الإسكندرية_ مرشدى عبد النبى :
عقدت مكتبة الإسكندرية ضمن فعاليات البرنامج الثقافي للدورة السادسة عشرة لمعرض مكتبة الإسكندرية للكتاب، حوارًا مفتوحًا مع الروائي والمؤرخ الدكتور محمد عفيفي أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة القاهرة، وأحد أعلام كتابة التاريخ الاجتماعي في الوطن العربي. أدار الندوة الأديب منير عتيبة مدير مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية.
تناول اللقاء رؤية عفيفي لمستقبل الدراسات التاريخية، حيث أكد على أن التاريخ ليس علم الماضي فقط؛ بل علم الحاضر والمستقبل، وهو في النهاية غير مقدس، فهو من صنع البشر. وأضاف أن الطريقة التي يتم تدريس التاريخ بها، أو يتم بها تحديد المقررات التاريخية، تجعل التاريخ مادة جامدة غير إبداعية؛ محذرًا من أن تزييف التاريخ حسب المصالح والأهواء يخلق أجيالًا لا تتمتع بهوية حقيقية.
وحذر عفيفي أيضًا من الواقع الحالي للكليات التي تدرس التاريخ في مصر، موضحًا أن الأعداد الكبيرة في مدرجات الجامعة تجعل الحوار المتبادل أقرب إلى المُستحيل، مضيفًا أن المُدرس الخلاَّق يجب أن يكون قد تعلم هو نفسه بطرق خلاقة.
وحول قضية تشكيك مؤرخ في كتابات مؤرخ آخر، أجاب عفيفي أنه من خلال فحص وتحليل الدراسات السابقة، نكتشف أوجه النقص أو الرؤى المغايرة، ونكتشف كذلك رؤى جديدة.
وحول أبرز من أثروا في مسيرته، أجاب عفيفي أن والديه كانوا أصحاب التأثير الأكبر فيه، مضيفًا أنه في فترة من حياته تأثر بكتابات محمد حسنين هيكل وإحسان عبد القدوس ونجيب محفوظ وغيرهم، ومثَّل الدكتور رؤوف عباس نموذجًا له، وحلم بأن يحذو حذوه.