الاتجاه منذ عام 1960 مع تطبيق نظام التأمين الصحي لموظفي القطاع العام، حتى تطور هذا المفهوم إلى نظام التأمين الصحي الشامل الذي أُطلق في عام 2018، ليقدّم تغطية صحية متكاملة وعادلة لجميع المصريين، والذي بدأ تطبيقه في 6 محافظات، ويتم العمل على قدم وساق بهدف الوصول إلى التغطية الكاملة بجميع المحافظات بحلول عام 2030.
قال أن تطبيق نظام التغطية الصحية الشاملة يمثل خطوة تحوّلية لبناء نظام صحي عادل، قائلا: «إن رؤية 2030 ليست مجرد هدف، بل هي مسؤولية جماعية، ونسعى إلى ربط الخدمات الصحية بمؤشرات صحية رئيسية لضمان الاستخدام الأمثل للموارد وتحقيق العدالة في الوصول».
نوه عبدالغفار الى ان خطة الدولة المصرية في الاستثمار بقطاع الرعاية الأولية كونها خط الدفاع الأول في النظام الصحي، مستعرضًا في هذا الصدد مبادرة «حياة كريمة» ومبادرة رئيس الجمهورية لتطوير خدمات الرعاية الصحية الأولية، مضيفًا أن الوزارة تولي اهتمامًا كبيرًا للتحوّل الرقمي، حيث تم إنشاء أكثر من 2.8 مليون ملف أسري ضمن نظام التأمين الصحي الشامل، مما يتيح استمرارية الرعاية واتخاذ القرار بناء على البيانات.
استعرض الدكتور خالد عبدالغفار، ما حققته مصر من إنجازات كبيرة، منها إعلان مصر خالية من الملاريا وفيروس سي، من قِبل منظمة الصحة العالمية، والحفاظ على مصر خالية من شلل الأطفال بفضل برنامج التحصين الموسّع، فضلاً عن تجاوز معدلات التغطية بالتطعيمات الأساسية 95%، وإدخال لقاحات جديدة، والحفاظ على أنظمة ترصّد قوية رغم الأزمات التي يمر بها الإقليم.
كشف ان مبادرات «100 مليون صحة» قامت بفحص وعلاج ملايين المواطنين من جميع الفئات العمرية، فضلاً عن السعي لدعم صحة المراهقين والشباب، من خلال الفحوصات الطبية المدرسية السنوية، وبرامج التطعيم، وإنشاء عيادات صديقة للشباب.
استعرض الوزير نموذج الرعاية المتكاملة، حيث خدمت مبادرة صحة الأم والجنين أكثر من 2 مليون سيدة، مما ساهم في خفض معدل وفيات الأمهات إلى 41 حالة لكل 100,000 ولادة، كما تغطي مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية لحديثي الولادة، حاليا 19 مرضًا بنسبة تغطية وطنية تبلغ 97%، كما تعمل المبادرات الخاصة بالتغذية والتشجيع على الرضاعة الطبيعية، والأمومة الآمنة على إعادة تشكيل صحة الأجيال القادمة.
استكمل أن رحلة تحقيق العدالة الصحية في مصر شملت أيضًا مبادرات مهمة أخرى، منها مبادرة رئيس الجمهورية لرعاية كبار السن، والتي تخدم أكثر من 1.5 مليون مسن عبر 900 منشأة صحية تقدم دعمًا طبيًا ونفسيًا متكاملًا، وحملة «قلبك أمانة» للكشف المبكر عن أمراض القلب، وكذلك مبادرة الفحص الطبي للمقبلين على الزواج، التي تغطي كافة أنحاء الجمهورية بنسبة 100%، وتشمل فحص الأمراض الوراثية والمعدية، بالإضافة إلى برامج لمكافحة السكري، السمنة، والصحة النفسية، إلى جانب مبادرة «صحتك سعادة» التي تهدف لنشر الوعي وتوسيع نطاق خدمات الدعم النفسي.
ذكر أن مصر تواصل التزامها كشريك إقليمي وعالمي في الصحة، من خلال مبادرات مثل رعاية السرطان في أفريقيا وقلب أفريقيا الصحي، حيث تم فحص الملايين وتدريب الآلاف في القارة الإفريقية، معربا عن فخر مصر بالمشاركة في رعاية قرارات جمعية الصحة العالمية حول الأمراض النادرة وصحة الرئة المتكاملة، مضيفًا أن مصر تشارك بفاعلية في شراكة استدامة وصمود أنظمة الصحة بمختلف الدول، وتدعم البنية التحتية الصحية الصديقة للبيئة والمبتكرة، بما في ذلك المستشفيات الخضراء والوحدات الطبية المتنقلة.
من ناحية أخرى شهد الدكتور خالد عبدالغفار، مراسم توقيع خطاب نوايا بين الوزارة، وشركة أسترازينيكا، وذلك على هامش فعاليات أسبوع أبوظبي العالمي للصحة 2025، والمنعقد بدولة الإمارات العربية المتحدة، في الفترة من 15 إلى 17 أبريل الجاري.
أوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن خطاب النوايا يهدف إلى زيادة توطين الاختبارات التشخيصية، للكشف عن الأمراض المناعية، والجينية، والسرطانية، والتي يتم إجرائها بالخارج، إلى جانب العمل على زيادة اكتشاف حالات الأمراض السرطانية، والأمراض المناعية، والجينية في المراحل المبكرة.
أضاف أن خطاب النوايا يساهم في ضمان جودة الخدمات الطبية التي يقدمها النظام الصحي المصري، ويقلل من الوقت المطلوب للحصول على النتائج، ويخفض تكلفة ومخاطر نقل العينات إلى الخارج، بالإضافة إلى تعزيز التعاون بين المؤسسات الطبية الحكومية، والقطاع الخاص، لتحسين الخدمات المقدمة لرعاية المرضى.
أشار إلى أن الخطاب يتضمن العمل على توطين إجراء الاختبارات التشخيصية للكشف عن الأمراض السرطانية، والتي تشمل سرطان الرئة، وسرطان الثدي، وأورام الجهاز الهضمي، وسرطانات الدم، للكشف عن الطفرات الجينية المرتبطة بها، بالإضافة إلى توطين إجراء الإختبارات التشخيصية للكشف عن الأمراض المناعية، والجينية.
وقع الخطاب الدكتور محمد حساني، مساعد الوزير لشئون مشروعات ومبادرات الصحة والعامة، والدكتور حاتم ورداني، رئيس مجلس إدارة شركة أسترازينيكا.
وعلى هامش توقيع خطاب النوايا، اجتمع الدكتور خالد عبدالغفار، مع قيادات شركة أسترازينيكا العالميه ممثلة في السيد ميشيل ديماري، رئيس مجلس إدارة شركة أسترازينيكا، والسيدة إسكرة ريتش، نائب الرئيس التنفيذي الدولي، والدكتورة بيلين إنجيسو نائب الرئيس الإقليمي للشرق الأوسط وأفريقيا، والدكتور حاتم ورداني، رئيس مجلس إدارة شركة أسترازينيكا مصر، لمناقشة سبل تعزيز التعاون المستمر مع القطاع الخاص، لضمان جاهزية واستدامة منظومة الرعاية الصحية في مصر، وتقديم خدمات التوعية والفحص المبكر ورفع كفاءة مقدمي الخدمة، وتوفير أحدث العلاجات، بما يتماشى مع توصيات الهيئات الطبية العالمية وبالأخص بملف الأمراض النادرة وصحة الرئة، بما يساهم في تحقيق العدالة الصحية لجميع المواطنين، ويتماشى مع أهداف رؤية «مصر 2030».














