واجه وزارة الصحة ونقابة الأطباء مشاكل عديدة في وضع أسعار محددة يلتزم بها الطبيب للحد من غلاء الأسعار المتزايد من قبل بعض الأطباء ليكون الكشف في متناول جميع الشرائح،فحين أدارت المساء حوار مجتمعيا بين مختلف الأطياف،أكد الأطباء علي أن هناك صعوبة في تحديد سعر الكشف الذي يكمن في الفروق الكبيرة بين الأطباء والمناطق الجغرافية المتواجدة بها المستشفيات والعيادات الخاصة،وتحديد سعر الكشف سيكون له مردود إيجابي على المريض خاصة إنه لا يوجد قانون أو لائحة تعاقب أصحاب الفيزيتا العالية.
يقول الدكتور أحمد دياب إستشاري السمنة والنحافة والتغذية العلاجية إن موضوع تسعير فيزيتا الأطباء يؤرق الكثيرون فهناك بعض الأطباء أصحاب الفيزيتا العالية الذين يرغب محدودي الدخل في الكشف لديهم ولكن التسعيرة المبالغ فيها تمنعهم من الذهاب إليهم.
يقترح د.أحمد دياب علي زملائه الأطباء أصحاب الفيزيتا العالية عمل يوم واحد في الأسبوع لخدمة المواطنين الغير قادرين علي دفع ثمن الكشف ،بشرط إن يكون سعر رمزي،بحيث في حالة وجود أشخاص مرضي من محدودي الدخل يرغب في الكشف لدي طبيب ما إن يذهب إليه في اليوم المحدد للكشف،بالإضافة إلي إن مهنة الطب جزء كبير من الرحمة فهناك أطباء كثيرون لا يتقاضون ثمن الكشف عندما يعملوا إن الحالة المرضية المتواجدة بالعيادة لأرملة أو غير قادر علي الكشف وغيره.
أشار د.أحمد دياب إن هناك الكثير من الزملاء الأطباء الإستشاريون يعملون بالمستشفيات الجامعية والتأمين الصحي والمؤسسات العلاجية في أيام محددة داخل المستشفيات بأسعار رمزية،،فلذلك لا يشترط علي المريض الذهاب إلى العيادات الخاصة نظراً لإرتفاع أسعار الفيزيتا داخل هذه العيادات.
أوضح د.احمد دياب إن من أسباب رفع الفيزيتا هو زحام المرضي علي الأطباء خاصة إن الطبيب بعد حصوله علي مرحلة الأستاذية تتوافد عليه أعداد كبيرة من المرضى،ففي هذه الحالة لا يستطيع الطبيب الكشف علي هذا الكم من الإعداد،فلذلك يلجأ الطبيب إلى رفع أسعار الكشف من أجل تقليل الأعداد المترددة علي الطبيب حتي يستطيع إعطاء الخدمة الطبية للمريض بشكل أفضل، فأنا أعتقد إن هذا هو الدافع الأساسي وراء ذلك…
يري الدكتور أمجد الحداد إستشاري الحساسية والمناعة أن الطبيب الإستشاري يقوم برفع سعر الكشف نتيجة لتوافد أعداد كبيرة من المرضي علي العيادات الخاصة،ففي حالة إقبال هذه الأعداد لن يستطيع الطبيب التركيز في تشخيص هذا الكم من الحالات،فلذلك يلجأ الطبيب لرفع أسعار الكشف والهدف هنا ليس تحصيل أموال فقط،ولكن تقييم حالة المريض صحياً وعلمياً للوصول لنتائج شفاء في أسرع وقت،،،
أوضح د.أمجد الحداد إن المستشفيات الجامعية تضم نخبة متميرة من الأطباء الإستشاريون وتقوم بإستقبال حالات كثيرة بالمجان،فلا يشترط ذهاب المرضي الغير قادرين علي دفع الفيزيتا العالية للعيادات الخاصة.
أشار د.الحداد إن الخبرة والموقع الجغرافي هما من يلزموا الطبيب بتحديد أسعار الكشف إلي جانب الفروق الكبيرة بين الأطباء في مختلف المستشفيات والعيادات،فهناك العديد من الأطباء الذين يمتلكون شهادات من جامعات مصرية وغيرها ويصنفون أنهم إستشاريين وغيرهم من الأطباء ليس لديه هذا القدر من العلم والشهادات،فلا يمكن مساواة الطرفين ببعض،،إلي جانب تحديد سعر الكشف بالنسبة للمواطن هيكون له أثر إيجابي وإستجابة للرغبة المجتمعية التي تطالب بتخفيف أو تحديد سعر الكشف.
أكد الدكتور هاني طنطاوي طبيب بشرى بمركز طب الأسمرات إن مهنة الطب من أنبل وأرقي المهن في الحياة،فيجب علي الأطباء إحترام وتقديس المهنة لأنهم ملائكة الرحمة،وهم من يلجأ إليهم المريض للتداوي نفسياً وجسدياً،اما بالنسبة لبعض الأطباء الذين يرفعون قيمة الكشف داخل عياداتهم بأرقام مبالغ فيها،يرجع ذلك لخبرة الطبيب ودرجاته العلمية وتخصصاته إلي جانب ضعف رواتب الأطباء فهذا يجبر الطبيب علي رفع الفيزيتا دون النظر للمريض ،فأيضا هناك كثير من شباب الأطباء يراعون الحالة الاقتصادية للمريض فيضعوا تسعيرة رمزية في متناول يد المريض.
نوه د.هاني طنطاوي أن هجرة الأطباء للخارج مثل أطباء القلب والمخ والأعصاب من أجل الحصول علي مبالغ مالية عالية ،فهذا يؤدي إلى حدوث أزمة في الأطباء المتخصصين،فلابد من ضرورة التكاتف والوقوف بجانب الدولة للإهتمام بالمستشفيات التابعة لوزارة الصحة،لكي يستطيع المريض الحصول علي الخدمة الطبية بالمجان دون أن يتحمل إعباء مالية.
يقول الدكتور منير بشارة وكيل أطباء القاهرة فيزيتا الأطباء المبالغ فيها تعد مشكلة في الحقيقة لأنها مرتبطة بأمور كثيرة داخل المنظومة الصحية تحتاج إلى إعادة هيكلة من جديد،ولكن تكالب المريض علي شخص بعينه يجعله يريد الحد من تلك الأعداد،فيلجأ إلي رفع أسعار الكشف،وأنا لا أوافق على مثل هذه الطريقة التي تسمي بالعرض والطلب فهذا كلام غير معقول ولا يليق بمهنة الطب،وهذا الأمر يتم معالجته من خلال إعادة تنظيم المنظومة الصحية في مصر.
أشار د.منير بشارة إن الفيزيتا العالية لن تتيح للطبيب الشاب فرصة للعمل وفي ذات الوقت التكالب علي الأطباء الكبار سيلجأ إلي رفع الفيزيتا،إلي جانب إنه ليس لدينا قانون يحد ذلك فهناك بعض الأطباء الإستشاريين يضعوا فيزيتا قليلة تتناسب مع المرضي وهنا ينتج عنه ضغينة بين الأطباء،فلذلك لأبد من وجود منظومة منضبطة سنجد هذه الأمور تلقائيا تتحسن إلي الأفضل،بالإضافة إلي أن الشكاوي للنقابة تكون فقط في حالة وجود مشكلة ما فلابد من وضع قواعد من أجل خدمة المريض صحياً،ففي حالة وجود منظومة صحية في المستشفيات الحكومية سيقل هنا العرض والطلب نحو العيادات الخاصة،وهذا سيصبح جزء مهم لتحجيم هذه المبالغات.
.