أعلنت نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، عن صرف ٦٠٠ جنيه دعمًا نقديًا و٥٠٠ جنيه دعمًا عينيا إضافيا لمدة ثلاثة أشهر للرائدات الاجتماعيات تقديرًا لدورهن وجهودهن في المجتمع، بالإضافة إلى تحمل وزارة التضامن الاجتماعي قيمة المصروفات المدرسية والجامعية لأبنائهن في المراحل التعليمية المختلفة.
أكدت وزيرة التضامن الاجتماعي أن الوزارة لديها 15 ألف رائدة اجتماعية متطوعة، وسيصل عددهن قريبا إلى 20 ألفا، بدعم من القيادة السياسية.
جاء ذلك خلال زيارة وزيرة التضامن الاجتماعي اليوم الجمعة، لمحافظة الإسكندرية لتدشين حملة “رحلة الألف كيلو متر” من محافظة الإسكندرية، وذلك بالتعاون مع الجمعية المصرية لمنظار عنق الرحم، حيث تهدف الرحلة توعية وتدريب وتمكين المرأة المصرية على المستوى الاقتصادي، وستجوب 9 محافظات، بدأت من الإسكندرية ثم تنطلق إلى جميع محافظات الصعيد على أن تختتم في القاهرة.
أوضحت “القباج” أن رئيس الجمهورية شرع في إطلاق فضاء رحب لتوظيف قدرات النساء ومشاركتهن في بناء الدولة وإدارة مؤسساتها، وتحسين الصورة الذهنية والإعلامية للمرأة المصرية لمقاومة الوعي الزائف والممارسات الجائرة التي تنزع حمايتها وتبدد طاقتها، ليصبح ذلك جزءًا لا يتجزأ من التنمية العادلة والشاملة والمستدامة، كما أن رؤية القيادة السياسية في خدمات صحة المرأة تتمثل في البرنامج القومي “صحة المرأة” الذي تقوده وزارة الصحة والسكان بكفاءة وفعالية أثبتت نجاحا ، ونحن نشرف بمشاركة المجتمع المدني معها لتعظيم الجهود.
أفادت وزيرة التضامن الاجتماعي أن مصر وضعت الاستثمار في مواطنيها في صدارة أولوياتها إيمانا بأن الاستثمار في رأسمالها البشري جزء لا يتجزأ من التنمية الشاملة للبلاد، ويعد برنامج “تكافل وكرامة” من بين أكبر استثمارات الحكومة المصرية في تنمية رأس المال البشري.
أشارت إلى دعم وزارة التضامن المستمر لمنظمات المجتمع المدني المتخصصة في محاور التنمية المختلفة وعلى رأسها التمكين الاقتصادي والصحة والتعليم لتكون شريكاً رئيسياً للوزارة في تنفيذ كافة البرامج الاجتماعية التي تنفذها الوزراة، وتعمل الوزارة على وضع إطار عمل وطني مع منظمات المجتمع المدني المصرية يشمل كافة قطاعات التنمية من الحماية الاجتماعية والصحة والتعليم وحماية المرأة والطفل والتمكين الاقتصادي ودعم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وذلك ليكون عمل منظمات المجتمع المدني ضمن إطار ومنهج علمي بمستهدفات ومؤشرات قياس واضحة تعزز جهود التنمية.
أكدت “القباج” أن التمكين الاقتصادي يعتبر أحد أهم الركائز الأساسية في تحسين الواقع الاقتصادي للدول والأفراد وتدل التجارب الدولية على كفاءة برامج التمكين الاقتصادي في تحسين المؤشرات الاقتصادية الكلية والجزئية ،وهي عملية يمكن للفرد بموجبها زيادة قدرته وضبطه للموارد الاقتصادية والمالية الأساسية ومن ثم فأن ريادة الأعمال تعتبر جزءا مهمًا من التمكين الاقتصادي، حيث إنه لا يجوز إعطاء قرض أو مشروع دون إتمام العملية التدريبية من أجل توضيح دراسة الجدوى – تمويل المشروع – تسويق المنتج النهائي –إدارة سلاسل الامتداد لعمل مشروع – الشمول المالي.
وجهت وزيرة التضامن الاجتماعي الشكر للجمعية المصرية لمنظار عنق الرحم المهتمة بدعم صحة وتنمية المرأة من خلال تدريب السيدات على ريادة الأعمال وتشجيعهن على عمل مشروعات لتمكينهن اقتصاديًا ، مشيدة كذلك ببازار فيمي هيلث وهو معرض لأشغال يدوية وصناعات مصرية ومنتجات متنوعة من ملابس تراثية وخوص وجلود وكروشيه واكسسوارات، داعية لتشجيع العارضات على الإبداع والتنافس للحصول على أعلى الترتيب على مستوى الوطن العربي.
أكدت الوزيرة أن قصص السيدات الملهمات المنجزات كثيرة في وزارة التضامن الاجتماعي، لاسيما لصاحبات الأيدي الكريمة، الحافظات لتراث الأجداد من الغرزة السيناوية ونسيج أخميم الشهير وسجاد فوة، وموتيفات رسومات الصعيد والوادي الجديد ويوميات الفلاحات في دلتا مصر، وكلها يطرزنها بخيوط الأمل والحماس على أقمشة القطن المصري، ويعجنها طينا وخزفا، وينحتها رسوما وبيوتنا ووجوها من الخشب والحجر والنحاس، ثم يقمن بعرضها في معارض “ديارنا”، وتجوب محافظات مصر وتخرج إلى الكثير من الدول العربية والأوروبية، حاملة عرق وأحلام فتيات ونساء مكافحات.. فنانات.. ملهمات.
أشارت “القباج” إلى أن وزارة التضامن الاجتماعي توثق قصص هؤلاء الفنانات، اللاتي أصبح الكثيرات منهن رائدات أعمال، يشغّلن معهن الكثير من الفتيات والنساء، في خطوط إنتاج وتسويق لمشاريعهن، هذه المشاريع التى أصبحت تحمل علامات تجارية لها بصمة خاصة في السوق المصري، بل والعربي.
كما أن بعض رائدات الأعمال من محاربات السرطان، والكثيرات منهن لم يكن يعملن في هذه المجالات قبل الإصابة، لكنهن وجدن في العمل والانتاج الأمل والمقاومة، ووجدن في ألوان خيوط الكروشيه والأقمشة البهجة وتخطي الألم بالعمل والعطاء، والفرح بالانتاج.
أشارت الوزيرة إلى أن الرائدات الاجتماعيات يعملن على ترسيخ الوعي الإيجابي نحو كثير من قضايا الاستقرار الأسري، وإعلاء صحة المرأة والطفـل، وحث المواطنين على العمل، وترشيد الموارد البيئية، وحماية الأطفال والنساء من ممارسات العنف، ومكافحة الإدمان والتعاطي، وذلك من خلال تعزيز معارف السيدات البسيطات والأسر الأولى بالرعاية، بالسلوكيات والممارسات الاجتماعية الإيجابية، كأهمية انتظام الأبناء في التعليم، ومحو الأمية للسيدات وتمكينهن قتصاديا، وتمكين الأشخاص ذوى الإعاقة من الوصول إلى حقوقهم الاجتماعية، وكذلك الاهتمام بالنظافة الشخصية والممارسات الصحية السليمة، والتى كان لها أعظم الأثر خلال جائحة كورونا.
كما يقوم عمل الرائدة الاجتماعية على تعزيز وتشجيع الأسر على رفع المستوى الاقتصادي من خلال المشاريع متناهية الصغر وعلى التخلي عن الممارسات المجتمعية السلبية التى تؤثر في سير التنمية، كالأمية وكثرة الإنجاب وتزويج الأبناء قبل بلوغهم 18 عاما، “سن الطفولة في الدستور والقانون المصري والمواثيق الدولية لطفولة”، والتخلي عن ممارسة جريمة ختان البنات، وغيرها من الممارسات الضارة.