هل تراجعت مخاوف الحرب ؟
مستشار المانيا يحذر من خرق اتفاق ” مينسك “
فى ضوء الهدوء الحذر هذه الايام والترقب العالمى الذى يعانى من التداعيات الاقتصادية التى خلفها فيروس كورونا .. ورغم التحفظ الأوكراني والتردد الأوروبي والنفى الروسى والاستعداد الامريكى .. السؤال المطروح بقوة هل يحدث غزو ام لا ؟.
وصل التصعيد الى تاكيد الرئيس الامريكى جو بايدن ان الغزو الروسى لأوكرانيا سوف يبدأ خلال ايام وايدته مصادر المخابرات الامريكية هذا التحذير وتوقعت ان عملاً عسكرياً كبيراً يمكن أن يحدث في أي يوم وهناك من وضعوا سيناريوهات متوقعة مثل البدء بغارات جوية ثم هجوم برى ثم اقامة نظام حكم موال لموسكو ولايمكن فى ضوء التطورات الاخيرة استبعاد اى احتمال.
الهدوء الحذر
قرر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى لقاء اليوم مع المستشار الألماني أولاف شولتس سحب بعض القوات الروسية من الحدود الاوكرانية .
من جانبه قال المستشار الألماني أولاف شولتس انه على كل الأطراف احترام اتفاق مينسك بما في ذلك فرنسا وألمانيا وأوكرانيا وروسيا
اضاف شولتس لا أرى أننا وصلنا لطريق مسدود و يجب التعاون مع روسيا من أجل أن نضمن الأمن الجماعي لكل البلدان .. الا انه اعتبر أن إقرار البرلمان الروسي لمقترح الاعتراف بجمهوريتي دونيتسك ولوهانسك المعلنتين من جانب واحد يمثل خرقا لاتفاق مينسك وكارثة سياسية
وبدا المشهد في أوكرانيا متناقضاً في ظل إصرار السلطات على الدعوة للهدوء بينما وصل التوتر إلى أشده في منطقة الدونباس بالشرق على طول خط الجبهة مع المتمردين الانفصاليين الموالين لموسكو وسط توقعات بأن تشهد المنطقة أحداثاً قد تكون مبرراً للحرب.
حافة الهاوية
اول هذه الاحتمالات ان يكون الامر مجرد حافة هاوية يتم فيه تصعيد الامور الى الذروة ثم يتراجع الجميع بعد ان يكونوا قد حققوا اهدافهم والهدف الروسى واضح وهو منع اوكرانيا من الانضمام الى حلف الناتو او الاتحاد الاوروبى .. اما الهدف الامريكى غير واضح .
وهناك من يرجح هذا الخيار خاصة اذا استمعت روسيا الى صوت العقل وأدركت ان غزو اوكرانيا لن يكون نزهة ويعيد اصحاب هذا الراى الى الاذهان غزو الاتحاد السوفيتى السابق لافغانستان قبل 42 عاما الذى ظن القادة السوفيت وقتها انه سوف يكون نزهة فى بلد فقير اهله بسطاء فتكبد فيها خسائر جسيمة ساهمت بالتعجيل فى انهياره مع الازمة الاقتصادية.
كما ان اوكرانيا ليست دولة ضعيفة بل انها تتمتع بجيش لاباس به يمتلك قوة معقولة بفضل وجود بعض صناعات الاسلحة لديها .كما انها طورت اسلحة ورثتها عن الاتحاد السوفيتى السابق فضلا عن الاسلحة التى تدفقت عليها من الغرب التى يمكن ان تلحق بالروس خسائر جسيمة.
ولو فرضنا ان روسيا غزت اوكرانيا سوف يبدأ الاوكران حرب عصابات تدربوا عليها تكبد الروس خسائر جسيمة وتطالعنا الصحف الاوكرانية كل يوم بانباء عن تدافع المواطنين الاوكران من كل الفئات والمهن حتى ربات البيوت للتدريب ويقود هذه التدريبات فيتالى كليتشكو عمدة العاصمة كييف وهو بطل دولى سابق فى الملاكمة.
القرم والدونباس
باستثناء ما تلقوه من سلاح ..لايعول الاوكران كثيرا على مساندة الغرب لهم فهو لم يتحرك عندما استولت روسيا على القرم وضمتها اليها واقامت فيها نظاما مواليا لها ولم يتحرك امام اطماع روسيا فى اقليم الدونباس شرق اوكرانيا وتدعم جماعات انفصالية من الناطقين بالروسية منذ 1914 تسببت فى مصرع اكثر من 14 الف اوكرانى والامر فى النهاية مصالح.
ويرى قطاع واسع من الاوكران ان السبب الحقيقى للغزو اذا حدث يمكن ان يكون اقتطاع الدونباس واقامة دولة موالية لروسيا وبمعنى اخر يرفضون ان يكون القرم بالامس والدونباس اليوم وباقى اوكرانيا غدا.
ويستبعد البعض ان تقوم روسيا بهجوم لان القوات التى تحشدها سوف تحاول احتلال اوكرانيا من جبهة قتال يبلغ طولها 4257 كيلومترا هو اجمالى طول حدود اوكرانيا مع روسيا وبيلاروسيا ومولدوفا الموالين للنظام الروسي ويعتقدون ان القوات التى تحشدها روسيا لاتكفى للتعامل مع هذه المساحة .
وفى النهاية نكرر ان كل الاحتمالات واردة ولو حدثت لن يتدخل الغرب وان كانت هناك اطراف سوف تتضرر وسوف تجد اوكرانيا نفسها فى وضع ماساوى.. ومن سيستغل الاحداث ويلعب فى الماء العكر ويقوم بتهجير اليهود الاوكرانيين الى فلسطين على حساب صاحب الارض.