وقّعت منظمة العمل الدولية ومؤسسة “صُنّاع الخير للتنمية” اليوم «خطاب نوايا» للتعاون في مكافحة عمل الأطفال في قرى مبادرة «حياة كريمة» بمحافظة الغربية، من خلال قوافل طبية مجانية للأطفال وأسرهم تستهدف 2,500 مستفيد، وبرامج تدريب مهني للبالغين (18+) تصل إلى 1,000 من أولياء الأمور ومقدّمي الرعاية مع الربط الفعلي بسوق العمل المحلي وتوسيع الشمول المالي بالتعاون مع بنك مصر.
يأتي ذلك في إطار مشروع منظمة العمل الدولية «الإسراع بالقضاء على عمل الأطفال، وتحسين ظروف العمل، وتمكين الأسر في سلسلة توريد الياسمين في مصر – أكسيل مصر: حصاد المستقبل» المموّل من منظمة “العمل العادل”.
كما يأتي هذا التعاون امتدادًا لدور منظمة العمل الدولية في مكافحة عمل الأطفال عالميًا عبر وضع معايير العمل الدولية، ومنها اتفاقيتا 138 و182، ودعم الحكومات في تنفيذ الخطط الوطنية وتعزيز آليات الحماية والإحالة، وربط ذلك بسياسات العمل اللائق والحماية الاجتماعية والتعليم. بينما يركّز مشروع “أكسيل مصر – حصاد المستقبل” على سلاسل توريد الياسمين في الغربية من خلال برامج مكافحة عمل الأطفال، وتمكين الأسر اقتصاديًا، والتوعية بحقوق الطفل، وتحسين السلامة والصحة المهنية، ومواد التثقيف، والعودة الآمنة للتعليم.
قال إريك أوشلان، مدير مكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة: «إن هذا الخطاب يحوّل التزامنا المشترك إلى عملٍ ملموس داخل قرى «حياة كريمة» في الغربية كبداية للشراكة، ودعم تنفيذ الخطة الوطنية لمكافحة أسوأ أشكال عمل الأطفال ودعم الأسرة في مصر (2018 – 2025)، من خلال تقديم قوافل طبية متخصصة ومجانية للأطفال وأُسرهم مع الإحالة عند الحاجة، وتدريب مهني مُوجّه للبالغين يفتح مسارات حقيقية للدخل الكريم، إلى جانب الشمول المالي بالتعاون مع بنك مصر بما يمكّن الأُسر من إدارة مواردها واستخدام الأدوات الرقمية المناسبة. بهذه المنظومة المتكاملة نقلّل دوافع عمل الأطفال ونُسهم في أن يبقى الأطفال في الفصول الدراسية وبأمان».
فيما قال د. مصطفى زمزم، رئيس مجلس أمناء مؤسسة “صُنّاع الخير للتنمية”: «إننا في مؤسسة صُنّاع الخير نعتز ونفتخر بالشراكة مع منظمة العمل الدولية؛ فهي ليست مجرد شراكة تقليدية بل تعاون استراتيجي يفتح آفاقًا واسعة لتحقيق تأثير حقيقي ومستدام. إن مثل هذه الشراكات هي التي تصنع الفارق، كونها تجمع بين الخبرة الدولية والرؤية الوطنية لتغيير واقع الأسر الأولى بالرعاية.
وإننا نولي اهتمامًا خاصًا بالمشروعات التي تخدم المرأة، إيمانًا منا بأن تمكين المرأة هو المدخل الأهم للتنمية الشاملة؛ فالمرأة هي العمود الفقري للأسرة، وحين نمنحها فرصة التدريب والعمل والاعتماد على الذات فإننا لا نغير حياتها فقط، بل نغير مستقبل أسرة كاملة، ونبني جيلًا أكثر قوةً واستقرارًا. لذلك نركز على إطلاق مشروعات نوعية تحقق النفع المباشر للأسر الأكثر احتياجًا، وبالأخص المشروعات التي تُمكّن المرأة، سواء من خلال توفير فرص العمل، أو تنمية المهارات، أو دعم الحرف اليدوية والتراثية. وإن هدفنا الراسخ أن تكون هذه المشروعات مستدامة وقادرة على الاستمرار والتوسع لتترك أثرًا عميقًا يمتد لأجيال قادمة. إن التنمية الحقيقية لا تُقاس بالإنجازات اللحظية، وإنما بقدرة المشروعات على إحداث تغيير مستدام في حياة الناس، وهذا ما نسعى إليه دائمًا من خلال شراكاتنا مع المؤسسات الدولية والوطنية، وفي مقدمتها منظمة العمل الدولية».
تتمتع “صُنّاع الخير”—وهي مؤسسة أهلية ذات صفة نفع عام وعضو «التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي»—بسجلٍ واسع يشمل قوافل طبية تجاوزت 1.2 مليون مستفيد، وبرامج تدريب مهني وريادة وتثقيف مالي تخطّت 103,000 مستفيد على مستوى الجمهورية. ويستهدف هذا التعاون—تحت مظلة مشروع منظمة العمل الدولية “أكسيل مصر – حصاد المستقبل”—تحسين ظروف معيشة الأُسر في القرى المستهدفة وإبقاء الأطفال في مقاعد الدراسة آمنين عبر خدمات صحية موثوقة، ومهاراتٍ وفرص دخلٍ عادلة للبالغين داخل مجتمعاتهم.














