الضحاياالـ 9 ألقوا بأنفسهم في مياه البحر وتشبثوا بقطع الفل والجراكن لإنقاذ حياتهم
والد 4 ضحايا: أمنيتى العثور على جثث أولادى ودفنى بجوارهم بعد وفاتى
أحد الناجين: النيران التهمت المركب فى خلال عشرة دقائق
كتب-عبدالقادر الشوادفى وصلاح طواله والسيد عنتر
تسببت الأحوال الجوية السيئة والأمطار الغزيرة والبرودة الشديدة والأمواج العالية داخل البحر، فى توقف الأهالى وجهات الإنقاذ، عن البحث عن الجثث الست للصيادين الغرقى فى مياه البحر المتوسط
ومازالت مدينه برج البرلس، تتشح بالسواد، وتعيش مأساتها الداميه حزنا على ضحاياها، وأملا فى العثورعلى جثامين ضحاياهم السته،بعد الحادث المأسوى التى شهدته منذ أربعه أيام مركب الصيد(سيدنا الحسين)، ملك( عادل عطية)،وذلك بعد إنفجار المركب المفاجئ في مياه البحر المتوسط بسبب انفجار موقد غاز، ما بين محافظتي دمياط وبورسعيد، مما تسبب فى فقدان ستة أفراد كانوا على متنه، وهم رمضان أحمد حسن الجمال، وأشقائه الثلاثه محمد، وإبراهيم، والسيد، وحمادة بكري، ويوسف عبدربه قاسم، ولم ينجو من طاقم المركب سوى على حسن الجمال، وعمرو شعبان عبدربه البيطاني، وحسن على حسن الجمال، وجميعهم من مدينة برج البرلس.
أجمع أهالى مركز البرلس، أن مدينة برج البرلس، حزينة جدا على أبنائها الستة، ومنهم أربعة أشقاء وزوج شقيقتهم، وقالوا أنهم مصدر الرزق الوحيد لأسرهم ، وطالبوا بتدخل رئيس الوزراء، بإرسال لنشات من البحرية، والبحث بجديه عن جثث هؤلاء الصيادين بالمنطقة، ليتم دفنهم عن طريق ذويهم، لتهدأ نفوسهم الثائره والحزينه لأن الأمور صعبة جدا،والجميع فى حاله سيئه جدا .
ومن مفارقات القدر العجيبه فى هذا الحادث المأسوى الذى هز مشاعر وقلوب أبناء المحافظه ومركز البرلس كما يقول محمد شرابى نقيب الصيادين، أن أحد الصيادين،ويدعى( رجب حسن محمد الجمال) الصيادالعاشر بالمركب، كان مريضا على ظهر المركب، وعندما وصلوا الى مدينه بور سعيد تخلف فى ميناء بورسعيد، وإستأذن من زملائه التسعه عن عدم مواصلته الرحله لمرضه المفاجئ الشديد، وقرر النزول لمدينه بور سعيد، من أجل الكشف عند أحد الأطباء وصرف العلاج اللازم، لعجزه عن مواصله الرحله، وعندما علم بماحدث للمركب وزملائه، أصيب بأنهيار عصبى شديد حزنا على زملائه السته الذين لقوا مصرعهم غرقا، وقد كتب له القدر عمرا جديدا بتخلفه عن مواصله الرحله المشئومه معهم.
قال عمرو البيطانى أحد الناجين من الموت بإعجوبه، خرجت أنا وزملائى الصيادين في رحلة صيد معتاده بمركب صيد تسمى (سيدنا الحسين) بالبحر المتوسط، وبعد 5 ساعات من مدينه بورسعيد، حدث تسرب في الغاز، ونزل زميلهم محمد للإطمئنان على المركب، وفوجئ بتسرب الغاز، وحدث خطأ تسبب فجأه في الاشتعال الشديد في جميع أنحاء المركب، أعقبه انفجار مدوى، وفى خلال عشرة دقائق التهمت النيران جميع أنحاء المركب التى كنا نستقلها جميعا، وقمنا على الفور بتجهيز الجراكن لنعوم عليها لأنقاذ أنفسنا من الموت غرقا، وقمنا بإلقاء أنفسنا وسط البحر على أمل أن يرانا أحد المراكب وينقذنا ، وبعد استغاثنا المدويه عن طريق المركب بجهاز الاستغاثة، لم يرد علينا سوى شخص واحد وللأسف لم يحضر إلينا، ألقينا بأنفسنا في مياه البحر، وتشبث كل منا التسعة بقطعة الفل والجراكن الخاصه بنا، وبعد أن قذفنا بأنفسنا في البحر هربا من النيران والجحيم بالمركب المشتعل، أمضينا الليلة كلها في المياه نصارع الموت حتى الثانية من ظهر اليوم التالي أي أكثر من 18 ساعة، وكل منا متشبث بالحياة ولا يستطع عمل شيء لزميله، لأنه لو تحرك من فوق قطعة الفل لسقط في المياه ولقي مصرعه غرقا، وشاهد أحد زملائه في وضع حرج ولكنه لم يستطع عمل شيء له، حتى فوجئ وزميليه الناجين بمركب قادم إليهم وأنقذهم من الموت بإعجوبه، وفي تلك اللحظة لم يصدق هو وزميليه أنفسهم بأنهم مازالوا على قيد الحياة، وقام صاحب المركب بالبحث بالمنطقة عن باقي زملائه الستة المفقودين دون جدوي، فأخذهم وتوجه بهم إلى بلطيم، حيث كان هناك مركبا ينتظرهم حيث قام بتوصيلهم إلى برج البرلس، وتم نقلهم لمستشفى برج البرلس لإسعافهم وعلاجهم حيث كانت ظروفهم صعبة جدًا.
أكد محمد شرابي، نقيب الصيادين ببرج البرلس ، إنه انتقل إلى دمياط لمتابعة عملية البحث عن جثث الصيادين الستة المفقودين، وأنه حتى الآن لم يتم العثور على أحد، وأن هناك لنشين من البحرية ومراكب صيد من دمياط وبورسعيد يقومون بالبحث عن جثث الضحايا، وطالب الجميع بالدعاء بالعثور على تلك الجثامين لتهدا نفوس ذويهم،
وعندي اقتراح، ليه ميكونش مع البحث عن الشهداء الذين غرقوا والدعاء لهم بالرحمه، والعثور عليهم يكون في دعم مادي بجوار الدعم المعنوي الكبير، وهذا المركب الذي غرق، يعني موت وخراب ديار، ومن وجهه نظري اللي علي قدي ومتواضعه جدا، أن تكون هناك مساعده ماديه يتعمل منها مشروع للناس دي تعيش منه، وتبدأ حياتها من جديد لأن في ناس من اللي ماتوا سايبين وراهم أطفال ومفيش مصدر رزق ولا عائل ليهم غير الأب المكلوم كان الله في عونه وارخي عليه الصبر، وأناشد الجمعيات الخيرية فى بلدنا وأهل الخير المقتدرين وسع الله عليهم، ومن الجميع داخل وخارج بلدنا، أننا نجمع مبلغ علي سبيل التعويض الشعبي وتضامنا معاهم ومع مصيبتهم اللي هي مصيبتنا جميعآ ربنا يكون في عونهم ويصبرهم، واول مساهمه مننا جمعيه خير الجنه للأعمال الخيريه مبلغ 2000 جنيه بقيمه 20 سهم، كدعم منها لأهالي شهداء غريقي البرلس.
يقول ياسر العسقول، من أبناء مدينه بلطيم، هذه مأساه حقيقيه نعيشها كل ساعه، وأقول لأهلى بمركز البرلس،
اذا استعنتم فأستعينوا بالله
، والى كلمة الى مشايخ البرلس:
الله هو القادر على إستخراج جثامين أهالينا الغرقى فى البحر المتوسط إن شاء، لأن من المستحيل إخراج طيران ولنشات لتمشيط المنطقه كل يوم لانتشال المتوفين،
فدور المشايخ داخل المساجدوفى الشوارع والميادين جبر الخواطر، وهذا اقل شئ نقدمة لاهالى الضحايا، وهم 7 أسر وأولادهم بعد فقدان الشباب ومصدر معيشتهم، ولى رجاء لكل مشايخ البرلس التنويه بعد صلاة الجمعه وكل صلاه داخل المساجد، عن المساعدات لهؤلاء الأسر، والوقوف بجانبهم لكوننا معرضين كلنا لهذه المصائب والكوارث، ولابد من التكاتف والوقوف بجانب بعض، وهناك أسماء موجوده لتلقى التبرعات لهولاء الناس معلن عنهم وبالإيصلات المطلوبه، وياريت يكون فى مجموعه فى كل قريه من قرى البرلس ناس ثقه تجمع تبرعات بالايصالات المختومه
وجزاكم الله خيراً، ومحدش يكون فى هذا الموقف الصعب جدا علينا جميعا .
يقول أحمد حسن الجمال والد الضحايا الأربعه وعينيه تجهش بالدموع الغزيره والبكاء الشديد، أمنيتى العثور على جثث أولادى الأربعه من أعماق المياه، ودفنهم بمقابر الأسره بمدينه برج البرلس، وأمنيتى بعد وفاتى أن يتم دفنى بجوارهم،والدموع لم تجف من عينى ليلا ونهارا حزنا على فلذه كبدى الأربعه.