»» الرسالة ناقشت دراسة تحليلية لواقع محتوى مناهج العلوم بالتعليم العام في ضوء الممارسات العلمية والهندسية للجيل التالي لمعايير العلوم
بعد مناقشات علمية مستفيضة ورصينة استمرت لعدة ساعات في رحاب كلية التربية بنين بالقاهرة جامعة الأزهر الشريف قررت لجنة الحكم والمناقشة منح الباحث محمود إبراهيم محمود محمد المدرس المساعد بقسم المناهج وطرق التدريس بكلية التربية جامعة الأزهر درجة العالمية “الدكتوراه” ،مع الإشادة بجهود الباحث وتميز موضوع الدراسة.
جاءت الرسالة بعنوان: دراسة تحليلية لواقع محتوى مناهج العلوم بالتعليم العام في ضوء الممارسات العلمية والهندسية للجيل التالي لمعايير العلوم
تكونت لجنة الإشراف وهيئة المناقشة والحكم من:
ـ الدكتور ثناء محمد حسن استاذ المناهج وطرق التدريس بكلية التربية بنات جامعة الأزهر بالقاهرة (مناقشا خارجيا ورئيسا).
ـ الدكتور عصام محمد عبد القادر استاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس بكلية التربية جامعة الازهر بالقاهرة (مشرفا).
ـ الدكتور شادي محمد الدسوقي استاذ المناهج وطرق التدريس المساعد بكلية التربية جامعة الازهر بالقاهرة (مشرفا).
ـ الدكتور عبد العليم محمد عبد العليم استاذ المناهج وطرق التدريس بكلية التربية جامعة الازهر بالقاهرة (مناقشا داخليا).
شهد المناقشة كوكبة من الاساتذة والباحثين وعدد من أهل وأصدقاء وأقارب الباحث.
ملخص البحث
يقول الباحث في مقدمة الدراسة:
يتكون المنهج من عناصر رئيسة تتحدد في الأهداف والمحتوى والطريقة والأنشطة والتقويم، وللتقويم مكانة وأهمية في المنهج، فله تأثيره على الأهداف التعليمية والمحتوى وطريقة التدريس والأنشطة التي يتضمنها المنهج، فبواسطته يمكن التعرف على مواطن الضعف في كافة عناصر المنهج وعلاجها، وكذلك له أهمية في مجال التعليم والتعلم، وتطوير المنهج وخاصة في ظل عصر المستحدثات العلمية والتكنولوجية، ومن الضروري مواجهة هذه المستحدثات التكنولوجية والاستفادة منها في عملية تخطيط المنهج وتطويره.

وتعد مواد العلوم من المواد الدراسية التي يمكن أن تستوعب الجديد في عالم المعرفة، كما أنها من المواد الدراسية التي يجب أن تخضع باستمرار للتطوير وفقا لمقتضيات العصر الذي نعيش فيه، والذي يتسم بالتغير الهائل في كافة المجالات، ولا سيما مجالي العلم والتكنولوجيا، وبالتالي يجب أن تستجيب مناهج العلوم لتلك التغيرات المتسارعة عن طريق استيعاب مستجدات العلم والتكنولوجيا.
وتتسابق العديد من الدول سواء المتقدمة منها، أو النامية في تطوير مناهج العلوم في السنوات الأخيرة، وذلك للمواجهة العديد من التغيرات الحادثة في القرن الحادي والعشرين، مما يشكل تحديا هائلا للتربية العملية والقائمين عليها، ومن أهم الأساليب المتبعة في تطوير مناهج العلوم ظهور العديد من المعايير، ومن أهم هذه المعايير، الجيل التالي لمعايير العلوم؛ ولذلك تم إلقاء الضوء في هذه الدراسة على تحليل مناهج العلوم في ضوء الممارسات العلمية والهندسية للجيل التالي لمعايير العلوم.
مشكلة البحث وتساؤلات الدراسة:
تمثلت مشكلة البحث الحالي أننا في الحاجة إلى تقويم مناهج العلوم في مرحلة التعليم ما قبل الجامعي في ضوء المعايير العالمية، التي منها معايير العلوم للجيل التالي، والكشف عن درجة تضمين الممارسات العلمية والهندسية في تلك المناهج، حيث إن مراعاة هذه المعايير في المناهج تعني التعلم من أجل التميز، لأن مفتاح الإبداع هو التمييز وهذا ما ينبغي السعي في تحقيقه لمواكبة المستحدثات التكنولوجية والتقدم الهائل للعلم والمعرفة الذي لا مجال فيه إلا للتميز، وعليه يمكن صياغة مشكلة البحث في السؤال الرئيس التالي:
ما درجة تضمين الممارسات العلمية والهندسية للجيل التالي لمعايير العلوم في محتوى مناهج العلوم بالتعليم العام؟.
ويتفرع من السؤال الرئيس الأسئلة الفرعية التالية:
1. ما درجة تضمين الممارسات العلمية والهندسية للجيل التالي لمعايير العلوم في محتوى مناهج العلوم بالمرحلة الابتدائية؟
2. ما درجة تضمين الممارسات العلمية والهندسية للجيل التالي لمعايير العلوم في محتوى مناهج العلوم بالمرحلة الإعدادية؟
3. ما فاعلية تدريس وحدة (الحركة) في ضوء التصور المقترح لمحتوى مناهج العلوم بالمرحلة الابتدائية القائم على الممارسات العلمية والهندسية للجيل التالي لمعايير العلوم في تنمية هذه الممارسات لدى تلاميذ الصف الرابع الابتدائي؟.
فروض البحث:
1. محتوى مناهج العلوم بالمرحلة الابتدائية لا تتضمن الممارسات العلمية والهندسية للجيل التالي لمعايير العلوم.
2. محتوى مناهج العلوم بالمرحلة الإعدادية لا تتضمن الممارسات العلمية والهندسية للجيل التالي لمعايير العلوم.
3. لا يوجد فرق دال إحصائيًا عند مستوى الدلالة (0.05= α) بين متوسطي درجات تلاميذ المجموعة التجريبية (تدرس وحدة الحركة من الوحدة المطورة لمحتوى مناهج العلوم في ضوء الممارسات العلمية والهندسية للجيل التالي لمعايير العلوم) والمجموعة الضابطة (تدرس وحدة الحركة بمنهج العلوم الحالي) في التطبيق البعدي لبطاقة ملاحظة الممارسات العلمية والهندسية ككل وللممارسات الثمانِ كل على حدة.
أهداف البحث:
استهدف البحث الحالي عن الكشف عن درجة تضمين الممارسات العلمية والهندسية للجيل التالي لمعايير العلوم في محتوى مناهج العلوم للتعليم العام ما قبل الجامعي، وكذلك تطوير وحدة “الحركة” المقررة على تلاميذ الصف الرابع الابتدائي في ضوء الممارسات العلمية والهندسية للجيل التالي لمعايير العلوم ومدى فاعليته في تنمية هذه الممارسات لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية، وقد أمكن تحقيق ذلك من خلال الأهداف الفرعية التالية:
1. الكشف عن درجة تضمين الممارسات العلمية والهندسية للجيل التالي لمعايير العلوم في محتوى مناهج العلوم بالمرحلة الابتدائية.
2. الكشف عن درجة تضمين الممارسات العلمية والهندسية للجيل التالي لمعايير العلوم في محتوى مناهج العلوم بالمرحلة الإعدادية.
3. الكشف عن فاعلية وحدة “الحركة” المطورة المقررة على تلاميذ الصف الرابع الابتدائي وفق الممارسات العلمية والهندسية في تنمية هذه الممارسات لدى هؤلاء التلاميذ بمعاهد محافظة الشرقية.
أهمية البحث:
تتضح أهمية البحث في النقاط التالية:
• مساعدة مخططي ومطوري المناهج في إعادة النظر في تنظيم محتوي مناهج العلوم بالمرحلة الابتدائية والاعدادية في ضوء معايير العلوم للجيل التالي.
• تزويد متخذي القرار والمتخصصين في التربية العلمية بجوانب القوة وجوانب الضعف في مناهج العلوم بمرحلة التعليم ما قبل الجامعي في ضوء الممارسات العلمية والهندسية للجيل التالي لمعايير العلوم.
• تقديم أدوات مقننه في ضوء الممارسات العلمية والهندسية للجيل التالي لمعايير العلوم لتقويم محتوى مناهج العلوم في مرحلة التعليم ما قبل الجامعي.
• تقديم بطاقة ملاحظة الممارسات العلمية والهندسية.
• توجيه اهتمامهم إلى معايير العلوم للجيل التالي كبيئة خصبة للبحث والتقصي.
• تزويد معلمي العلوم بدليل معلم يوضح كيفية التخطيط لدروس العلوم باستراتيجيات تدريسية حديثة بما يساعد على تنمية الممارسات العلمية والهندسية لدى تلاميذهم في ضوء معايير العلوم للجيل التالي.
• تنمية الممارسات العلمية والهندسية، وأنشطة استقصائية، ومهارات تفكير لدى الطلاب مما يعمل علي زيادة تحصيلهم الدراسي، ومواكبة التطورات والمستحدثات التكنولوجية.
• مساعدة الطلاب في اكتسابهم العديد من الممارسات التي تسهم في تحقيق أهداف العلوم.
حدود البحث:
اقتصر البحث على الحدود التالية:
أولاً: الحدود الموضوعية:
• محتوى مناهج العلوم للمرحلة الابتدائية والإعدادية (عينة الدراسة التحليلية).
• محتوي وحدة “الحركة” المقررة على تلاميذ الصف الرابع الابتدائي الفصل الدراسي الأول لتطويرها وفق الممارسات العلمية والهندسية، لتنميتها لديهم.
ثانياً: العينة:
تم اختيار عينة من تلاميذ الصف الرابع الابتدائي من معهدي بيشة عامر الابتدائي، ومعهد ميت جابر الابتدائي (عينة الدراسة التجريبية).
ثالثاً: حدود مكانية:
معهد بيشة عامر الابتدائي بمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية (عينة الدراسة التجريبية)، معهد ميت جابر الابتدائي بمركز بلبيس بمحافظة الشرقية (عينة الدراسة الضابطة).
رابعاً: المجال الزمني:
العام الدراسي 2024 – 2025 م؛ لتطبيق مواد المعالجة وأدوات البحث.
أداتا البحث: (من إعداد الباحث)
• أداة تحليل محتوى مناهج العلوم بمراحل التعليم العام في ضوء الممارسات العلمية والهندسية للجيل التالي لمعايير العلوم.
• بطاقة ملاحظة للممارسات العلمية والهندسية لتلاميذ الصف الرابع الابتدائي.
مواد المعالجة التجريبية:
• دليل المعلم في ضوء الممارسات العلمية والهندسية للجيل التالي لمعايير العلوم.
• كراسة أنشطة التلميذ في ضوء الممارسات العلمية والهندسية للجيل التالي لمعايير العلوم.
منهج البحث:
تم استخدام المنهجين التاليين:
• المنهج الوصفي التحليلي بغرض تحليل محتوى مناهج العلوم للتعليم العام في المرحلة ما قبل الجامعية، وتقييمه في ضوء الممارسات العلمية والهندسية للجيل التالي لمعايير العلوم.
المنهج التجريبي لبيان فاعلية الوحدة المطورة لمحتوى منهج العلوم بالصف الرابع الابتدائي في ضوء الممارسات العلمية والهندسية للجيل التالي لمعايير العلوم في تنمية هذه الممارسات لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية.
نتائج البحث:
1. أظهرت نتائج التحليل لمحتوي كتب العلوم بالمرحلة الابتدائية بمراحل الثلاث تفاوتاً واضحاً في مدي تضمين معايير العلوم للجيل التالي بأبعاده الثلاث؛ حيث بالنظر الي نتائج تحليل كتب العلوم بالمرحلة الابتدائية في بعد الممارسات العلمية والهندسية نجد أن النسبة الأكثر توافراً في الجزء الخاص بمجال الهندسة والتكنولوجيا وتطبيقاتها في العلوم بنسبة بلغت (50%)، بينما النسبة الأقل في الجزء الخاص بمجال علوم الأرض والفضاء بنسبة بلغت (23.5%).

2. أظهرت نتائج التحليل لمحتوي كتب العلوم بالمرحلة الإعدادية تفاوتاً أيضا في مدى تضمين معايير العلوم للجيل التالي بأبعاده الاثلاث؛ حيث عند النظر الى نتائج تحليل كتب علوم المرحلة الإعدادية في بعد الممارسات العلمية والهندسية نجد أن النسبة الأكثر توافر جاء في الجزء الخاص بمجال علوم الحياة بنسبة بلغت (35%)، بينما النسبة الأقل في الجزء الخاص بمجال الهندسة والتكنولوجيا وتطبيقاتها في العلوم بنسبة (0%)
3. يوجد فرق دال إحصائيًا عند مستوى الدلالة (0.05= α) بين متوسطي درجات تلاميذ المجموعة التجريبية (تدرس وحدة الحركة من التصور المقترح لمحتوى مناهج العلوم في ضوء الممارسات العلمية والهندسية للجيل التالي لمعايير العلوم) والمجموعة الضابطة (تدرس وحدة الحركة بمنهج العلوم الحالي) في التطبيق البعدي لبطاقة ملاحظة الممارسات العلمية والهندسية ككل وللممارسات الثمانِ كل على حدة لصالح المجموعة التجريبية، وهذا يشير إلى فاعلية تدريس وحدة (الحركة) من التصور المقترح لمحتوى مناهج العلوم بالمرحلة الابتدائية في ضوء الممارسات العلمية والهندسية للجيل التالي لمعايير العلوم في تنمية هذه الممارسات لدى تلاميذ الصف الرابع الابتدائي
توصيات البحث:
1. إشراك الخبراء والمتخصصين في مجال المناهج في عملية تحديث وتطوير المناهج الدراسية لإكسابها العديد من المعايير التي تتناسب مع التغيرات المستمرة في مجال التعليم.
2. إعادة صياغة أنشطة العلوم في مراحل التعليم الأساسي بحيث تتيح للطلاب الممارسة العلمية والهندسية بشكل أيسر وأسهل، وذلك من خلال ربط العلوم والهندسة والتكنولوجيا.
3. البحث عن كل ما هو جديد في مجال معايير العلوم، وحث الطلاب على ذلك لمواكبة العصر الحالي.
4. العمل على تقويم مناهج العلوم بصفة مستمرة في ضوء معايير العلوم للجيل التالي، ومحاولة وضع تصور مقترح لهذه المناهج في ضوء تلك التقويم.
5. إثراء كتب العلوم بالعديد من الموضوعات الجديدة مثل الوقود الاخضر، والتطور الطبيعي، والتغييرات الوراثية، وذلك لضعف وجودها في الكتب الحالية.
6. أعداد العديد من الأدلة للمعلمين في المراحل الدراسية المختلفة تمكن المعلمين من تدريس العلوم في ضوء تلك المعايير.
7. محاولة اختيار استراتيجيات تدريسية مناسبة تعمل على تنمية أبعاد الجيل التالي لمعايير العلوم.
8. إعادة تأهيل وتدريب معلمي العلوم على استخدام معايير العلوم للجيل التالي، لرفع الكفايات الادائية في التدريس في ضوء هذه المعايير.
بحوث مقترحة:
1. تطوير مناهج العلوم في ضوء ابعاد الجيل التالي لمعايير العلوم واثرة في تنمية الممارسات العلمية والهندسية لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية.
2. دراسة اتجاهات معلمي العلوم نحو الممارسات العلمية والهندسية وفق معايير العلوم للجيل التالي.
3. دراسة معوقات تدريس مناهج العلوم الحالية بالمرحلة الابتدائية والاعدادية طبقاً لمعايير العلوم للجيل القادم.
4. دراسة مقارنة لمدي توافق مناهج العلوم بالمرحلة الإعدادية بجمهورية مصر العربية والمرحلة المتوسطة بالمملكة العربية السعودية مع معايير العلوم للجيل التالي.
5. دراسة وحدة مقترحة في العلوم في ضوء الممارسات العلمية والهندسية وفاعليتها في تنمية مهارات التخطيط والتفكير الإبداعي لدى طلاب المرحلة الإعدادية.













