كتب – عبدالقادرالشوادفى
قال الشيخ معين رمضان يونس، وكيل وزاره الأوقاف بكفرالشيخ من أهم ضوابط الكسب الحلال مايلي، الإبتعاد عن الكذب والالتزام بالصدق، ومن أهم الضوابط التي ينبغي أن تتوفر في الإنسان عندما يقوم بعملية البيع أو الشراء، الصدق والابتعاد عن الكذب، ولذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : البيّعان بالخيار ما لم يتفرقا ، فإن صدقا وبيّنا بورك لهما في بيعهما ، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما.
وقد جعل الله التاجر الصدوق في أعلى المنازل والرتب ، قال صلى الله عليه وسلم : «التَّاجِرُ الصَّدُوقُ الْأَمِينُ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ» ، وقد حذر رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم التاجر الذي لا يراعي الله في تجارته ، فقال : «إِنَّ التُّجَّارَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فُجَّارًا، إِلَّا مَنِ اتَّقَى اللَّهَ وَبَرَّ وَصَدَقَ» فمن أراد البركة في تجارته فليتق الله فيها ومن ظن أن المسألة ربح وفقط فقد خسر خسرانًا عظيما.
وواجب علينا الأمانة والمصارحة والإبتعاد، عن الغش:ومالا ترضاه لنفسك لا ترضاه لغيرك ، فأتقن صنعتك وعملك واحتسب بذلك نفع الناس فخير الناس أنفهعم للناس ، وكان أحد الصالحين إذا خرج من بيته للعمل قال : نويت نفع عبادك يا الله، إذا ينبغي علينا المصارحة والمكاشفة والابتعاد عن الغش والخيانة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : المسلم أخو المسلم ، ولا يحل لمسلم باع من أخيه بيعا فيه عيب إلا بينه له،
وقال صلى الله عليه وسلم : من باع عيبا لم يبيّنه لم يزل في مقت الله ولم تزل الملائكة تلعنه .
أي إذا باع الإنسان سلعة فيها عيب وجب عليه أن يوضح هذا العيب للمشتري قبل شرائه حتى لا يخدعه فيقع تحت مقت الله ولعن الملائكة.
أضاف وكيل وزاره الأوقاف، أحذر من أخذ حقوق الناس ولو شيئا قليلا ففي ذلك الهلكة ، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنِ اقْتَطَعَ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ، فَقَدْ أَوْجَبَ اللَّهُ لَهُ النَّارَ، وَحَرَّمَ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ» فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَإِنْ كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «وَإِنْ كَانَ قَضِيبًا مِنْ أَرَاكٍ»، والسماحة والسهولة في البيع والشراء، وعلينا أن نعلم علم اليقين أن أحدا من الناس مهما كان لا يساوي شيئا لتعصي الله بسببه ولا أن تبيع دينك من أجله ، ومن فعل هذا كان من شرار الخلق ، قال صلى الله عليه وسلم «مِنْ شَرِّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، عَبْدٌ أَذْهَبَ آخِرَتَهُ بِدُنْيَا غَيْرِهِ»، لذا فإن السماحة في البيع والشراء من أهم الضوابط الشرعية للكسب الحلال، قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، «رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ، وَإِذَا اشْتَرَى، وَإِذَا اقْتَضَى» ، وفي رواية أخرى غفر الله لرجل كان قبلكم كان سهلا إذا باع ، وفي رواية ثالثة : أحب الله عبدا سمحا إذا باع، ويجب مراعاة حق الحياء عند طلب كسب المال، فمن إستحيا من الله إبتعد عن كسب الحرام وخاف منه سبحانه ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اسْتَحْيُوا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الحَيَاءِ». قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَسْتَحْيِي وَالحَمْدُ لِلَّهِ، قَالَ: «لَيْسَ ذَاكَ، وَلَكِنَّ الِاسْتِحْيَاءَ مِنَ اللَّهِ حَقَّ الحَيَاءِ أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى، وَالبَطْنَ وَمَا حَوَى، وَلْتَذْكُرِ المَوْتَ وَالبِلَى، وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ اسْتَحْيَا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الحَيَاءِ»
أشار وكيل وزاره الأوقاف، واجب علينا الاتقان في العمل والإخلاص فيه، فالإسلام دين العمل والجد والبناء والتعمير ورعاية مصالح البلاد والعباد ، قال تعالى : هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها ، أي طلب منكم عمارتها.
وقال تعالى : هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور.
وقال سبحانه “لياكلوا من ثمره وما عملته أيديهم ،
فعلى الإنسان أن يجد ويجتهد في عمله لطلب الرزق الحلال ولا يتكاسل عن ذلك ، فالعمل عبادة ، وأفضل من سؤال الناس والتودد إليهم، فقد قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَمْسَى كالًّا مِنْ عَمَلِ يَدَيْهِ أَمْسَى مَغْفُورًا لَهُ»، وجميع الانبياء كانوا يعملون ويجتهدون، سيدنا آدم عليه السلام كان مزارعا ، وسيدنا نوح عليه السلام كان نجارا، وسيدنا ادريس عليه السلام كان خياطا، وسيدنا موسى عليه السلام كان تاجرا، وسيدنا داود عليه السلام كان حداداً،وعندما أراد الله أن ينجي نوح أمره أن أصنع الفلك بأعيننا ووحينا، وعندما أراد الله أن ينجي موسي أمره أن اضرب بعصاك البحر، وعندما أراد أن يشفي داود أمره أن اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب ، وعندما أراد الله أن يرزق مريم عليها السلام في ولادتها قال لها وهزي اليك بجزع النخلة تساقط عليكى رطبا جنيا، فالقران يبين لنا أن العمل سمة بارزة لدي الانبياء عليهم السلام.
عقب فضيله الشيخ معين رمضان يونس، وكيل وزاره الأوقاف بكفرالشيخ، يجب علينا تحري الحلال،قال صلى الله عليه وسلم: مَنْ أَكَلَ طَيِّبًا, وَعَمِلَ فِي سُنَّةٍ, وَأَمِنَ النَّاسُ بَوَائِقَهُ, دَخَلَ الجَنَّةَ, فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ, إِنَّ هَذَا اليَوْمَ فِي النَّاسِ لَكَثِيرٌ, قَالَ: فَسَيَكُونُ فِي قُرُونٍ بَعْدِ، فأكل الحلال أمر الله به المؤمنين كما أمر به الأنبياء والمرسلين ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ” أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا، وَإِنَّ اللهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ، فَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا، إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} وَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟، فأحذر أيها المسلم من ارتكاب الحرام في عملك بحجة توفير المال لأهلك وأولادك ، فمن فعل ذلك كان أهله وأولاده عدوا له كما قال مولانا سبحانه: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلاَدِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ “.
ولقد كانت المرأة في الماضي توصي زوجها عند خروجه للعمل وتقول له : اتق الله في رزقنا ولا تطعمنا حراما فنحن نصبر على الجوع ولا نصبر حر جهنم. قال رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” أَرْبَعٌ إِذَا كُنَّ فِيكَ فَلَا عَلَيْكَ مَا فَاتَكَ مِنَ الدُّنْيَا: حِفْظُ أَمَانَةٍ، وَصِدْقُ حَدِيثٍ، وَحُسْنُ خَلِيقَةٍ، وَعِفَّةٌ فِي طُعْمَةٍ “، هذا بالإضافة إلى عدم التعجل في استبطاء الرزق، وعلى الإنسان أن يتحرى الحلال في عمله ولا يستعجلن رزقه فيأخذه من حرام فرزقك مقسوم ولن تترك الدنيا حتى تستوفيه ، قال صلى الله عليه وسلم : «أَيُّهَا النَّاسُ , إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ شَيْءٍ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ وَيُبْعِدُكُمْ مِنَ النَّارِ إِلَّا قَدْ أَمَرْتُكُمْ بِهِ , وَلَيْسَ شَيْءٌ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ النَّارِ وَيُبْعِدُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ إِلَّا قَدْ نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ , وَإِنَّ الرُّوحَ الْأَمِينَ نَفَثَ فِي رَوْعِي أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ نَفْسٍ تَمُوتُ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا , فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ , وَلَا يَحْمِلْكُمُ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ عَلَى أَنْ تَطْلُبُوهُ بِمَعَاصِي اللَّهِ، فَإِنَّهُ لَا يُنَالُ مَا عِنْدَهُ إِلَّا بِطَاعَتِهِ»، وهذه هي أهم الضوابط الشرعية للكسب الحلال في الإسلام، نسأل الله تعالى أن يحفظ مصر وأهلها وأن يجعلها في أمانه وضمانه واحة للأمن والأمان والاستقرار.