»» حققت قفزات هائلة في إنتاج الغذاء خلال العقود الماضية
»» توظيف الذكاء الاصطناعي صناعي لاستغلال كافة المساحات وتحليل التربة والمناخ
»» النموذج الصيني ليس مجرد زراعة هو إدارة، تكنولوجيا، دعم سياسي، وثقافة عمل منظم
أشاد الدكتور خالد فتحي سالم أستاذ بيوتكنولوجيا المحاصيل بجامعة السادات والحاصل على دكتوراه تربية النبات والوراثة من جمهورية ألمانيا الاتحادية بالنموذج الصينى في مجال الاكتفاء الذاتي الزراعي، فقد حققت الصين قفزات هائلة في إنتاج الغذاء خلال العقود الماضية، رغم عدد سكان ضخم جدا وتحديات طبيعية كبيرة.

جاء ذلك في إطار رؤيته لتطوير آليات الزراعة المصرية عبر حلقاته ببوابة “الجمهورية والمساء أون لاين” “،وذلك لرصد أفضل التجارب الأممية والممارسات الدولية والإقليمية نحو مستقبل زراعي أفضل.
وقال إن الصين نموذج يُحتذى به عند التخطيط لمستقبل الاكتفاء الذاتي في مصر.
واضاف أن النموذج الصيني ليس مجرد زراعة… هو إدارة، تكنولوجيا، دعم سياسي، وثقافة عمل منظم.
وتابع متسائلا: “كيف نجحت الصين في إطعام مليار ونصف إنسان؟ وما الذي يمكن أن نتعلمه منها؟”..
في وقت يعاني فيه العالم من أزمات غذاء ومياه ومناخ، تقدم الصين تجربة فريدة في تحقيق الاكتفاء الذاتي، حيث استطاعت توفير الغذاء لـ 1.4 مليار نسمة، رغم محدودية الأراضي الزراعية، وتحديات المناخ، والاستهلاك الهائل.
فهل يمكن لمصر، بمواردها الكبيرة وتاريخها الزراعي العريق، أن تستلهم التجربة الصينية؟
الجواب المختصر: نعم ،وبقوة.
ورصد د.خالد سالم أهم عناصر نجاح النموذج الصيني:
1. استصلاح الأراضي وتنظيمها بصرامة:
فقد حولوا أراضٍ غير صالحة (جبال، صحارى) إلى أراضٍ زراعية.
استخدموا تقنية “شرائح الزراعة الجبلية” (Terrace Farming).
ـ كل شبر يُحسب ويُستغل بكفاءة.
2. البحث العلمي والتطوير الزراعي:
ـ أنشأت الصين آلاف المراكز البحثية المتخصصة في:
تحسين البذور (أرز، قمح، ذرة).
ـ الزراعة المقاومة للجفاف والحرارة.
ـ الزراعة بدون تربة.
3. السيطرة على السوق الزراعي وتسويقه:
ـ الفلاح الصغير يحصل على دعم مباشر من الدولة.
ـ الدولة تشتري المحاصيل الاستراتيجية بأسعار مجزية.
ـ تسويق جماعي من خلال جمعيات وتعاونيات زراعية قوية.
4. اعتماد التكنولوجيا على كل المستويات:
ـ زراعة ذكية: طائرات بدون طيار، روبوتات، حساسات.
ـ ذكاء صناعي لتحليل التربة والمناخ.
ـ تطبيقات موبايل لإدارة المزرعة يوم بيوم.
5 إستراتيجية الأمن الغذائي القومي:
ـ قوانين تمنع التوسع العمراني على الأرض الزراعية.
ـ سياسات صارمة لحماية المحاصيل من تقلبات السوق والمناخ.
ـ تشجيع تخزين الحبوب والزراعة التعاقدية.
وحول ما يمكن أن نتعلمه من التجربة الصينية الفريدة ونطبّق في أرض الكنانة قال د.خالد سالم:
* النموذج المصري المقترح
ـ زراعة الأراضي الصعبة استصلاح الصحراء الغربية وسيناء بتنظيم وتخطيط ذكي.
ـ دعم الفلاح الصغير تفعيل الدعم النقدي والإرشاد الفني وتوظيف
البحوث الزراعية التطبيقية.
ـ ربط الجامعات بمزارع حقيقية ونقل النتائج للمزارعين.
ـ دعم فكرة التعاونيات الفعالة وتطوير الجمعيات الزراعية.
ـ الزراعة الذكية على نطاق واسع تعميم الري الذكي والحساسات في المشروعات الجديدة مثل )مستقبل مصر والدلتا الجديدة) .
ودعا د.خلد سالم أستاذ المحاصيل إلي اتخاذ خطوات عملية لمشروع “نموذج مصري مستوحى من التجربة الصينية” عن طريق:
ـ اختيار منطقة تجريبية (1000 فدان مثلاً) في أرض جديدة (غرب المنيا أو جنوب بورسعيد).
ـ تشكيل كيان إداري موحد للمزرعة: يضم فلاحين، مهندسين زراعيين، باحثين، ومسؤولين.
ـ إدارة مركزية موحدة للتسويق والشراء والبيع.
ـ تطبيق نظم الزراعة الذكية وتوظيف التقنيات الحديثة.
ـ مراقبة الأداء والربحية ومقارنته بالزراعة التقليدية.

وحول التحديات المحتملة كالبيروقراطية وتعقيد التنفيذ ، ومقاومة بعض الفلاحين والمزارعين للتغيير،واحتمالية ضعف التمويل في البداية ، نوه إلي أن الإرادة السياسية ، إتاحة التمويل المنظم ،وتعزيز الشراكة بين الدولة والقطاع الخاص كفيل لمواجهة هذه التحديات.
واختتم إن نجاح النموذج الصين ترتكز علي خطط للدولة ،تم تنفيذها بدقة لعقود، حيث جعلت الزراعة أولوية وطنية.
واختتم : الخلاصة:
الصين بدأت بأرض أقل من مصر، وشعب أكثر من مصر، ونجحت،و مصر تشتكي أن تبدأ اليوم، وبتمويل أقل، لتحقيق اكتفاء ذاتي غذائي حقيقي.














