بقلم ✍️ سميرة أرميا (روائية وكاتبة)
في عام 1959 خرج إلينا الكاتب يوسف إدريس برواية معنونة بـ” الحرام” ناقش فيها فيها قصة أسرة كانت سعيدة حينما كان رب الأسرة بصحته ،وعند اعتلال الزوج خرجت الزوجة الوفية تبحت له عمل يسر نفسه عن “جدر بطاطا لتقع في الخطية رغم عنها وتحمل جنينا في أحشائها وتخفي حلمها وتقوم بأعمال رب البيت وتسافر في موسم جمع القطن لبلد بعيدة مع ما يسمى بـ (عمال التراحيل )، وتلد بمفردها وفي محاولة لإسكات الوليد تقتله دون قصد فتمرض بحمى النفاس ويشاع عن وجود جنين مقتول..
وهنا نجد العبقرية فيظهر لنا يوسف إدريس جميع أنواع الحرام في الناس رغم عدم حاجتهم ،ويسلط لنا الضوء على المسكينة بطلة الرواية.
ومنذ صدور الرواية ووعمال التراحيل لا ينقطع عملها وتطلعنا الصحف كل عدة أعوام بحادث سير في الطريق وموت العشرات دفعة واحدة.
ومع صدور قوانين تحمي العاملين ومنهم قانون العمالة الغير منتظمة (عمال التراحيل )إلا أننا نجد هذه الفئة ما زالت مهمشة ويمارس عليها أقصى درجات القمع .
في أسبوع واحد وفي يوم الإجازة الإسبوعية نجد فتيات في سن الربيع وفي مختلف علوم الدراسة تذهب لتكافح من أجل عيشها وعيش أسرتها ويسرق الموت منا 19 فتاة مرة واحدة على الطريق وفي حادثة أخرى 10 فتيات في حادث غرق معدية ما بين محافظة المنوفية والجيزة وهؤلاء الفتيات هم مجرد عينة من قطاع كبير في كل المحافظات ..
ولا نستطيع القول بايقاف هذه النوع من العمالة فهذه هي سنة الله سبحانه في الأرض السعي والتعمير وليست هذه في مصر فقط بل في جميع بلدان العالم وكثيرا ما طرحت هذه المشكلات عبر الفن السابع ففي فيلم Transporter يناقش الفيلم استغلال العمالة غير الشرعية بأعنف صورها وفيلم حياة الماعز وغيرهما من أعمال سينمائية .
ولأن من أعمدة الاقتصاد في أي دولة هي الصناعة والزراعة فاستغلال المهاجرين أو المستضعفين وراد بغية حفض تكاليف الصناعة والزراعة لكننا هنا في مصر يختلف الأمر. فنحن نعامل العمالة غير الشرعية (المهاجرين )على أحسن ما يكون فنجدهم عاملين في المصانع ويأخذون رواتبهم ومناصبهم كأنهم مواطنين والأكثر من ذلك نجد المصريين تحت أمرتهم ومنهم من يضطهد المصريين حتي يوفر لمواطنيه فرص عمل وكل يوم يزداد أعداد المهجرين وكل يوم يعلو صوتهم أكثر فنجدهم يتفاخرون أنهم هنا (بفلوسهم ) ولا نجد منطق لهذا الهراء .إذا كانوا لديهم الأموال لماذا لم يقصدوا أوروبا مثل الآخرين الذين مهم أموالهم ؟!
ومن هنا نجد أنفسنا أمام مشكلة العمالة الغير منتظمة من المصريين ومن أسباب هذه المشكلة هي:
– اتساع الرقعة الزراعية واتساع مجال الصناعات الصغيرة .
– المزارع الجديدة التي لا تستخدم التقنيات الحديثة في الزراعة هي التي تطلب هؤلاء العمال .
– وجود عناصر أجنبية تأخذ الأولوية من العامل المصري فهم يقبلون في البداية بإجور أقل من العامل المصري.
– عدم تفعيل قوانين العمالة الغير منتظمة.
– عدم الإشراف الكافي على الطرق من دوريات راكبة ،ورادارات، وكشف مخدرات على الطريق للسائقين.
– انتشار المخدرات بشكل كبير في المجتمع المصري وخاصة الحبوب التخليقية .
وغيرها من أسباب.
ولهذا ..وبحق المنظر الرهيب المهيب لتشييع جثمانين ملائكة ” كفر السنابسة ” التي أدمت القلب قبل العين والحزن الذي دخل في كل بيوت مصر نناشد السادة المسئولين .
– يا سادة أنتم نسيتم الملح في الطعام. فقد قدمتم أعمالا عظيمة من إنشاء طرق وكباري ،وتوسع في الرقعة الزراعية ،واعادة تشغيل مصانع وأشياء عظيمة أخرى .
هذا هو الطبيخ أما الملح الذي سيعطي للحياة النكهة الصالحة هي المراقبة والمراقبة الصارمة لجميع الهيئات والمؤسسات والمشروعات فبدون الرقابة تركت المؤسسات للاستغلال الشخصي والطرق تركت للمفسدين فلماذا لا نكمل هذه الانجازات فى دوريات راكبة لمراقبة السائقين مع انتشار الرادارات حتى لا يتسبب خطأ شخصي من فلذات أكبادنا.
– لماذا لا تفعل القوانين على أصحاب العمل لحماية العاملين (غير المنتظمة).
– تقنين العمالة الأجنبية ويمكن دعم هذه العمالة بترحيلهم لبلادهم وتتولي مصر إنشاء مجتمع صناعي أو زراعي لهم في موطنهم والإشراف عليه وتكون لمصر نسبة من الأرباح .
– لماذا لا تستحدث مؤسسات أو فروع تتبع مؤسسات مثل “حياة كريمة- التحالف الوطني ” لرعاية الأسرة المحتاجة لتعمل الفتيات في بيوتهن على غرار “التجربة الدمياطية ”
فأفضل أنواع الاستثمار هو الاستثمار البشري والدولة قامت مشكورة بعمل الأتي
– مشروع حياة كريمة خدم 33 مليون مواطن نفترض الثلث منهم نساء أي 11 مليون سيدة نفترض ثلث هؤلاء النسوة بلا عمل أي ما يقارب 4 مليون سيدة
– مشروع العشوائيات 1.20مليون مواطن نقول الثلث نساء أي 400 الف سيدة معظمهن بلا عمل .
– المرأة المعيلة وهن نحو 12 مليون سيدة نفترض أن نصفهن بلا عمل أي 6 مليون سيدة .
من هؤلاء وغيرهن نفترض أن لدينا 10 مليون سيدة بلا عمل معظمهن تحت إيدي الدولة التي خدمتهن .
فلماذا لا توفر الدولة أعمالا يدوية لهؤلاء النساء مع إشراف كامل من الدولة وهو ما يسمى بالتجربة الدمياطية وهو العمل من داخل المنزل بعد التدريب على الورش الآتية:
– تنفيذ اقتراح السيدة انتصار السيسي بعمل نسخ من المجوهرات الفرعونية القديمة والترويج لها عالميا
– صناعية التريكو والكورشية العالم يقدر العمل اليدوي ويتم التسويق في المنتجعات المحلية والعالمية .
– توسعة تجربة قرية الحرانية لصناعة السجاد اليدوي .
– تجربة السيدة الفاضلة ستهم في صناعة الألباستر.
-صناعة الطوب الرملي .
– صناعة الفخار أواني الطهي وهي رائجة عالميا .
– صناعة حصر الجبن وحصر الجلوس والمشنات وأواني الطعام من المواد الطبيعية كالجريد والخوص والبمب وغيرها .
– ورش الحلي وما أبدعها السيدة المصرية.
– صناعة التماثيل.
وبهذا نستغل وقت السيدات المهدر في تصفح المواقع الغير مهمة ونشرنا الفضيلة بدلا من الانخراط في خطايا أيامنا الحاضرة أو خروج البنات والسيدات من بيوتهن وتعرضهن لأخطار الطريق .
وتوجد مشكلة كبيرة للمتزوجات الأمهات ألا وهي ترك أولادهن بلا رعاية وما يترتب عليه من مشكلات نفسية واجتماعية من تفكك أسري وغيرها .
لذا أجدد الاستغاثة بضرورة الحفاظ على الكيان الأنثوي كما خلقه الله سبحانه والاهتمام بهذا القطاع من الجهات المنوطة والمختصة في الدول المصرية.
وأخيرا نسأل المولى عز وجل أن يهب الصبر والعوض لاسر القضايا وأن يصون مصر أهلها إلى آخر الأيام.