هانذا علي مكتبي علقت قلمي بين اصبعي وقولت في نفسي ذهب فلان إلي السينما ذهب فلان إلي أوجه الثقافة بوجه العذراء ليلة عرسها وعاد بوجه الصخرة المدببة في ليلة ماطرة، ذهب بقلب يشع املا قلبا نقيا طاهرا وعاد بعمل لا يفارقه القسوة والسخط علي الارض وساكينها ناقما علي السماء وخالقها، ذهب برأس تري بصيصا للنور وعاد بوجه مكفهر كالتمثال المنثقب لا يملؤه سوي هواء متردد، إنها الصورة الحقيقية ألان للثقافة مع الأسف ونري ذلك في الفن الهش الضعيف وأغاني المهرجانات الهابطة أري ذلك في تمجيد سلوك بعض الفنانين الخارج عن عادتنا وتقاليدنا، دمعة حارقة علي جيل لا اري لحياتهم شمسا مشرقة لأنها تتطاير ذراتها في أجواء السماء ، أين فطاحل الكلمة وأرباب الأقلام ،أين شوقي والبارودي وحافظ وغيرهم ، أين إنجازات هذا الجيل أين اقلامهم أين صنيعهم، أين أرباب الأقلام القدامي كي تشتعل بتارتها مصابيح هذا الجيل ، ولكنني اقول لأدباء هذا الجيل الحزين أنا لا أعجب من سكونكم، واعلم ببكائكم بلا ضجيج، إنكم تتألمون بلا ضجيج ، وتعشقون بغير حنين ،ايطرب البلبل فيغرد ويشجي الحمام فينوح ويطرب الشاعر ويشجي الكاتب فلا ينطق لسانهما ولا يهتز قلمهما ؟ دمعة والف دمعة ، إن الكاتبين الذين نراهم جلوسا علي مقاعدهم اقول لهم ما اسوء ايامكم يكتب الكاتب في الصباح ما يستحي كتابته في المساء ويظل طيلة يومه يذيب دماغه علي فكرة معينة ويريق فيها عصارة مخه حتي إذا استوت وظن انه قد بلغ من الإحسان غايته رفعها إلي رئيسه فما هو إلا أن يقرأها ويري فيها مدح من لا يحب أو نقد من لا يكره حتي يرمي بها بين أحضان القمامة هكذا اري أحلام هذا الجيل بين أحضان القمامة ، فيعود باكيا ولا يعلم إلا الله ما ألم بقلبه من الحزن علي جيل أصبح من أهم ادواته الكذب والنفاق حتي تكون ملئ السمع والبصر انا ألوم الكتاب ولا المثقفين إنما ألوم مجتمع استهان بأخلاقه واحتقر صنيع كل ما هو جميل هل لا نقيم من الوزن لحملة الأقلام والباحثين والعلماء ما نقيمه لحملة المزاميز والعيدان ، إني اتمني اجمع العلماء والباحثين والمبدعين في جميع المجالات واسبغ عليهم من نعم العيش ما يطمئن قلوبهم واقول لهم هذ بلدنا العظيمة أمانة في اعانقنا جميعا اكتبو لها الشعر ونظمو فيها الندوات والحفلات الهادفة، الفو لها من الكتب ما يروي ظمائها، كونوا طلقاء لا يكدر صفوكم مكدر ، ولا يصدنكم عن سبيلكم خوف ، ثم اعمد إلي نفثات ابداعهم فأنثرها علي رؤس الناس نثرا فليت شعري هل يمنحني الله طلبي ؟ إنها مصرنا الغالية علي مر التاريخ هستحضن مبديعها بين جنباتها عما قريب ، وسيعلم هذا الجيل انه لن يأتي بالرزق إلا إذا جادت الصخرة بالماء تحيا مصر .