بقلم ✍️ وفاء أنور
(خبيرة تنمية مهنية مستدامة ـ معلم سابق بالتربية والتعليم)
في كل مرة أستمع فيها إلى هذه الآية الكريمة أستشعر معنى الإرث الحقيقي الذي يتركه الإنسان لأبنائه وذريته من بعده، تكشف هذه الآية الكريمة الواردة في سورة “الكهف” كما يعلم جميعنا أهمية العمل الصالح الذي يقصد الإنسان به وجه ربه وحسب، يقدمه كدليل على إيمانه التي تنطوي عليه نفسه ويصدقه عمله النابع من نقاء روحه.
الحياة الدنيا مصيرها إلى زوال وهذا لا يخفى على أحد، المؤمن الحق يتتبع العمل الصالح، يبحث عنه بحثًا لأنه يعلم أن في أدائه ضمان نجاته، يدرك قيمته العظيمة ويعلم أنه قد يكون الضامن لحسن خاتمته، يباعد بينه وبين نار تستعر، وتحفظه من كل شر يحاك له وهو لا يعلم عنه شيء، يعرف أن هذا هو سبيله الذي سيضمن له حسن ثواب دنياه وآخرته.
سعة الأفق منحة من رب العالمين التمسك بالفضيلة دليل حكمة وهبها لنا ربنا سبحانه وتعالى، إنهما تدفعان كل من له عقل وقلب إلى البحث في مناحي الحياة عن وسيلة تمكنه من تقديم كل عمل فيه صالح نفسه وخير لغيره، يقدمه مسرورًا فهو يعلم أنه باق، مدون في صحيفته، لن يضيع سدى، سيرفع قيمة رصيده الحقيقي الذي يضمن لأبنائه ولأحفاده من بعدهم ما ينفعهم في مستقبل أيامهم.
العمل الصالح له عظيم الأثر على صانعه وعلى من هم مسئولون منه، عمله حاضر وإن سافر، وإن هاجر ،وإن رحل عن هذه الدنيا الخادعة بزخرفها، سيبقى عملك إرثًا كبيرًا يجازى بثوابه كل من يهمك أمره أو تحوط به شفقة قلبك، الأثر الطيب لعملك الصالح لا يفنى، هو باق ليرفعك ويرفعهم.
العمل الصالح أساس متين تستطيع أن تقيم عليه مدن اطمئنانك وسلام نفسك، حسن أثر العمل الصالح يستحق منا أن نتتبعه، ننقب عنه ونلهث وراءه، نعدو ونفتح أيادينا لكل فرصة تلوح لنا في الأفق، نغتنمها، نمتلكها؛ نحققها، فنحن الرابحون بلا شك.














