لم يكن المركز التكنولوجي لخدمة المواطنين بمركز سمالوط، قبل سنوات، بالمستوى الذي يليق بأهالي المركز. فقد عانى المواطنون من محدودية الخدمات، وقلة الكوادر، وطول الطوابير أمام الشبابيك التي لم تتجاوز تسعة نوافذ، ما جعل إنجاز أبسط المعاملات يستغرق وقتًا طويلاً، وأدى إلى تراكم الملفات وتعقيد الإجراءات.
لكن اليوم، بات المركز نموذجًا يحتذى به في التحول الرقمي وتقديم الخدمات الحكومية بسرعة وكفاءة، بعد افتتاحه رسميًا عقب أعمال تطوير شاملة، أجرتها محافظة المنيا ضمن خطة الدولة لبناء الجمهورية الجديدة وتنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بتطوير المراكز التكنولوجية.
المركز الجديد مقام على مساحة 235 مترا مربعا، بتكلفة إجمالية بلغت 4 ملايين جنيه. وقد تضاعف عدد الشبابيك المقدمة للخدمات من 9 شبابيك فقط قبل التطوير إلى 17 شباكًا مجهزة الآن بأحدث الوسائل التكنولوجية، إلى جانب مكتب للمدير، وشئون قانونية، وخزينة، وقاعة استقبال للمواطنين على مساحة 60 مترًا، فضلًا عن مظلة خارجية لانتظار المواطنين لتقليل التكدس وتوفير بيئة مريحة.
كما تضاعف عدد المهندسين والعاملين بالمركز من 6 فقط إلى 15 مهندسًا، ما ساهم في تسريع وتيرة العمل والقدرة على التعامل مع أضعاف حجم الطلبات والمعاملات اليومية.
قبل التطوير لم يكن المركز قد أنجز سوى 638 ملفًا للتصالح (نموذج 8)، بينما ارتفع الرقم اليوم ليصل إلى 4400 ملفًا مكتملًا.
بينما عدد رخص البناء المستخرجة ارتفع من 22 رخصة فقط إلى 237 رخصة بناء بعد التطوير بمدينة سمالوط
كان المركز من أكثر المراكز في المتغيرات غير القانونية والتعديات، أما اليوم فقد نجح في الوصول إلى صفر تعديات وصفر متغيرات.
ورغم أن المركز كان في ترتيب متأخر على مستوى المحافظة في ملف تقنين أراضي أملاك الدولة، إلا أنه أصبح الآن الأول على مستوى المحافظة في نسب الإنجاز.
المركز التكنولوجي المطوّر يقدم اليوم 52 خدمة متنوعة للمواطنين، تشمل استخراج المستندات والرخص والتراخيص، وإنهاء ملفات التصالح وتقنين الأراضي، وذلك عبر منظومة رقمية حديثة، مدعومة بشاشات عرض للمستندات المطلوبة ونظام نداء آلي مزوّد بسماعات صوتية، لتسهيل حركة المواطنين داخل المركز.
اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، أكد خلال جولته التفقدية عقب الافتتاح، أن الدولة تضع كل إمكانياتها في خدمة المواطن، مشددًا على أن تطوير المراكز التكنولوجية جزء من خطة متكاملة لرفع كفاءة الأداء الحكومي وتحسين جودة الخدمات. وأوضح أن المحافظة تعمل بالتنسيق مع وزارة التنمية المحلية على إنشاء مراكز جديدة في بني مزار وأبوقرقاص، إلى جانب تطوير مركز المنيا الرئيسي.
كما شدد المحافظ على حسن معاملة المواطنين والإنصات لشكواهم، خاصة في الملفات الحيوية مثل التصالح في مخالفات البناء وتقنين أراضي الدولة، موجها بسرعة الاستجابة وتيسير الإجراءات.
من جانبها، أوضحت المهندسة هدير ربيع، المشرف العام على وحدة التنمية الحضارية، أن المركز الجديد مجهز وفق أعلى معايير الجودة والتكنولوجيا الحديثة، بما يضمن تقديم خدمة حضارية للمواطنين.
بينما أكد المهندس عويس قاسم، رئيس مركز ومدينة سمالوط، أن المركز أصبح قادرًا على التعامل مع آلاف الطلبات بكفاءة عالية، لافتًا إلى أن النقلة النوعية في الأداء انعكست بشكل مباشر على رضا المواطنين وسرعة إنجاز معاملاتهم.
قال مهندس حامد فخري نائب رئيس مركز ومدينة سمالوط أن قصة مركز سمالوط التكنولوجي هي تجسيد واقعي لنجاح خطط الدولة في التحول الرقمي وتحقيق الحوكمة الرشيدة، بعدما تحول من نقطة ضعف ومعاناة يومية للمواطنين، إلى نموذج متكامل يسهّل الخدمات ويرفع عن كاهل الأهالي عناء الانتظار، ليصبح شاهدًا حيًا على خطوات الجمهورية الجديدة في المنيا.














