بقلم : د.محمد الجوهري
(أمين لجنة التعليم بحزب الجيل الديمقراطي)
ظهر برنامج “دولة التلاوة” كواحة إيمانية، وصرح تربوي فريد في زمن اصبحت الشاشات محور اهتمام ابنائنا، وبرامج التسلية والمقالب محور مشاهداتهم ، وسوف نتناول بعض من الوقفات التربوية من وجهة نظري قام البرنامج بترسيخها وهي:
ـ الوقفة التربوية الأولى: التربية على المنافسة الشريفة والهمة العالية
فلأول مرة على شاشات التلفزيون يحوّل برنامج تلفزيوني فكرةَ المنافسة من صراعٍ ماديٍّ وتنمر بين المتسابقين، إلى تسابقٍ نحو الخيرات، من خلال تنافس شريف لاجادة التلاوة وفق احكام التجويد ، والتنافس الحميد بينهم على حسن القراءة والترتيل
ـ’الوقفة التربوية الثانية: بناء الثقة وتعزيز الهوية
يقف المتسابق على منصةٍ وطنية وعربية تابعة لوزارة الأوقاف المصرية، يرتل كلام الله بثباتٍ وطمأنينة، مما ينمي لديه القدرة على تحمّل المسؤولية ومواجهة الجمهور والثبات تحت الضغط، و تُشعره بقيمته كحاملٍ للقرآن، فتعزز هويته الإسلامية وتصقل شخصيته.
ـ الوقفة التربوية الثالثة: القدوة الحسنة
يقدّم البرنامج نماذج حية من المشايخ والعلماء الرحماء من محكمي المسابقة الذين يقدمون التصحيح بلطف، والتشجيع بحب، والتوجيه بحكمة.
ـ الوقفة الرابعة: التكامل بين العلم الشرعي والمهارات الحياتية
“دولة التلاوة” لا تكتفي بإنتاج حُفّاظٍ آليين ، فمن خلال فقراته الحوارية،ومن خلال آداب التعامل مع الزملاء والمنافسة، يكتسب المشارك مهارات الاستماع، والحوار الهادئ، والتفكير السريع، وإدارة الوقت، والتعامل مع النجاح والفشل. إنه نموذج للتعليم المتكامل الذي يربط بين إتقان المهارة وبين بناء العقل والقلب والخلق.
ـ الوقفة الخامسة: تعميق الارتباط العاطفي بالقرآن
ربط البرنامج الأسر المصرية والعربية بالقرآن الكريم ، وبأنه ليس كتابًا للمناسبات أو للتبارك فحسب، بل هو “دولة” كاملة لها دستورها، وقيادتها، ومجدها. يشعر المشاهد، صغيراً كان أم كبيراً، بلذة التلاوة وجمال التجويد، فيتوق إلى أن يكون له حظٌ من هذه النعمة، وهنا يأتي الدور التربوي للأسرة في توفيرالجو الداعم للحفظ والمتابعة، جاعلة من البيت امتداداً لروح “دولة التلاوة”.
وختاما فإن برنامج “دولة التلاوة” هو أكثر من عملٍ إعلامي ناجح؛ فهو رسالة تربوية شاملة.. فشكرا لوزارة الأوقاف المصرية ولكل على القائمين على نجاح هذا البرنامج.














