قال عمرو موسى وزير الخارجية المصرى ورئيس جامعة الدول العربية الأسبق، إن مصر فى حاجة ماسة إلى مجهود وعقول شبابها، كما تحتاج إلى خبرة وتجربة نخبتها، وأن دور النخبة هو أن تتعاطى مع المستجدات والتطورات الحاصلة بكل موضوعية حتى تقدم الدعم اللازم للمسيرة المصرية التي تنطلق نحو المستقبل بخطىً متسارعة.
أضاف “موسى” أن دور النخبة يكمن في مدي تفاعلها مع مجريات الأمور في البلاد وتطوراتها، خاصة في ظل تضاؤل دور الأحزاب وقلة الشفافية فيما يتعلق بالمناقشات البرلمانية لمشروعات القوانين وغيرها من الأمور المتعلقة بالحياة المصرية، وكذلك قلة مراكز البحث، وضعف الرسالة الإعلامية المصرية ونقص الكفاءة المهنية وعدم تمكنها من تسويق الأفكار الجديدة.
شدد “عمرو موسى” على أن مصر تحتاج إلى مشروع وطني شامل في ضوء الإرث السلبي الناجم عن غياب عناصر عدة من الحكم الرشيد لما يقرب من سبعين عاماً إبتداءً من أواخر العصر الملكي إلى نهاية الرئاسة الإخوانية، هذا المشروع الوطني يجب أن يكون عنوانه الدولة أو الجمهورية الجديدة كما ذكر الرئيس السيسي.
جاء ذلك خلال ندوة أقيمت داخل نادي السيارات والرحلات المصرى بالقاهرة، حضرها عدد كبير من أعضاء النادى، لمناقشة الآراء والأوضاع السياسية والاقتصادية في مصر والمنطقة خصوصاً في ظل المتغيرات الدولية الراهنة.
أكد “موسى” في كلمته أيضاً أن الجمهورية الجديدة كعنوان للمشروع الوطني الشامل تتطلب تفاعلا بين الدولة والمجتمع بنخبته ومختلف أركانة، فتعبر الدولة عن شمولية المشروع للبشر والحجر بكل ما يعنيه ذلك من برامج وتفاصيل، الأمر الذي يتيح درجة مسئولة من الشفافية حتي يؤيد المجتمع هذه المبادرة المهمة عن فهم ووعي يقوم علي تقدير وطني سليم بما في ذلك النقد البنّاء.
أشار “موسى” إلى أنه يرى أن مصر تأخذ اليوم خطوات واثقة لبناء جمهورية جديدة تختلف كل الاختلاف عن إرثها الثقيل، وأن المشروع الوطني الذي عنوانه الدولة أو الجمهورية الجديدة يجب أن يكون شاملاً أولاً وأن يكون أيضاً قوياً ليواجه الجنوح المعروف للبيروقراطية المصرية لأن تعوق محاولات التغيير وبرامج التطوير وتحقيق تقدم البلاد.
ختم “موسى” حديثه عن الموقف الداخلي في مصر مؤكداً أن دور النخبة هو دعم سياسة التغيير والإعداد للمستقبل من خلال الآراء الرصينة والفكر الجديد حتى تقوم الدولة على أسس ثابتة وقدرات عصرية تنتمي إلى القرن الحادي والعشرين في أدواتها وسياساتها وبرامجها وكذلك في عقلها وفكرها وروحها.