بعد عامين من استخدام المضادات الحيوية للقضاء على عدوى بكتيرية، لم يتمكن الأطباء من علاج جرح لإحدى السيدات، لذلك أطلقوا العنان للفيروسات كي تقتل البكتيريا الخارقة، التي تقاوم المضادات الحيوية.
تضمن العلاج فيروسات تصيب البكتيريا، وتعرف باسم “العاثيات”. ورغم أن المضادات الحيوية وحدها فشلت في شفاء عدوى المريضة، اتضح أن مزيجًا من المضادات الحيوية والفيروسات يحقق الهدف.
“خلال أيام قليلة من العلاج، أصبح جرح المريضة جافًا بالفعل”، بمعني أن السوائل لم تعد تتسرب منه، وبدأ الجلد يتغير من الرمادي إلى الوردي “، حسبما قالت د. أنايس إسكنازي كاتبة الدراسة.
وبعد ثلاثة أشهر من العلاج بالفيروس، لم يجد الأطباء أثرًا للبكتيريا الخارقة في المريضة وكان جرحها يلتئم بشكل سريع. وفي السنوات الثلاث التي أعقبت العلاج، لم تعد العدوى البكتيرية.
ظهر مفهوم استخدام الفيروسات لقتل البكتيريا لأول مرة منذ أكثر من قرن مضى. كان فهم العلماء للعاثيات محدودًا في ذلك الوقت، وبعد اكتشاف المضادات الحيوية وإنتاجها الدوائي، تم التخلي عن هذا المجال.
عاد الاهتمام بالعلاج بالفيروسات للظهور خلال العقد الماضي، ولكن مثلما يمكن للبكتيريا أن تتطور لتتفوق على المضادات الحيوية، يمكنها أيضًا تطوير مقاومة ضد فيروسات معينة، والفرق هو أن الفيروسات تتطور بسهولة للتغلب على تلك المقاومة.
المريضة المعنية بهذه الحالة أصيبت بعدوى بكتيريا خارقة بعد عملية جراحية كبرى في عظم فخذها الأيسر الذي تعرض للكسر.
ولسوء الحظ، تلوث الجرح الجراحي للمرأة بنوع من البكتيريا المرتبطة بالرعاية الصحية، بمعني أن المرضى يمكن أن يتعرضوا للبكتيريا أثناء استخدام جهاز التنفس الصناعي، أو عند تلقي الأدوية من خلال الوريد، أو الخضوع لعملية جراحية.
كشفت العينات “الخزعات” أن المريضة كانت تحمل سلالتين لنوع من البكتيريا الرئوية، وأظهرت إحداهما “نمطًا ظاهريًا شديد المقاومة للأدوية”. وبعد ثلاثة أشهر في المستشفى، “كانت المريضة تخضع لأنظمة مختلفة من المضادات الحيوية لكن كسر الفخذ لم يتم علاجه واستمرت العدوى”. وهنا، بدأ التفكير في العلاج بالفيروسات.
قالت إسكنازي إن المريضة كانت مرشحًا جيدًا للعلاج بالعاثيات، لأن إصابتها كانت ترتبط بالأغشية الحيوية التي تتكون عندما تلتصق مستعمرات البكتيريا بالأنسجة وتنتج مصفوفة ثلاثية الأبعاد تحيط بخلاياها، كدرع واقٍ. بالتالي تفشل المضادات الحيوية في اختراق هذه الأغشية، وحتى لو اخترقتها، فإنها بعض الخلايا البكتيرية تنجو من هجوم المضادات الحيوية عن طريق الكُمُون. وتتسبب المضادات الحيوية في تعطيل وظيفة الخلية البكتيرية، لذلك لا تعمل الأدوية على الخلايا الكامنة.
وقال مؤلفو الدراسة لموقع livescience أنه “بعد ثلاث سنوات من العلاج المركب بالعاثيات والمضادات الحيوية، استعادت المريضة الحركة والتنقل، عادةً بمساعدة العكازات، وهي تشارك في الأحداث الرياضية، مثل ركوب الدراجات. “ولا توجد علامات على عدوى البكتيريا الرئوية المتكررة”.