بقلم ✍️. د.حاتم عبدالمنعم احمد (أستاذ علم الاجتماع البيئي جامعة عين شمس)
تملك مصر وأمتها العربية الكثير من أوراق القوى غير المستغلة وآن الأوان لتوظيفها والاستفادة منها لخدمة قضايا الوطن والأمة وخاصة وأن العدو يحسن استغلال أوراقه ويجيد توظيفها ولها الدور الأساسي في بقائه واستمراره من خلال مساندة الغرب وامريكا له.
ويكفى كمثال ممكن الاحتذاء به منظمة “الإيباك ” للعدو في أمريكا حيث تقوم هذه المنظمة بالتأثير بشكل كبير على الانتخابات الأمريكية وهى تضم تقريبا كل اليهود في أمريكا مع اصدقاء إسرائيل داخل أمريكا وغيرها من منظمات مشابهة في أوروبا وانحاء شتى من العالم بحيث تجمع أصوات الجميع وأصدقائهم خلف مرشح معين بشرط دعمه الكامل لإسرائيل.
والحقيقة أن تجميع هذه الأصوات والحشد كان صعبا في الماضي ويتطلب جهودا كبيرة ولكن الآن في عصر ما بعد الحداثة ووسائل التواصل الاجتماعي اصبح سهلا، تجميع الجهود وحشد المؤيدين ببساطة شديدة ولذلك فمستجدات عصر ما بعد الحداثة معظمها في صالحنا.
والعرب الآن في أمريكا يقترب عددهم من أربعة مليون ، بالإضافة الى نحو ثلاثة ملايين مسلم من جنسيات غير عربية وفى أوروبا نحو ستة عشر مليون عربي في اقل التقديرات وايضا نحو تسعة عشر مليون مسلم بالإضافة إلى الامريكان والاوربيين من أصول عربية وإسلامية ثم لا تتوقف جهودنا على المهاجرين العرب والمسلمين فقط بل تمتد إلى الاخوة المسيحين وبقية الدول الصديقة فى محاولة كسب تأييد مواطني دول العالم المؤيدة لنا أو التي من الممكن كسب تأييدها وهى تشمل معظم دول العالم مثل الصين والهند وروسيا وبقية البلدان وخاصة انه يجمعنا مع كثير من هذه الدول تاريخ ومصالح عليا حيث يمكن الاعتماد عليها كبديل للغرب في الاستيراد سواء سلاح او غيره.
والأهم أن قضيتنا عادلة واليوم في عصر الانترنت سهل توصيل الحقيقة للجميع وسوف تسقط أكاذيب العدو تدريجيا وخاصة انها دولة قائمة على الأكاذيب وظهرت بوادر مشجعة جدا في هذا الشأن منها رسالة الممثلة الامريكية الكبيرة “إنجلينا جولي” التي اعنت صراحة تعاطفها أهالي غزة، مع ملاحظة أ فنانة أمريكية، وليست مهتمة بالدرجة الأولى بالأحداث السياسية الخارجية مثل السياسيين والإعلاميين وغيرهم.
وهذا مؤشر إيجابي الى أن المواطن العادي بدأ يغير مواقفه، ويمكن إقناعه أن مساندة العدو بالمال والسلاح يكلف هذه البلاد أموالا طائلة شعوبهم أولى بها .
ويملك العرب المزيد من أوراق الضغط التي لا تقارن بإمكانيات العدو مثل الأموال والاستثمارات العربية في أمريكا والغرب والاهم الواردات العربية من أمريكا والغرب فالعرب الآن نحو 460 مليون نسمة مقابل عدة ملايين للعدو فمجرد سلاح المقاطعة للمنتجات والأسلحة الامريكية والغربية قادر على تغيير مواقف حكومات وشعوب الغرب وامريكا ، لأن العلاقات تقوم على المصالح وخاصة الاقتصادية ،ولدينا الكثير من الأوراق الحاسمة ومعظمها في يد الشعوب ،والمطلوب التنظيم والتنسيق للقيام بعمل اجتماعي شعبي حقيقي لحماية مصالحنا، وهناك عدة محاور يجب العمل من خلالها بداية من الجاليات العربية في الغرب وامريكا وتنظيم الصفوف وتعبئة الجهود والعمل على ضم العناصر المؤيدة سواء من الدول الإسلامية أو الدول الصديقة الأخرى وخاصة في الانتخابات الرئاسية او المجالس الشعبية وغيرها .
وعلى جامعة الدول العربية مد يد العون والمساعدة التكنولوجية لهذه الجماعات والعالم الآن معظمه مؤيد للقضايا العربية فنجد على سبيل المثال الصين والهند والاتحاد السوفيتي وغيرهم ونحن نتحدث عن الهند والصين وهما أكبر قوى بشرية مع تكنولوجيا ونهضة صناعية كبيرة ثم الازهر الشريف ومدينة البعوث الإسلامية إضافة كبيرة للقوى الناعمة الداعمة لقضايا الوطن والأمة ولها دور كبير ومحوري يجب تعظيمه حيث يمكن للأزهر قيادة مسلمي العالم وتوحيد صفوفهم من خلال منظمات اهليه لقيادة العمل الاجتماعي وتعمل من خلاله وبمساعدته.
وبعد ذلك يأتي سلاح مقاطعة أي منتج لأى دولة مساندة للعدو وهنا أيضا للحكومات دورها في مقاطعة السلاح بجانب دور الشعب في مقاطعة المنتجات والاعتماد على البديل الصيني او الهندي او الروسي لضمان وقوف هذه الدول بجانبنا لحماية المصالح المشتركة، فنحن كعرب نملك الكثير الذى لا يقارن بما يملكه العدو وعلى كل مواطن دوره من خلال وسائل التواصل الاجتماعي سواء في الداخل او الخارج ،فكلكم راع ،ومسؤول عن رعيته لكن المطلوب إداره واعية تحسن تنظيم وحشد الجهود.
وأتصور أنه خلال نحو خمس سنوات سوف تنهار دولة العدو وتتغير الأوضاع بشكل كبير لصالحنا إن شاء الله لأن الاحداث الاخيرة سوف يترتب عليها عدة نتائج أولها وقف هجرة اليهود لإسرائيل لغياب الأمن ،ثم هجرة عكسية إلى خارج إسرائيل مع زيادة الوعى الشعبي والضغط على الغرب سوف يتراجع التأييد الغربي ،وتنهار دولة العدو قريبا.. والله المستعان .