صدر للكاتب والزميل الصحفي محمد جاد هزاع كتاب “رتوش على وجه الدين والوطن” عن شركة مدبولي للنشر.
الكتاب يتكون من مجموعة قصص قصيرة بالإضافة إلى (تجليات ما بين التسبيح والسجود) وهي مجموعة نصوص أدبية شعرية ونثرية، وكلتا المجموعتين تدور حول بعض الظواهر الإيجابية أو السلبية في مجتمعاتنا العربية في الوقت الحالي.
وعن الكتاب، يقول الدكتور السيد إبراهيم أحمد رئيس قسم الأدب العربي باتحاد الكتاب والمثقفين العرب بباريس، إن الكتاب الذي بين أيدينا جميل إن قرأناه “فردًا” وما أجمله لو قرأناه مجموعًا كفرع يتدلى من شجرة هزاع المعرفية الفكرية المتوحدة المنطلق والرؤية والغاية، أي مع ما كتب وأبدع الكاتب من أعمال سابقة عليه.
ويستطرد فى قراءته لكتاب «رتوش على وجه الدين والوطن» قائلًا: «التجليات لا تفارق الكاتب في سردياته التي لا يفارق فيها الشيخ مريده إلا لِماما، لنكتشف أن الشيخ سيقابله حتما، وسينتظره لزاما؛ فالشيخ “داخله” يسمعه، ويخاطبه، ويسأله: ما العمل؟ ما الحل؟ والشيخ يجيب، والمريد يطيع وينفذ، لينقلنا إلى سردية أطول، وهو يعلم ما معنى السرد حين قال: (سردية بلا تعريف .. ونصوص بلا تصنيف) في العنوان الفرعي لكتابه: “دينُ الحب في زمن الحرب”، وهو ما يمتد معنى عبر هذه السرديات القصصية بتصنيفه المعهود، لينقلناعبر كل تجلية منها لعالمه المخصوص، برحابة صدر وسخاوة نفس، لنعيش معه هذا الفيض الجلالي والجمالي الذي عاينه في صحبة الكبار من أعلام التصوف».
وفى «الوقت الضائع” نعيش مع الكاتب محاولة الانعتاق الثوري الجذري ليرده الشيخ في سرد طويل إلى حالة التغيير الليبرالي الهادئ، كما نعيش حالة من التوفيق المؤقت في التصالح بين الطين والنفخة الإلهية في “بقدر ما في العالم من ماء”، لينقلنا إلى قصته ودرة تاج أقاصيص المجموعة “حال ما بين الاعتزال والمواجهة”، ولن أفصح أكثر عن تجلياتٍ ما بين السجود والتسبيح، وما فيها من زمن قصير، وإخلاص كثير، ودعاء بالدمع ثخين، بما فتح الله به على عبده فألهمه ما يقول، تاركًا له طرق باب الرجاء، ولربه الإجابة والقبول.
ويختتم د.السيد إبراهيم أحمد حديثه قائلا: هذا الكتاب الذي بين أيدينا تتردد فيه أنفاس إبداع ونبض كاتبنا الكبير محمد جاد هزاع الساري في كتبه السابقة والمنعكس فيه صدى لصوت ،وهو الكاتب الواحد الذي يأتينا عبر نصوص متفاوتة ومتعددة السرد المتفرد للحالة الخاصة بصاحبها حين يحاول إزالة الرتوش التي لا تليق بوجهي الدين والوطن ليضع هو رتوشه الأخيرة لكي يسفر الوجه الصحيح للدين والوطن ،وهذا ديدنه في كتاباته وتجلياته ولو تركت القلم لصار مريدا في هذا الملكوت الروحاني المصوغ بعبارات الوجد والحب بلا تكلف أو تصنع إن سردًا أو شعرًا تنتظمه بعبارات الوجد فكرة واحدة عاش ويعيش لها وفيها الكاتب بمنتهى الإخلاص والتجرد والحب الخالص.
ومحمد جاد هزاع له العديد من المؤلفات منها: ( العشق على طريقتي ، بين الدين المنزل والدين المبدل ) و ( دين الحب في زمن الحرب ، يوميات شاهد وشهيد ) و ( دولة الدراويش ، حراس الوطن والدين ) و ( وجودك ذنب ، قصة عقل ) و ( وجودك حب ، قصة روح ) و ( نصوص من الوادي المقدس ، قصة قلب ) و ( سر مصر قضية رد شرف) التي تؤصل لمفاهيم دينية ووطنية وفكرية، يحاول من خلالها تصحيح الكثير من الأفكار الخاطئة، وتؤسس للون جديد من الكتابة أطلق عليه بعض النقاد(الإبداع التكاملي)، فعملية الخلق والإبداع عنده تعد انعكاسا للإنسان ذاته الذي لا يمكن الفصل بين مكوناته الخمسة (الجسد،النفس، القلب ،العقل والروح).