شارك عدد من المتعافين من الإدمان بمركز العزيمة بمحافظة مطروح التابع لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي في حصاد محصول الزيتون، بعد نجاحهم في تحويل الأرض الملحقة بالمركز إلى مزرعة منتجة، وزراعة أشجار الزيتون وحصاد ثمارها وعصرها على البارد لإنتاج أجود أنواع الزيت.
ويجسّد هذا النشاط، الذي يأتي ضمن برنامج “العلاج بالعمل”، نموذجًا عمليًا لإعادة دمج المتعافين في المجتمع كأفراد منتجين قادرين على العمل والعطاء، ويعكس دعم الصندوق لبرامج التمكين الاقتصادي وخدمات ما بعد العلاج المجاني، بما يرسخ قيم التعافي والحياة الآمنة بعيدًا عن الإدمان.
وتُعد زراعة الزيتون بمركز العزيمة رمزًا للسلام والصمود، وتجسيدًا لقدرة المتعافين على استعادة الثقة وتحقيق الذات، في إطار سياسة الصندوق الهادفة إلى تعزيز الدمج المجتمعي للمتعافين من خلال مشروعات إنتاجية تُسهم في دعم التنمية المحلية.
من جانبه أكد الدكتور عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، حرص الصندوق على تنفيذ برامج متكاملة للدمج المجتمعي للمتعافين، بعد تقديم خدمات العلاج المجاني وفقًا للمعايير الدولية وبما يضمن حقوق مريض الإدمان.
وأشار إلى أن الدراسات التي أجراها الصندوق أظهرت وجود علاقة مباشرة بين الإدمان وضعف الكفاءة الإنتاجية، وهو ما دفع الصندوق إلى تنفيذ برامج متعددة تهدف إلى إعادة تأهيل المتعافين نفسيًا ومهنيًا وثقافيًا ليصبحوا أعضاء فاعلين في المجتمع.
وأوضح “عثمان” أن برنامج الدمج المجتمعي يتضمن حزمة من التدخلات تشمل التدريب المهني على الحرف المطلوبة في سوق العمل، حيث يتم تدريب نحو 12 إلى 15 ألف متعافٍ سنويًا، إلى جانب إنشاء ورش تدريب مهني داخل جميع المراكز العلاجية، ومشاركة المتعافين في تجهيز وتأثيث مراكز العزيمة الجديدة.
ويعتمد البرنامج التأهيلي بمراكز العزيمة على مزيج من برامج العلاج النفسي والمعرفي السلوكي ومهارات منع الانتكاسة، إلى جانب العلاج بالعمل والعلاج بالرياضة والأنشطة الترفيهية اليومية، فضلًا عن توفير قروض صغيرة لمشروعات المتعافين ضمن مبادرة التمكين الاقتصادي بالتعاون مع بنك ناصر الاجتماعي.















