امرأةٌ فاجأها ذاتَ صباحٍ
تحتَ النخلةِ حُلمٌ ..
هزَّتْ جذع الضوءِ
اسَّاقطَ بين يديها
شُهداءُ غرامٍ كُثرُ .
لكن الشاعرَ لم يرها
في ذاكَ الحلمِ
ولم يسمع عنها …
مشغولاً كانَ
برسمِ النخلِ المتحاضنِ
فوق رمالِ الربوةِ
والأملِ المتطامنِ
في عينِ حبيبته الساذجةِ الأولى .
في حين المرأةُ
كانتْ تبني بيتاً للنشوةِ
تحفرُ فيه بعضَ قبورٍ للشهداءْ.
حين التقيا في الحُلمِ الثاني
قالتْ : أنتَ غريبٌ يا هذا
تبدو كملاكٍ
يهبطُ من أعلى عليين
لا يبدو أنكَ تسعى للصيدِ السهلِ .
قالَ : وأنتِ سفينةُ عِشقٍ
ترنو لوحوشِ البرِّ ..
قالتْ: هل تركبني
نستوقدُ نارَ العشقِ سويَّاً ؟
قالَ : طريقكِ آهلةٌ بالركابِ
يجيئون سِراعاً ؛ وخِفافاً
تدفعهم أعراسُ النشوةِ
نحو طواحينِ الموتْ .
قالتْ : كم أحسنتَ الرؤيةَ
والرأي أصبتْ.
………………………………