بسط الضوء على إنجازات الدولة واجب أصيل على الصحافة التي تبصر بعينين وتزن بكفتين ؛ الإيجابيات و السلبيات ..والأوجب على الحكومة أن تمد الصحفيين بما يحتاجونه من معلومات تعينهم على أداء هذا الدور دون تأخير أو إبطاء..فما أكثر ما أنجزته الدولة من مشروعات كبرى في عهد الرئيس السيسي .. ومن هذا المنطلق كلفت جريدة المساء مندوبيها لدى الوزارات والجهات الحكومية المختلفة (وأنا منهم بالطبع) بالوقوف على آخر استعدادات الانتقال للعاصمة الإدارية الجديدة؛ مواكبة لحدث تفصلنا عنه أيام ..وهذا -للحق- دأب رئيس تحريرها الكاتب الصحفي عبدالنبي الشحات منذ تولى أمورها .
مثل هذا الانتقال يمثل -في رأيي- عبورا جديدا نحو مستقبل واعد مشرق يتحاشي زحام العاصمة القاهرة ويتلاشى بيروقراطية عفا عليها الزمن ..وهو عبور يجسد طفرة في الإدارة والاقتصاد تكرس للرقمنة والحوكمة والفكر الرشيد.
اجتهد كل زميل في متابعة وزارته ومصادره، ونال كثيرٌ منهم حظه من التوفيق بفضل ما وجده من تعاون صادق من أهل الاختصاص في كل وزارة.. لكن الملف الذي سيخرج للنور غداً إن شاء الله على صفحات الجريدة لم يكتمل؛ ذلك أن وزارة التخطيط، وهي بالمناسبة عقل الحكومة وصانع خططها ورؤيتها وحلقة الوصل بين وزاراتها بل درة عقدها إن صح التعبير..غابت عن صفحات الملف وكان حرياً بها ألا تغيب..!!
للغياب أو الاحتجاب أسبابه؛ وهي بالقطع ليست من عندي؛ فقد سعيت ما وسعني الجهد لدى مكتبها الإعلامي مراراً وتكراراً لدرجة الإلحاح، وجرت بيني وبينهم مكالمات ورسائل بدأ من خلالها أن الأمر ليس بيدهم وكان حصادها صمتاً مطبقاً ولا أقول مريباً؛ ووعودا لم تتحقق..رغم أن المعلومات المطلوبة يفترض أن تسلط ضوءاً على إنجازات وعرس جدير بأن نحتفي ونفاخر به الدنيا، لا أن نتخلف عن نشره ونتباطأ أو نحجب ما يخصه من معلومات ليست أسراراً ينتج عن إفشائها إضرار بأمن البلاد والعباد؛ بدليل أنه أتيح لآخرين إذاعتها ونشرها دون تحفظ ولا تلكؤ ولا ذرائع واهية.
ومن أسف أن تلك ليست المرة الأولى التي لا أجد فيها استجابة سريعة من وزارة التخطيط للإجابة عن أسئلة تتعلق بالوزارة أو بأحد الأجهزة التابعة لها ولاسيما الصندوق السيادي..فالموضوعات التي تكلفنا بها الجريدة من حين لآخر وهي بالمناسبة حق أصيل للقاريء وللدولة معاً تحتجب المعلومات الخاصة بها خلف جدار الصمت، ناهيك عن عدم الرد من مسئولين بالوزارة حيل بيننا وبين الاتصال المباشر بهم بعد أن آل الأمر إلى مكاتب إعلامية تركز كثيرا على ضخ المعلومات من جانبها هي فقط ؛ دون أن يكون للصحفي دور إلا أن ينشر ما يلقى إليه منها، ليس في “التخطيط” وحدها حسب علمي وإنما في كثير من الجهات والوزارات إلا ما رحم ربي .
كان مأمولا أن تتصدر وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية هذا الملف بحسبانها حلقة الوصل بين الوزارات وعقل الحكومة الذي يفكر ويضع الخطط والبرامج ويشارك في تنفيذها ومتابعتها بطول البلاد وعرضها.. لكنها للأسف غابت .. ليس تقصيرا منا بل لأسباب لا نعلمها ويسأل عنها أهل الاختصاص بالوزارة.
نعلم يقينا أن د.هالة السعيد وزيرة نشطة ومثقفة والأهم أنها بحكم دراستها وتخصصها تتفهم دور الصحافة أهم مكونات المجتمع المدني وأهم أدوات صناعة الوعي الذي يحرص عليه الرئيس السيسي وينادي به لتحصين المجتمع من الشائعات وقطع الطريق علي قنوات الشر .
اتصلنا مرارا بالمكتب الإعلامي لوزارة التخطيط وبمسئولين آخرين في الوزارة نوضح أهمية الملف ونستحث الخطى لإمدادنا بالبيانات حتي تكون “التخطيط” في صدارة الوزارات لكن دون جدوى .. وكان حصادنا لا شيء ..ومتى كان الصمت أداة لبناء الوعي !!
لا يكف الرئيس السيسي عن العمل والإنجاز ولا يتوانى في كل مناسبة عن مطالبة الإعلام والمسئولين بالنزول للناس وتبسيط الحقائق لهم حتى يكونوا على وعي حقيقي بما يدور حولهم وما يراد منهم وما يحاك لهم حتى تنبني قناعاتهم ومن ثم مواقفهم ومساندتهم للدولة في معركة البناء والبقاء على أسس متينة من الفهم والإدراك والإحاطة .
يحدونا أمل عريض أن تبادر الوزيرة النشطة د.هالة السعيد بإعادة النظر في سبل تمكين الصحفي-أي صحفي- من الحصول علي المعلومات متى أرادها لا أن يكتفي بما يملي عليه من بيانات صحفية هي مهمة بالقطع لكنها ليست كل ما يحتاجه القاريء أو تستوجبه مقتضيات المرحلة.. فما دامت الغاية واحدة وهي دعم الدولة وإبراز نجاحاتها لتحقيق الاستقرار والتنمية الرشيدة ..وهو هدف لا يختلف عليه أحد فلمَ نترك المجال لقنوات الشر تعيث في العقول فساداً..وهل يقنع إلا المقنع؟!.
حفظ الله مصر ..حفظ الله الوطن.