دعك من كل ماقيل عن المؤتمر الصحفي العظيم للمدعوة سناء عبد الفتاح، ولا أقصد التقليل منها ولكن لا أعلم لها صفة “في المؤتمر” لكي تنظم لها الأمم المتحدة بجلالة قدرها هذا المؤتمر إلا لكونها شقيقة المتهم علاء عبد الفتاح الذي يحرض دائماً وعلنا على مؤسسات بلاده ولم يسع يوماً الى أن يقدم اعتذاراً أو يبدى أسفه على التحريض الصريح بالقتل .
يحكي لي أحدالأصدقاء أن الداخلية عندما سمحت لـ “علاء” بمغادرة السجن “مؤقتاً” لحضور جنازة والده ظل يسب ويلعن في الداخلية وضباط الشرطة في محاولة مستميتة لاستفزاز الضباط المكلفين بمرافقته حتى يقوموا بأي شيء كرد فعل ليستغله ويتاجر به فيما بعد.
الأمر واضح للعيان ولايحتاج الى تفسير أو تأويل، فامتناعه أو اضرابه عن الطعام في هذا التوقيت بالتزامن مع انعقاد قمة المناخ مقصود وربما ــ وهو الأقرب ــ بالإتفاق مع جهات دولية للضغط على مصر، ومايؤكد ذلك المؤتمر الصفحي الذي عقد برعاية المؤسسة الدولية للترويج لأكاذيب لاتمت للواقع بصلة.
دعك من هذه التفاصيل وتعالى إلى الطريقة المهينة في التعامل مع الشعب المصري صاحب البيت الذي يستضيف الأمم المتحدة وضيوفها وأعني ماتم مع النائب عمرو درويش عضو البرلمان المصري، ومعروف أن البرلمان أهم المؤسسات في العالم الديمقراطي الحر الذي يبشرون به ويروجون له ثم يهدمون كل أصنامهم وقيمهم ومبادئهم عندما يتعلق الأمر بالرأي الأخر أو بالأحرى يفضح مخططاتهم.
ماحدث مع “عمرو” بتلك الطريقة الهمجية واخراجه من قاعة المؤتمر بواسطة أمن الأمم المتحدة لمجرد أنه طرح سؤلاً منطقياً حول الدوافع الحقيقية للظهور خلال قمة المناخ، ثم صدور بيان المندوب السامي لمفوضية حقوق الإنسان في اليوم التالي مباشرة، يؤكد مايحاك لمصر أو مايراد لها من تحويلها الى دولة منزوعة الكرامة والوطنية مثلما يحدث مع دول أخرى لانريد أن نسميها، كانت ملء السمع والبصر قبل أن يطويها النسيان وتصبح من الماضي.
***
رب ضارة نافعة، فقد جاءت النتائج على عكس ما أرادوا، وأثبت هذا الأسلوب المبتذل خلال مؤتمر سناء عبد الفتاح مجدداً حقيقة مايراد لبلادنا وبعث برسالة جديدة للشعب المصري خاصة أولئك المتشككين أو الذين يرفضون فكرة المؤامرات التي لا تتوقف ضد بلادنا.
المفروض أن المؤتمر خاص بقضايا المناخ لكنها خرجت عن النص بصورة متعمدة وبالتنسيق مع منظمي المؤتمر المنتمين للأمم المتحدة الذين سمحوا لها بأن تطرح سلسلة من الأكاذيب خاصة بشقيقها وتحويله من مذنب مدان بحكم قضائي الى ضحية تستدعي الغرب للتدخل في شئوننا من أجله، في حين لم يسمحوا لأحد بطرح وجهة النظر الأخرى “الحقيقة” ولو من حيث الشكل لاظهار الوجه الديموقراطي الذي يتغنون به.
ماحدث بهذه الصورة الفجة كان فرصة مهمة للرأي العام المحلي “ولايعنينا الدولي” لكي يسمع ويشاهد حجم التدليس الذي تمارسه المنظمة الدولية ومحاولتها الدائمة التدخل في شئوننا لأسباب معلومة للقاصي والدائم .. لكن الشعب المصري الذي لقنهم الدروس في الماضي، سيعيد الكرة مرة “ومرات” أخرى.