/أ ش أ/ على الرغم من أنه غالبا ما يُنظر إلى الشباب على أنهم يرون العالم بنظرة قاتمة، لا سيما وسط انغماسهم في وسائل التواصل الاجتماعي وقلقهم بشأن أزمة المناخ من بين القضايا الملحة الأخرى، إلا أن دراسة عالمية جرت بتكليف من منظمة الأمم المتحدة للطفولة /يونيسف/ قلبت تلك الحكمة رأسا على عقب، إذ رسمت صورة للأطفال والشباب الذين يعتقدون أن العالم يتحسن مع كل جيل، حتى أثناء الحديث عن القلق ونفاد الصبر حيال أزمة تغيير المناخ والاحتباس الحراري.
وشملت هذه الدراسة التاريخية المشتركة بين الأجيال -التي نقلت نتائجها صحيفة “الجارديان” البريطانية ،في تقرير عبر موقعها الاليكتروني اليوم
/الخميس/ والتي أجرتها مؤسسة جالوب لليوم العالمي للطفل لليونيسيف، وشملت فئتين عمريتين في 21 دولة – تتراوح أعمارهم بين 15 و 24 عاما وأكثر من 40 عاما -إذ تم أخذ عينات من مجموعات اجتماعية واقتصادية متنوعة لمقارنة المواقف بشأن مختلف القضايا.
وأشارت النتائج إلى أن جيل الشباب بدا أكثر إيجابية وتحلى بالانفتاح العقلي العالمي، أكثر ممن هم أكبر سنا، إذ شكك هؤلاء الشباب في ما يقرؤونه عبر وسائل التواصل الاجتماعي (فقد قال 17٪ فقط من الشباب إنهم يثقون في منصات وسائل التواصل الاجتماعي “كثيرا” للحصول على المعلومات) بينما كان الشباب أكثر استثمارا في العلوم و إمكانية التعاون العالمي والمؤسسات الدولية.
وأضافت الصحيفة أن الشباب الذين شملهم الاستطلاع كانوا أكثراعتقادا بأن الاهتمام بالطفولة قد تحسن، وأن الرعاية الصحية والتعليم والسلامة الجسدية كانت أفضل بالنسبة لهم مما كانت عليه لجيل آبائهم.
ويرى هذا الشباب -الذي لدوا في ظل واقع رقمي مترابط ومتنوع أكثر- العالم على أنه إلى حد كبير مكان أفضل للأطفال مقارنة بذلك العالم الذي نشأ فيه آباؤهم -فهو عالم أكثر أمانا وخصبا يتيح للأطفال تعليما أفضل وفرصا وأملا في المستقبل “، بحسب الدراسة.
غير أن الدراسة كشفت في الوقت ذاته، أن الشباب لا يشعر بالرضا عن النفس، فقد تحدثوا عن صراعات أكبر مع حالات الصحة العقلية، لا سيما في خضم بحر من المعلومات المضللة، كما تحدثوا عن مستويات منخفضة من الثقة في مصادر المعلومات التي يستخدمونها كثيرا.
وتعليقا على ذلك قالت المديرة التنفيذية لليونيسيف، هنريتا فور إن: الأسباب التي تدعو إلى التشاؤم غير قليلة في العالم اليوم، مستشهدة: “بتغير المناخ والوباء والفقر وعدم المساواة وزيادة انعدام الثقة فضلا عن تنامي القومية، ولكن ثمة سبب يدعو للتفاؤل أيضا: فالأطفال والشباب يرفضون رؤية العالم من خلال العدسة القاتمة” “التي ينظر من خلالها البالغون” .
وأضافت أنه بالمقارنة مع الأجيال الأكبر سنا: “يظل شباب العالم يحدوهم التفاؤل، وأكثر تفكيرا عالميا، كما أنهم عاقدون العزم على جعل العالم مكانا أفضل، فلدى شباب اليوم مخاوف بشأن المستقبل لكنهم يرون أنفسهم جزءا من الحل “.
وبشكل عام، تشير البيانات إلى أن الشباب هم نتاج للعولمة -إذ يعتبر 39٪ منهم أنهم جزءا من العالم، بدلاً من دولتهم أو منطقتهم ، في مقابل 22٪ من المجموعة التي تزيد عن 40 عاما.
كما خلص الاستطلاع – الذي تم إجراؤه أثناء الوباء- أن الشباب كانوا بشكل عام أكثر ثقة بالحكومات الوطنية والعلماء ووسائل الإعلام الدولية كمصادر للمعلومات الدقيقة. ومع ذلك كانوا على دراية بالمشاكل التي يواجهها العالم في الوقت ذاته.
ال