# ما قل ودل
بقلم ✍️ د.خالد محسن
في توقيت حافل بمتغيرات أممية وإقليمية متزايدة ، لها مردودات وانعكاسات متعددة الأفق والأبعاد، فقد حققت مصر إنجازات إقتصادية مهمة تزين بنصر استراتيجي كبير، نتيجة لصلابة مواقفها التاريخية تجاه تصفية القضية الفلسطينية وبهذا الصمود الفريد أمام أطروحات تهجير الفلسطينيين وإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط من خلال رفض كافة أنواع المساومات السياسية ورفض الضغوط الإقتصادية ومحاولات التهديد تارة والإبتزاز تارة أخرى..
وفي مواجهة هذه التحديات اتخذت القاهرة نهجا سياسيا رشيدا وشرحت مواقفها بلغة واعية وبمفردات دقيقة وعبر قرارات حاسمة ومتوازنة، وهو أمر زين جبين أبناء أرض الكنانة ،وكان سببا لشعورهم بالفخر والعزة والشرف، ومن قبله بالأمل والأنفة،فهم الذين عبروا مرارا في كل المحافل وفي أصعب الأوقات عن ثقتهم التامة بقيادتهم السياسية،وعن إحساسهم بالأمان والانتماء لوطن قوي يدرك شعبه معني الحرية والحق والعدل.
كما أثلج الصدور نجاح الدولة المصرية في فتح آفاق التعاون الإستراتيجي شرقا وغربا وكسب ثقة مختلف دول العالم .
وحظيت أرض الكنانة عبر دورها المحوري بإحترام العالم من خلال الإجماع والتوافق علي خطة مصر لإحلال السلام وإعادة إعمار غزة، وإقامة دولة فلسطينية،ورفض مشروعات تقسيم دول العرب.
وفي خطوة مهمة لتصحيح المسار مع صندوق النقد الدولي أذكر أنه منذ عدة أشهر صدرت توجيهات صائبة رئاسية للحكومة ،بضرورة المراجعة الجادة لبرنامج الحكومة مع البنك الدولي ، ومراعاة الأبعاد الإجتماعية،واتخاذ المزيد من الإجراءات الحمائية..
ولكن يبدو أن الرسائل لم تصل إلى البعض من وزراء المجموعة الإقتصادية المنوط بهم الخروج بتدابير وسياسات تعادل تلك السياسات الدبلوماسية الفائقة ،التي أسعدت أفئدة كل المصريين..ولكن يبدو أن الرياح العابرة تأتي دائما بما لا تشتهي السفن!.
أتصور أن هناك مسارات بديلة لتخفيف وطأة تعليمات البنك الدولي وشروطه عبر تعزيز آليات الإنتاج المحلي الفاعلة وتقليل فاتورة الواردات وتطوير العلاقات مع الكيانات الاقتصادية الصاعدة كدول “بريكس” ،وغيرها من الأفكار المبدعة “بره الصندوق ،وبعيدا عن أفكار وأطروحات البنك الدولي.
ومع هذه المتغيرات والتحديات.. تبقي المواءمة الإجتماعية والحصافة السياسية والرؤية الشاملة في وقت الأزمات حكمة يفتقدها البعض، وربما يتنكر لها ويتجاهلها آخرون عن عمد وقصد لحاجة في نفس “يعقوب”!.
إن شعب مصر يا سادة قدم الكثير ويستحق أن يقطف ثمار ما تحقق من إنجازات ،وما يليق به وبتضحياته، لا أن نتجاهل عطاءه اللامحدود ومواقفه الجسوره!.
ويبدو أن ما صنعته المواقف في أيام وسنون يفسده ثلة من المرجفين ،وبعض الحمقي في دقائق معدودة.، كما يسهم في تعكير صفو الصورة بعض أبناء الوطن حين يقترفون بعض الخطايا..ويفتقدون الرؤي الصائب وإدراك التوازنات واستشراف المستقبل ،فماذا تفعل حينئذ ،إذا كنت تبني وغيرك يهدم !..
خلاصة الأمر ،وبكل بساطه ، وما قل ودل.. شكرا للبنك الدولي وصندوقه بحلوه ومره علي ما قدم،وقد كان..وهناك عشرات البدائل المتاحة لبدء مرحلة جديدة من الإصلاح الاقتصادي ،لو أردنا أن نغادر قيوده ونتحرر من شروطه إلي غير رجعه !.
وبشيء من الحكمة والوعي الشامل بدقة المرحلة وخطورتها وإدراك تحدياتها نعبر لبر الأمان.. والقادم أفضل بإذن الله.