بقلم….. أيمن باهى
**حين يخرج نتنياهو ليبيع لشعبه سراب “إسرائيل الكبرى”، يرد التاريخ قبل الحاضر: هنا القاهرة… هنا الجيش الذي حطّم الأسطورة، وأسقط غطرسة “الجيش الذي لا يُقهر”. مصر لا تنتظر التهديدات حتى تتحرك؛ هي دائمًا في صدارة الصفوف، دفاعًا عن شعبها، وعن أمتها، وعن كل أرض عربية يحاول المحتل أن يبتلعها.**
—
## **بيان 31 دولة… صرخة في وجه الغطرسة**
لم يكن الصدى مصريًا وحده؛ **31 دولة عربية وإسلامية** رفعت الصوت عاليًا ضد التصريحات الإسرائيلية، معتبرة أن “أوهام التوسع” ليست إلا **إعلان حرب على القانون الدولي، وتهديدًا مباشرًا للأمن القومي العربي والإسلامي**.
هذه الأصوات لم تكتفِ بالإدانة، بل أعلنت استعدادها لاتخاذ كل السياسات التي تكرّس السلام العادل وترفض منطق الاحتلال بالقوة.
—
## **القاهرة… حيث تنكسر الأوهام**
الرد المصري جاء بلهجة لا تعرف المواربة:
> **لا سلام مع احتلال، ولا تفاوض مع وهم، ولا مستقبل لمن يظن أنه قادر على مصادرة حق الشعوب.**
مصر التي صنعت معجزة أكتوبر، وأعادت للعرب الثقة في قدرتهم على دحر الغزاة، تؤكد اليوم أن جيشها **مستعد للردع والحماية**، وأن **الإرادة المصرية عصيّة على الكسر**.
—
## **ذاكرة أكتوبر… الدم الذي يكتب الحاضر**
في السادس من أكتوبر 1973، تحطمت الأسطورة الإسرائيلية على ضفاف القناة، وارتفعت رايات مصر فوق خط بارليف. لم يكن النصر مجرد استعادة للأرض، بل كان **كسرًا للأوهام**. واليوم، حين يكرر نتنياهو نفس الأوهام، يجد أمامه نفس الحقيقة: **هنا مصر… حيث لا تُباع السيادة، ولا تُشترى الكرامة.**
—
## **الأرقام لا تكذب**
* **أكثر من مليون مقاتل** جاهزون في صفوف الجيش المصري.
* **4000+ دبابة ومدرعة** تحمي الحدود.
* **مئات الطائرات المقاتلة** من طراز رافال، ميغ-29، إف-16.
* **أسطول بحري وصواريخ دفاعية** تغطي سماء وأرض مصر.
هذه ليست أرقامًا على الورق، بل **معادلة ردع** تسقط معها أي مغامرة إسرائيلية قبل أن تبدأ.
—
## **مصر وقيادتها… الرسالة للعالم**
الرئيس عبد الفتاح السيسي عبّر عن عقيدة مصر العسكرية بكلمات واضحة:
> *”القوات المسلحة المصرية قادرة على حماية أمن البلاد وردع أي معتدٍ… داخل الحدود أو خارجها”.*
إنها ليست جملة عابرة، بل **قسم على حماية الأرض والعرض**، ورسالة بأن مصر ستبقى **السد المنيع** في وجه كل غاصب.
—
## **الواقع الجيوسياسي… الفارق بين الأمس واليوم**
قبل حرب أكتوبر 1973، كانت إسرائيل تعيش نشوة الانتصار في 1967، وتعتقد أن ميزان القوة يميل بالكامل لصالحها. اليوم، المشهد مختلف جذريًا:
* **مصر** تمتلك جيشًا أكبر وأقوى تسليحًا وخبرة، وتحالفات إقليمية ودولية واسعة.
* **المنطقة** لم تعد معزولة؛ فهناك تنسيق أمني وعسكري بين عدة دول عربية في ملفات الدفاع المشترك.
* **إسرائيل** نفسها تواجه انقسامات داخلية غير مسبوقة، واحتجاجات متواصلة، وأزمات اقتصادية وأمنية متصاعدة.
*
* **الجبهة الفلسطينية** رغم الحصار، أثبتت قدرة على الصمود والمفاجأة، مما يعني أن أي مغامرة توسعية ستفتح على تل أبيب أكثر من جبهة.
الفرق الجوهري أن إسرائيل في السبعينيات كانت تواجه جيوشًا عربية خارجة للتو من صدمة النكسة، أما اليوم فهي تواجه شعوبًا وجيوشًا تدرك جيدًا أن ردع العدو يبدأ بإرادة لا تنكسر، وأن أي وهم استعماري جديد سينتهي إلى نفس المصير الذي انتهت إليه أوهام “الجيش الذي لا يقهر”.
## **الخاتمة: بين الوهم والحقيقة**
مشروع “إسرائيل الكبرى” ليس سوى وهم يتهاوى أمام ثلاث حقائق كبرى:
1. **إرادة الشعوب التي لا تُهزم.**
2. **جيوش تحمي الكرامة لا المصالح.**
3. **تاريخ يفضح الغطرسة ويكسرها.**
وستظل مصر هي **الدرع الذي يحمي الأمة، والسيف الذي يقطع يد المعتدي**، حتى تدرك إسرائيل أن القوة الحقيقية لا تُقاس بعدد الدبابات، بل بعدد القلوب التي تهتف:
**”الأرض لنا… والقدس لنا… ولن يكون هناك وطن اسمه إسرائيل الكبرى.”**












