بقلم ✍️ د.محمد الجوهري
(دكتوراه اصول التربية والتخطيط التربوي،أمين لجنة التعليم بحزب الجيل الديمقراطي)
أعلنت نتيجة الثانوية العامة ، واصبحت القلوب تعلو وتهبط بين فرحٍ وحزن، بين تحقيق حلمٍ وبداية بحثٍ عن حلمٍ جديد.
لكن مهما كانت نتيجتك، تذكّر أن هذه اللحظة ليست نهاية المطاف، بل مجرد محطة في رحلتك الطويلة.
وإلى أبطال الثانوية العامة،لقد بذلتم جهدا تستحقون عليه التقدير، وها هو تعبكم يُثمر نجاحا فمبارك لكم النجاح أيا كانت درجاتكم.
ومن المهم ان ننظر إلى الأمور بواقعية: معايير “كليات القمة” اختلفت، والعالم من حولنا يتغيّر بسرعة، و التميز لم يعد حكرًا على كلية بعينها، بل صار مرتبطا بما تقدّمه أنت!، كيف تُطور مهاراتك؟، وكيف تستثمر فرصك؟ فسواءً كنت في الطب أو الهندسة أو التجارة أو أي مجال آخر، النجاح الحقيقي يكمن في إتقانك لعملك، وشغفك بما تتعلمه، وإصرارك على تحقيق التميز حيثما كنت.
والحقيقة التي يجب ان يفهمها أبناؤنا
أن مرحلة الثانوية العامة انتهت بضغوطها وطريقتها الصارمة، والجامعة ليست امتدادا للمدرسة، بل هي عالمٌ من الحرية المسئولة، فالطالب الجامعي هو من يتحكم في مساره ، فلن يكون الحفظ كافيا، بل الفهم والتطبيق والمشاركة
في الجامعة تتعلم كيف تبحث، كيف تتعامل مع الآخرين، كيف تدير وقتك، وكيف تبني نفسك علميا وعمليا.
وهي أيضا مرحلة لاكتساب الخبرات خارج قاعات المحاضرات: الانضمام إلى الأندية الطلابية، التطوع، التدريب، وتكوين صداقات قد تستمر مدى الحياة.
كل هذه التفاصيل تصنع منك شخصا ناضجا، مستعدا لسوق العمل بثقة واقتدار.
وختاما الى كل خريجي الثانوية العامة لقد اجتزتم مرحلة مهمة، فلا تدعوا أي شعور سلبي يطغى على فرحتكم.
انظروا إلى المستقبل بتفاؤل، وابدأوا فصلا جديدا من حياتكم بكل حماس وإصرار. فالعالم واسع، والفرص كثيرة، والمهم هو كيف تستعدّ لاغتنامها.
مبروك للجميع.. والآن، هيا إلى الأمام!.














