كلما سرت بين زميلين وجدت لنفسي أستاذين من له فضائل فهو قدوتى ومن له رذائل فهو عبرتى. حقا فالأخلاق من أبرز ما يتميز به الإنسان إذ بتمكنها من نفس المرء والتزامه بها فإنها عندئذ تنعكس على حياته سلوكا وعلى مواقفه أحكاما واعية.
ولقد اعتدنا على غياب التفسيرات الواضحة لبعض الشخصيات التى نتعامل معها ينشرون الفضيلة أو يدعونها وهم أبعد والله ما يكونون عنها فصدق قول الحق فيهم ” أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ” . ومن المثير لدى علماء النفس والشخصية أن تبدو بعض الشخصيات مجهولة المعالم حتى وإن طال التعامل معهم ترى الزئبقية فى آرائهم ووجهات نظرهم وهم بذلك يحسبون أنهم يحسنون صنعا .
لاتملك إلا أن تتعايش معهم بمبدأ التقليم لإزالة العناصر غير الضرورية من حياتك وتعاملاتك لإفساح الطريق لمن هم أحق منهم بالتعامل لترتقى بعيدا عنهم مع أناس ترفعوا عن الصغائر بأخلاقهم وسواء العالم أجمع بكريم خصالهم .
وأنا أتساءل هل استطاعت القوانين أن تتابع أفعال البشر جميعها وتضع لها من الجزاء ما يناسبها ثوابا أو عقابا ؟ الواضح أن ثمة أفعالا خلقية طيبة يقوم بها كثير من الأفراد ولكن القوانين لا تثيب عليها ولا تكافئ المحسنين عنها ، وأن هناك أفعالا خلقية سيئة يرتكبها البعض وما أكثرها لا تتعرض لها القوانين مطلقا كالنفاق والكذب والأنانية والحسد .
والحقيقة إن تحايل الأشرار على القوانين أمر سهل ومستطاع ومن ثم فإن قدرة القانون على زجر الأخلاق الفاسدة قدرة محدودة وقاصرة عن دفع الأفراد لعمل الخير وإثابتهم على أفعالهم الصالحة . لذا أدعوك عزيزى القارىء يا من تعانى مثلى وتضطر للتعامل مع هذا الصنف من البشر أن تصبر وتحتسب الأجر من الله فكل نفس بما كسبت رهينة والأمر وحده لله والحكم بيده طالما أيقنت أن أفعال العباد محصية عليهم فى كتاب يتلقونه منشورا أمام أعينهم وهنا يكون الجزاء الإلهى بعدله وحكمته أصلح لتقويم الأخلاق والسلوك ففى الآخرة يجد كل امرىء جزاء ما قدم حاضرا والله يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور.
أستاذ مساعد المناهج وطرائق التدريس بتربية الزقازيق