فى سهرة موسيقية راقية نظمت دار الأوبرا الجديدة بالعاصمة الإدارية حفلا لتدشين بيانو جديد يتم العزف عليه لأول مرة كما أن هذا النوع من حفلات التدشين تعد أيضا الأولى من نوعها فى مصر والذهاب لقضاء سهرة موسيقية فى هذا المكان بالنسبة لى وأعتقد لكل الذين حضروا تعد أيضا لأول مرة ..
الحفل اقيم بقاعة الدراما فى مبنى الأوبرا الجديدة التى فهمنا من الحوار الذى دار عقب الحفل أنه صرح ضمن مدينة كبيرة للفنون تتضمن أنشطة متعددة و نظم الحفل الفنان أحمد ابوزهرة الذى يحمل فكر تنظيمى جيدعهدناه فيه منذ فترات طويلة حيث عن طريقه تم تنظيم حفلات مع كبار فرق الموسيقى والبالية فى دار الأوبرا المصرية بالجزيرة ..أ ما هنا كان هذا أول نشاط نلمسه له وهو عبارة عن شراء بيانو من الماركة الألمانية الشهيرة “بيكشتاين ” وتم دعوة عازفان مصريان من جيلين مختلفين للعزف على هذا البيانو لأول مرة كتدشين لهذة الآلة المميزة والعازفان هما العازف رمزى يسى والعازفة ماجدة عمارة والأثنان تجمعهما بعض الصفات المشتركة أولا أنهما مصريان لهما نشاطا عالميا ويقيمان خارج مصر وثانيا أنهما تلقيا تعليمهما فى روسيا على يد الأستاذ الشهير سيرجي دورينسكي بفارق زمنى كبير حيث تتلمذ على يدية رمزى يسى فى السبعينيات أما ماجدة كانت رحلتها مع هذاالأستاذ بعد ثلاثة عقود وبالتحديد فى عام 2001 وقد اكتسب هذا الأستاذ شهرته من أن تلاميذه يحصدون الجوائز العالمية فى عالم المسابقات الدولية ورمزى يسى كان أول طالب عنده يحصد عدد من الجوائز منها جائزة مارجريت لونج وجاك تيبو في باريس والجائزة الأولى في مسابقة “بالوما أوشيا” في أسبانيا عام 1977 أما ماجدة تحصل أيضا على عدد من الجوائز من أشهرها الجائزة الأولى في المسابقة المفتوحة للمدرسة المركزية للموسيقى بموسكو 2003 والجائزة الثانية في مسابقة هوروفيتز بأوكرانيا 2007.
وفي مجال موسيقى الحجرة، حصلت ماجدة عمارة على عدد من الجوائز منهاالجائزة الأولى لمسابقة تانييف في كالوجا عام 2008.. ورمزى وماجدة معروفان لدى عشاق الموسيقى فى مصر الأول معروف منذ السبعينيات ويعد أول مصرى تعلم عزف البيانو اكاديميا وله نشاط واسع منذ تخرجه فى السبعينيات فى كل الساحة الموسيقية المصرية حيث قدم العديد من الكونشرتات مع أوركسترا القاهرة السيمفونى والأوركسترات الزائرة كما تولى عدة أنشطة منهاشغل منصب مدير فنى لأوبرا القاهرة فى التسعينيات وكان مشرفا على نشاط قصر المانسترلى مع صندوق التنمية الثقافية غير مشاركته مع كل أوركسترات الحجرة التى ظهرت فى مصر بخلاف حفلات الريستال ولهذا لرمزى قاعدة عريضة من الجمهور أما ماجدة هى ايضا معروفة منذ اوائل القرن الواحد وعشرون حيث قدمت أول حفل لها مع أوركسترا القاهرة السيمفونى عزفت فيه كونشرتو سان صانص عام 2006بالإضافة لحفلات الريستال وتوالت إستضافتها بعد ذلك عدة مرات فى الأوبرامنها مع الأوركسترا الفلهامونى بقيادة المايسترو الصعيدى عام 2014 ومن أهم خفلاتها فى مصر ريستال فى 2015 عزفت فيه مقطوعات لتشايكوفسكى ورخمانينوف ..
.. وننتقل لهذا الحفل الذى نحن بصدده ونتحدث أولا عن البيانو الذى أقيم من أجله الحفل والذى يسمى” بيكشتاين “وهى ماركة تنسب لصانع هذا البيانو فريدريخ فيلهلم كارل بيكشتاين ولد بالمانيا (1826) والذى طور فى هذه الآلة واصبحت المفضله لدى كبار العازفين فى عصره وحقق شهرة واسعة وثراء وظل مصنعه الذى اسسه يعمل حتى الآن ويعد أجهزته الأشهر والأعلى سعرا ولقد بدأ الحفل بظهور منظم الحفل أحمد ابو زهرة ليقدم لنا مدير مصانع الشركة المصنعة يهدى مفتاح البيانو للعازفة ماجدة عمارة التى فتحته وبدأت العزف وسط تصفيق حار من الجماهير وبأناملها الساحرة قدمت لنا سوناتا رقم 11 لموتسارت( 1756-1791)وسكريتسو رقم 2 لفردريك شوبان(1810-1849) وختمت بمقطوعتى برليود(مقدمتين) لرخمانينوف(1873-1943) وقد نجحت فى إختيارتها حيث أدت أجزاء مكتوبة للبيانو فيها تنوع بين النعومة والقوة وبها ايضا فرصة لاستعراض مهارة العازف بإستخدام إيقاعات صعبة والإنتقال من أعلى إلى أسفل من خلال تقنية تقاطع اليدين وشدت انتباه الجمهور بحفظها الجيد للمقطوعات وفهمها لتقنيات عزفها كما كانت موفقة فى ترتيب المعزوفات طبقا للعصور وحافظت على روح كل مؤلف وميزاته ثم عقب استراحة قصيرة جاء
الفصل الثانى ليطل علينا نجمنا المعروف والمحبوب رمزى يسى وقدمه ابو زهرة الذى حاول تعويض عدم توفركتيب للحفل بأنه قام بتعريف بالعازفين وإعطاء نبذة عن مايتم عزفه فى البرنامج
و ورمزى يسى الذى يملك حضورا وقبولا تحدث أيضا للجماهير وعزف أيضا اعمال خفيفة بالنسبة لريبرتواره الكبير لكنها تتناسب تماما مع الحدث والجمهور حيث قدم سوناتا “ضوء القمر” لبيتهوفن(1770-1827) والتى معروفة ومحببة للجماهير كما عزف لشوبان بعض الدراسات وختم ببولينز البطولة وجاء هذا بأسلوبه الهادىء المميز الذى يعتمد على إحساسه بالعمل وتقديمه بتفسير جيد مع حرصه على إيضاح التكنيك الخاص بالمعزوفات والى يجذب أذان الجمهور ويجعل المستمع يعيش فى عصر هؤلا المؤلفين بالإضافة لدقة الأداء التى تعودناها من فناننا المحبوب رمزى الذى وقف يتلقى التهانى ثم دار حديث بينه وبين الجمهور ومعه أحمد أبو زهرةتم من خلاله إلقاء بعض الضوء على هذا المكان الجديد وتم توجيه الشكر للمشرفين على هذا المشروع والداعمين له اللواء شريف صلاح رئيس الجهاز الوطنى للإدارة واالاستثمار واللواء محمد امين الذى يشغل منصب امين عام مدينة الثقافة والفنون..
وكلمة اخيرة لاننكر أن فكرة الحفل جديدة ومتميزةوالإختيار للعازفين جاء موفقا وأن الفنان احمد ابو زهرة بذل مجهودا كبيرا خاصة أن الحدث يعد بداية ويمثل تمهيدا للتعرف على المكان الذى نتوقع أن يكون منارة جاذبة لكبار الفرق العالمية ولعشاق الفنون الموسيقية الراقية..