بقلم ✍️ أحمد رفاعي آدم ( روائي وأديب)
يسأل بعض التلاميذ: لماذا نذاكر؟ وهو سؤال خطير بالنسبة لأعمارهم الصغيرة حتى وإن بدا لنا – نحن الكبار – سؤالاً في منتهى السذاجة. نحن نطلب من أبنائنا وتلاميذنا طوال الوقتِ أن يذاكروا وأن يجتهدوا وألا يضيعوا وقتهم، والأَولى أن نشرح لهم لماذا يجب أن يذاكروا وأن يجتهدوا، فإذا عُرِفَ السبب بطُلَ العَجب. وذلك يسترعي منا التفكير قبل الإجابة، فلكي نجيب عن سؤال (ما فائدة المذاكرة؟) علينا أولاً أن نبين أهمية العلم وفضل طلبه.
أيها الأبناء الأعزَّاء، ألا فاعلموا أن طالبَ العلمِ يضطلعُ بمهمةٍ أرقى من أن تصورها الأقلام أو تعبر عنها الكلمات، يكفي أن تعلموا أن حياةً بلا علمٍ هي حياةٌ جوفاء خاليةٌ من أي طَعمٍ فهي إلى الموت أقرب. ما فائدة أن يعيش الإنسان بلا هدف فيأكل ويشرب ويتنفس ولا يزيد في أفعاله عما تؤديه الأنعام؟ إنَّ كل ما هو موجود حولكم وكل ما تذخر به دنياكم هو أثرٌ ملموسٌ للعلمِ ونتيجةٌ منطقية لجهود العلماء وثمرةٌ طيبةٌ لأبحاثهم العلمية المتواصلة.
ولنا في كتاب الله وسُنَّةِ رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم أوضح الأدلة على فضل طلب العلم وأدمغها. يزخرُ القرآن الكريم بالآيات التي تؤكد على فضل العلم وتشجع على طلبه وبذل الغالي والنفيس في سبيل تحصيله. يقول الله عز وجلَّ في أول آية نزلت من القرآن الكريم: (اقرأ باسم ربك الذي خلق)، ويقول في سورة طه (وقل ربي زدني علماً)، ويقسمُ في سورة القلم بـ “القلم” أداة العلم فيقول عز وجل: (ن، والقلمِ وما يسطرون). كما أن المصطفى صلى الله عليه وسلم يوجهنا إلى طلب العلم في الحديث الصحيح فيقول: (طلبُ العلمِ فريضة على كل مسلمٍ ومسلمة)، ولم يزلْ صلى الله عليه وسلم في زيادة من العلم حتى توفاه الله.
فاتخذ من رسول الله قدوة واجعل لك من طلب العلم غاية عظيمة واجتهد حتتى تبلغ أعلى الدرجات فرحلة العلم ممتعة لمن أدرك خيرها واسأل مجرب. اللهم وفق أبناءنا لحب طلب العلم.