مع إقتراب فريضة الحج نتذكر تاريخ مفتاح الكعبة المشرفة و سدانة بيت الله الحرام منقولة عن الدكتور صالح بن زين العابدين الشيبي ،،
منذ ان أمر الله سيدنا إبراهيم و إسماعيل ببناء الكعبة المشرفة تولى سيدنا إسماعيل و أولاده من بعده مسؤولية العناية ببيت الله الحرام ، الكعبة المشرفة ، الي أن إنتزعتها منهم قبيلة جرهم و مع مرور السنين إستردها ، القصي بن كلاب ، الجد الرابع لرسول الله محمد صلى الله عليه و سلم ،، ووقتها كان قصي والي مكة المكرمة ،، وله اربع أولاد و هم عبدالدار ، و عبد العزى ، و عبدمناف ، و عبد شمس ، وهؤلاء الابناء يذهبون الي رحلة الشتاء و الصيف المعهودة عند العرب وقتها و لكن عبد الدار ابنه الكبير لايذهب معهم في تلك الرحلات فأخذ إخوته يعايرونه لعدم ذهابه معهم فغضب ابوه منهم و قرر أن يعطيه شرف سدانة الكعبة المشرفة و كذلك منحه دار الندوة ، و السقاية ، و الرفادة حتي توفي ابوهم قصي ،، فقال إخوته له لقد أعطاك والدنا كل الشرف لنفسك فقال لهم خذوها كلها ولكن إتركوا لي السدانة و السقاية ومع مرور الاعوام أخذت منهم ،
ثم في فتح مكة فيومها أمر رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم سيدنا علي بن ابي طالب رضي الله عنه أن يذهب الي عثمان بن طلحة و بالفعل إمتثل علي بن ابي طالب لأمر رسول الله وذهب الي عثمان فقال له ،، ياعثمان أجب رسول الله فرد عليه عثمان قائلًا أخذت مني السدانة والمقصود و قتها مفتاح بيت الله الحرام ،، فرد عليه سيدنا علي بن ابي طالب إن الله أنزل فيك قرآن يتلى الي يوم القيامة وردد الآية الكريمة ،
فذهب عثمان بن طلحة الي رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وهو وقتها عند باب الكعبة المشرفة فأعطاه المفتاح ،، و قال له يا بن طلحة خذوها خالدة الى يوم القيامة لا ينزعها منكم إلا ظالم ،، فكانت الآية الكريمة مؤكدة لرسول الله حينما قال إني لم أدفعها إليكم و لكن الله أمر بإعطائها لكم ،،
وهذا مما يؤكد علي دستور دولة الاسلام و شعارها إقامة دولة العدل و إيصال الأمر لأهله،، و أخذ المفتاح و السدانة عثمان بن طلحة و ليس له أبناء و بعد وفاته تسلمه إبن عمه شيبة وهو أكبر العائلة سننًا ،، و علي مر السنين توارث المفتاح الاكبر ثم الاكبر بمعني كابر عن كابر و لا يتوارث هذا الشرف الابناء ،، فالسادن ليس للأبناء الصغار و لكن من نفس الأسرة أكبرهم عمرًا يتسلم شرف السدانة و معه مفتاح الكعبة المشرفة ،
و السدانة هي العناية بالكعبة و فتحها و تنظيفها و غسلها و ترميمها و حديثا استلمت الاسرة كسوة الكعبة أيضا ،،و هو كل ما يتعلق بالكعبة من صيانة و تلبيس عند آل شيبة ثم تولت الحكومة السعودية صناعة كسوة الكعبة المشرفة و لها إحتفال مهيب و لكن مؤخرا تسلمت اسرة شيبة صناعتها أيضًا ،،و أما عن غسيل الكعبة فإن خادم الحرمين الشريفين يحضر و يساعد بنفسه مع اسرة شيبة في هذا الشرف العظيم و يختار السادن عشرة من أبناء شيبة للمساعدة حيث ان عددهم يصل الآن الي ١٨٠من الذكور وحاليا يتولي شرف مسؤولية السدانة الدكتور صالح بن زين العابدين الشيبي و ترتيبه في الأسرة رقم ٧٧
ومفاتيح الكعبة المشرفة ثلاثة أولها المفتاح الخارجي ويدعى مفتاح الكعبة و الثاني مفتاح يصل الي السطح و يدعي مفتاح باب التوبة و الثالث و يدعي مفتاح سيدنا ابراهيم ،
ونذكر ان مصر قد تشرفت بصناعة كسوة الكعبة المشرفة منذ عهد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه حتي عام ١٩٦٢ وهو ما يقارب ١٢٠٠ عام تقريبا و كانت تكلفته و توصيله بالمحمل علي الجمال سنويا ما يقارب ٢٠٠الف دينار ،، وهو شرف عظيم و تاريخ مشرف ونقطة نور نفتخر بها أيضا في تاريخنا ،،ثم قررت دولة السعودية صناعته وتسليمه لأبناء بني شيبة حتي الآن كأمانات شرفها الله لتلك العائلة الكريمة و هو بالفعل ماتحملوه بصدق و كرم ،، و ربنا يجازيهم كل خير علي كل مجهوداتهم العظيمة ،