منزل بسيط يسكنه الهدوء الا من صوت ذاك الصبي الذي ظل يذكر والدته باكياً على فقدها، اقدم على غرفته باحثاً هنا وهناك عن حذائه وسط كومة من الملابس والاوراق وهناك في ركن الغرفة يظهر طرف حذائه القديم على الارض وكأن الزمن أكل عليه وشرب ، تمزقات وشقوق تحكي قصة معاناة طويلة بين الوان الخيوط التي حيك بها مئات المرات ، امسك به ووضعه في حضنه باكياً ، وخرج من غرفته مسرعاً واذ بأخته تتقدم نحوه تتفحص دموعه تأخذه في حضنها وتمسح دموعه باكية : حبيبي لا تبك اليوم في المساء سيكون لديك اجمل حذاء بل سأخذك معي الي محل الاحذية لتختار احلي حذاء !
راح خياله بعيداً وظل يفكر في شكل الاحذية التي يرتديها الاطفال بين الرياضي والجلد والوانها المختلفة وظل يحكي لنفسة اخيراً سأختار حذاء ، سمع صوتا ينادي عليه خرج مسرعاً للعب وقرر اليوم اللعب بالحذاء القديم فكل يوم يلعب دون حذاء حتي تشققت قدماه ، اما اليوم فلا يشغله شيء فغداًسيكون لديه حذاء جديد ، لعب مع زملائه واثناء اللعب استسلم الحذاء وتشققت اوصاله ! ضحك الجميع عليه ، نظر اليهم متعجباً وكله ثقة غداً ستشاهدون كيف تكون الاحذية ؟ عاد للمنزل يمسك بحذائه المتناثر الاوصال وحين وصل قذف به بعيداً اذهب لقد ضعت معك كثيراً ، وغداً سيكون لنا لقاء .
وفي منتصف اليوم سمع اصواتا غريبة خارج البيت زاد الصوت ودخلت النساء المنزل متشحات بالسواد ليخرج الي الشارع واذ البلد جميعها تبكي، الكل منهار الكل يصرخ ماذا حدث ؟
ظل يجري هنا وهناك وظلت الاسماء تتردد من مكبرات الصوت وإذ باسم اخته ينادي عليها وسط الموتي يصرخ ويرمي بنفسه على الارض : لقد ذهبت أختي اليوم للعمل في المزرعة لشراء الحذاء لا اريد حذاء لا اريد شيئاً لم اكن اعلم ان حذائي سيفعل كل هذا، يا أختي من لي بعدك الآن أريدك معي ! واذا به يأخذ بحذائه ويقذف به بعيداً اذهب لقد اضعت كل شيء فلا أريدك بعد اليوم ، سأظل بدون حذاء فنحن الفقراء كتب علينا الألم والشقاء تضيع اروحنا كمداً من أجل حذاء بسيط لا نمتلكه؟ او قطعة خبز جافة ! فليرحمنا الله.














