بأنامل رقيقة، وحس مرهف أراد إرسال بطاقة تعريف بالنكبة الفلسطينية التى بدأت منذ 73 عاما للشباب الصغير، وحفر ملامح الصمود الذى شهده حى الشيح جراح وسكانه فى مايو الماضى بألوان صارخة حتى يسكن فى وجدانهم فيعيد تشكيل ملامحهم، هو ما سعى إليه الفنان حسن الطوخى فى معرضه «فلسطين فى ضمير العالم» الذي عقد فى دار الأوبرا الأسبوع الماضي.
المعرض تحت رعاية الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، والدكتور مجدى صابر، رئيس دار الأوبرا المصرية، وافتتحه الدكتور هشام عزمى، رئيس المجلس الأعلى للثقافة، والكاتب محمد عبدالحافظ ناصف، رئيس المجلس القومى لثقافة الطفل، ويضم المعرض 40 لوحة فنية بألوان الأكليريك والباستيل وينقسم إلى جزأين، الجزء الأول عن الأحداث الجارية فى فلسطين الآن والجزء الثانى عن دراسة فن البورتريه لرؤساء وملوك العالم ومشاهير نجوم الفن.
وبحسب الفنان حسن الطوخى، فقد كانت الأحداث التى شهدها حى الشيخ جراح مسيطرة على تفكيره خلال إقامة المعرض: «وقعت تلك الأحداث للمصادفة فى وقت ذكرى النكبة وهى 15 مايو، وكان الدور الذى قامت به مصر فى دعم القضية الفلسطينية إنسانيا وماديا، بالنسبة لى حافز لكى أفكر فى إقامة هذا المعرض فهو دعم لدور الدولة فى سياساتها الإنسانية، ومساعدة للشباب على الإلمام بتفاصيل النكبة التى كانت بدأت تندثر بفعل الزمن».
كانت سيطرة ألوان الأبيض والأسود على عدد كبير من اللوحات فى المعرض أمرا مقصودا بحسب «الطوخى» وليس مصادفة، فهى رمز لحال سكان فلسطين والأزمات التى تلاحقهم: «لم أستخدم الرسم المباشر فى التعبير عن الآلام الفلسطينية، بل كانت الرسومات التشكيلية والتكعيبية هى الوسيلة فى تقديم رسالتى، فأقدم فيها المزج بين حال عدم الاستسلام الباسل والمشرف الذى يقدمه سكان فلسطين، وفى نفس الوقت الأوضاع الصعبة التى يعيشون فى ظلها، مثل لوحة شهداء الحرب والسلام، أو لوحة الفتاة الباكية، وأهم لوحة معبرة عن ذلك المفهوم هى لوحة فلسطين، وهى السيدة التى ترتدى غطاء رأس ورديا الذى ترمز إلى الأحلام بفلسطين كاملة من جديد، بينما بصرها متجه إلى المسجد الأقصى».
الجزء الثانى من المعرض كان مخصصا لبورتريهات لرؤساء وشخصيات مؤثرة فى العالم العربى، مثل الرئيس جمال عبدالناصر، محمد أنور السادات، ياسر عرفات، الفنان أحمد زكى، الفنان سيد درويش، واعتبر «الطوخى» أن تلك اللوحات بمثابة رد جميل لهؤلاء الشخصيات: «لقد آثروا عالمنا، وقدموا لنا كل جميل ممكن بداخلهم، وبالتالى كانت تلك اللوحات محاولة لنقول لهم كم نحبهم».
يذكر أن الفنان الدكتور حسن الطوخى، رئيس الجمعية المصرية للأدباء والفنانين والصحفيين بمصر، حاصل على 7 جوائز دولية فى الفنون من الهند والجائزة التشجيعية من وزير الثقافة وجائزة نجيب محفوظ والوسام الفنى من مجلة صوت الشرق بالهند وجائزة الفنون لدولة فلسطين، وقد تم تكريمه مؤخرا فى ملتقى مصر الدولى والعالمى للفنون فى متحف جايير أندرسون مع فنانى العالم.