خرج الآلاف إلى شوارع تل أبيب مساء السبت للمطالبة بإنهاء الحرب في غزة، بعد يوم من تعهد الحكومة الإسرائيلية بتوسيع الصراع والاستيلاء على مدينة غزة.
ولوح المتظاهرون بلافتات ورفعوا صورًا للرهائن الذين لا يزالون محتجزين في الأراضي الفلسطينية بغزة، ودعوا الحكومة إلى إطلاق سراحهم.
وقدر صحفيو الوكالات الدولية، أن عدد من شارك بالمسيرة يقدر بعشرات الآلاف، بينما قالت مجموعة تمثل عائلات الأسرى الإسرائيليين إلى إن ما يصل إلى 100 ألف شخص شاركوا في المظاهرات لحكومة الاحتلال.
وقال شاهار مور زهيرو، قريب أحد الرهائن: “نختتم برسالة مباشرة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: إذا غزوت غزة وقُتل الرهائن، فسنلاحقك في ساحات المدينة وفي الحملات الانتخابية وفي كل وقت ومكان”.
يوم الجمعة، وافقت الحكومة الأمنية برئاسة نتنياهو على خطط لعملية عسكرية واسعة النطاق للسيطرة على مدينة غزة واحتلالها، ما أثار موجة من الانتقادات المحلية والدولية.
وتضغط القوى الأجنبية، بما في ذلك بعض حلفاء إسرائيل، من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار تفاوضي لضمان عودة الرهائن والمساعدة في تخفيف الأزمة الإنسانية في القطاع.
رغم ردود الفعل العنيفة والشائعات حول معارضة كبار القادة العسكريين الإسرائيليين، ظل نتنياهو متحديًا للقرار.
وقد واجه رئيس الوزراء احتجاجات منتظمة على مدار 22 شهرًا من الحرب، حيث دعت العديد من المسيرات الحكومة إلى التوصل إلى اتفاق بعد أن شهدت الهدنات السابقة تبادل الرهائن مقابل أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
انتقدت السلطة الفلسطينية أمس السبت خطة إسرائيل لتوسيع عملياتها في غزة.
ووفقًا لبيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إن الخطة “تُشكل جريمة جديدة”، وشدد على “الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات لوقفها فورًا”.
كما أكد على “أهمية تمكين دولة فلسطين من تحمل مسؤولياتها كاملةً في قطاع غزة”.
وفي الاجتماع نفسه الذي أقر خطة مدينة غزة، اعتمد مجلس الوزراء الأمني مجموعة مبادئ لإنهاء الحرب في غزة، تضمنت إنشاء “إدارة جديدة لا هي حماس ولا هي السلطة الفلسطينية”.
تمارس السلطة الفلسطينية، التي وُضعت كخطوة أولى نحو إقامة دولة فلسطينية، إدارة محدودة على أجزاء من الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، ولكن ليس لها وجود في غزة.
وفي بيان صدر يوم السبت عن وزراء خارجية إيطاليا وأستراليا وألمانيا ونيوزيلندا والمملكة المتحدة، انتقدوا مجددًا قرار احتلال مدينة غزة.
وقالوا: “هذا سيؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني الكارثي، ويعرض حياة الرهائن للخطر، ويزيد من خطر النزوح الجماعي للمدنيين”.
أدانت روسيا أيضًا الخطة الإسرائيلية للسيطرة على مدينة غزة في بيان صدر يوم السبت.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية أن تنفيذ مثل هذه الخطط “يهدد بتفاقم الوضع المأساوي بالفعل في القطاع الفلسطيني، والذي تظهر عليه جميع علامات كارثة إنسانية”.
وقالت وكالة الدفاع المدني في غزة إن 37 شخصًا على الأقل قُتلوا بنيران إسرائيلية في جميع أنحاء القطاع يوم السبت، من بينهم 30 مدنيًا كانوا ينتظرون استلام المساعدات.
وقد أسفر الهجوم الإسرائيلي عن استشهاد أكثر من 61 ألف فلسطيني، وفقًا لوزارة الصحة في غزة، وهي أرقام تقول الأمم المتحدة إنها موثوقة.













