تواصل دمياط، قلعة صناعة الأثاث في مصر والشرق الأوسط، كتابة قصة نجاح متجددة تعكس تلاحم الإبداع بالتراث، وتُترجم الطموح إلى إنجازات حقيقية على أرض الواقع. في كل ورشة ومصنع، تنبض حكاية صانع دمياطي لا يكتفي بالمحافظة على الموروث، بل يبدع ويطوّر ليضع بصمته على صناعة عالمية، تتحدث اليوم بلغة “صنع في دمياط”.
وبينما تتوالى النجاحات، أكد محمد مسلم، رئيس نقابة صناع الأثاث بدمياط، أن ما تحققه هذه الصناعة من تفوق ليس محض صدفة، بل ثمرة جهد سنوات من التطوير والابتكار. وقال: “صناعة الأثاث في دمياط تمر بمرحلة ذهبية. الصانع الدمياطي أصبح أكثر وعياً بمتطلبات السوق العالمي، من حيث الجودة والتصميم واللمسة الفنية التي تُميزنا. معارضنا المحلية والدولية تشهد بذلك، ونفخر بأن منتجاتنا باتت تنافس كبرى الماركات العالمية.”
وأضاف مسلم أن الجمعية تواصل دعم الصناع من خلال تنظيم دورات تدريبية وورش تطوير، إلى جانب الحرص على التواجد الفعال في أهم المعارض الدولية، قائلاً: “هدفنا أن نرفع اسم دمياط عالياً في كل سوق عالمي، ونصنع من اسمها علامة جودة يُعتد بها.”
من جانبه، أكد أحمد علي سليم، صاحب مصنع ومجموعة معارض بالقاهرة والسعودية، أن الأثاث الدمياطي أصبح اليوم منافساً حقيقياً للمنتجات العالمية، مضيفاً: “منتجاتنا استطاعت أن تفرض وجودها بقوة في أسواق الخليج وأوروبا. السر في التفاصيل، في دقة التصنيع، وفي الالتزام بالجودة والابتكار. إنها صناعة تتكلم بلغة العصر، لكنها لا تنسى جذورها.”
ومع استمرار الدعم المؤسسي وتكامل الجهود بين النقابات والمصنعين والمصممين، يبدو أن دمياط على موعد مع مزيد من الاختراقات، ليس فقط في الأسواق العربية، بل في قلب الأسواق العالمية. فالصناعة الدمياطية لم تعد فقط فخرًا محليًا، بل علامة ثقة تتردد في أروقة المعارض الكبرى، وتفتح أبواب المستقبل أمام أجيال من المبدعين.