تتعدد اسهامات الكاتب محمد عبدالحافظ ناصف فى حياتنا الثقافية، فقد برع فى الكتابة المسرحية وأنتج عدة نصوص مهمة، وكذلك فى القصة، وأدب الطفل، والترجمة، فضلا عن نجاحاته المتوالية واللافتة فى المناصب الثقافية التى تولاها وأضاف إليها الكثير، وآخرها المركز القومى لثقافة الطفل الذى يتولى رئاسته حاليا وأحدث به طفرات غير مسبوقة لعل آخرها النشاط المهم الذى يقدمه حاليا فى معرض القاهرة الدولى للكتاب.
جديد محمد عبددالحافظ ناصف مختارات قصصية صدرت عن المجلس الأعلى للثقافة بعنوان ” فاتحة للسندباد” وهى مجموعة تضم مختارات قصصية من أعماله.
وهذه المجموعة تضم محاولة متميزة للخروج من نمط القص الكلاسيكى والمألوف الذى شاع فى بدايات المؤلف وبدايات الكثيرين من أبناء جيله، فسريعا ماأدركوا أن المشكلة فى القصة القصيرة أكثر من أن تكون محض رسالة، فهناك الشكل وتقنياته التى ينشغل بها المتلقى والناقد، ولقد كتب المؤلف الدراما واجادها، وهاهو يوظفها فى هذه المجموعة التى تبدو بعض نماذجها كأنها مسرحية ذات فصل واحد.
المؤلف أفاد- كبعض أبناء جيله- من الفنون الحديثة والمعاصرة واكتسب بالمران خبرة تشكيل المشهد السينمائى والدرامى والتشكيلى والموسيقى ، وقد أضفى كل هذا عصرية على النصوص ودفع بها إلى مشارف واقعية جمالية دون غموض وإرباك
عرف المؤلف أن القارئ المعاصر مشغول بقضايا الوطن فشغل بها واستثمرها ووظفها، ونجد صدى ذلك حاضرا هنا، وكما أن التجريب وقور ورزين وينبو عن الغامض والزاعق والمرتبك، فإن تناول المؤلف لما نسميه القضايا الخلافية في الشارع المصرى وقور ومنحاز للوطن.