بقلم ✍️ وفاء أنور
(كاتبة خبيرة تنمية مهنية مستدامة ـ معلم سابق بالتربية والتعليم)
قد تصادف في حياتك أناسا يلفهم الغموض، بلا داع يتملكهم، يعيشون لأنفسهم فقط، لا يملكون ضمائرا تعذبهم، فهم يكررون خداعهم لغيرهم بكل بساطة، بكل اقتدار، فلا يهتمون بمشاعرهم، لا يكترثون بضرورة التعامل بالحسنى، ويمعنون في إيذاء الآخرين بكل سهولة وإصرار وتحكم، يقدسون أنفسهم وأهوائها التي تحركهم كما تشاء وكما تريد توجههم.
ستجد أنهم نشأوا في بيئة خلقت منهم أشباهًا من البشر، فهم نشأوا في كنف أسر جعلتهم يشبون على الأنانية وحب الذات، ستراهم لا يبحثون إلا على أولوياتهم، يحيون ويسعون فقط من أجل رعاية مصالحهم، يدفعهم حب النفس للإتيان بالمزيد من الأعمال التي تجعلهم في النهاية يخسرون دينهم ودنياهم حين تأخذهم العزة بالإثم.
الطيبون كالعادة يتألمون، يمقتون التعامل مع هؤلاء الذين أعجبتهم أنفسهم، من أصروا على العناد فلا تتعجب يتعجبون من سوء صنيعهم، تضيق بهم الأرض بما رحبت متمنية زوالهم وزوال كل من هم على شاكلتهم، يسيرون بنفس مبدأهم ويمشون على نهجهم.
تتضح معالم شخصياتهم أكثر وهم يتفوقون على أنفسهم في ممارسة فنون الاستهتار واللا مبالاة، فهم أنانيون لا يرون إلا أنفسهم، شعارهم في الحياة “نفسي نفسي” وسلاحهم الجدال الذي لا يكفون عنه.
إياك والتفكير في مراجعتهم لأنك لن تجني من هذا إلا جهدًا مهدورًا وخسارة محققة، بالإضافة لتعرضك إلى الدخول في خضم معاركهم، معارك التشكيك الكبرى التي سيدخلونها بكل عتادهم، لينجحوا في التبرؤ من جميع أخطائهم.
يتضح هذا جليا في ممارستهم الكذب والإنكار، مدافعين بطريقتهم تلك عن سيء أفعالهم، إنهم لا يعيشون إلا من أجل -أنفسهم- والويل كل الويل لمن يعترض على طريقتهم، أقوالهم وأفعالهم، أو يفكر في انتقاد أساليبهم.
إنهم كالسحرة تماما الذين يجيدون فنون السحر، يبرعون في قلب الحقائق باقتدار، ويحولون المواقف لصالحهم، يخلطون الحق بالباطل، يروجون له فما أسوأهم!














