اكد المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية أن هناك تحديات فرضتها الأزمة الروسية الأوكرانية على اقتصاديات الكثير من دول العالم بما فيها مصر، وانعكس تأثيرها على كافة القطاعات الاقتصادية الحيوية فى مختلف دول العالم ، خاصة أسواق البترول والغاز العالمية ، والتى شهدت تقلبات سعرية بوتيرة سريعة ، وارتفعت ارتفاعاً كبيراً كاد أن يصل إلى الضعف مقارنة بالأسعار قبيل بدء الأزمة ، الأمر الذي يتطلب وضع خطط عمل جديدة تهدف فى المقام الأول إلى استدامة تأمين احتياجات السوق المحلى من المنتجات البترولية والغاز الطبيعى ، وذلك من خلال تكثيف اعمال البحث والاستكشاف ، وسرعة تنمية الاكتشافات الجديدة ووضعها على الإنتاج لزيادة إنتاج مصر من البترول والغاز، والعمل على زيادة القدرة الإنتاجية لمصافى التكرير المصرية لزيادة الإنتاج المحلى من المنتجات البترولية عالية الجودة ورفع كفاءة التشغيل وتقليل كميات الاستيراد من الخارج .
جاء ذلك خلال اجتماع الملا مع رئيس هيئة البترول وعدد من نوابه ورؤساء شركتى القابضة للغازات الطبيعية وعدد من نوابه ورئيس القابضة للبتروكيماويات ومعاون الوزير للنقل والتوزيع، ورئيس الإدارة المركزية لمكتب وزير البترول والثروة المعدنية ، لبحث تداعيات أزمة روسيا وأوكرانيا على صناعة البترول والغاز المصرية، وبحث السيناريوهات المطروحة وآليات العمل التى يمكن تنفيذها خلال الفترة المقبلة لتقليل حدة الأثار السلبية الناجمة عن تلك الأزمة الراهنة ، خاصة وأن مصر تستورد من الخارج كميات من البترول الخام والمنتجات البترولية لاستكمال احتياجات السوق المحلى وقطاعات الدولة الاقتصادية المختلفة من تلك المنتجات وللحفاظ على حالة الاستقرار التى يشهدها السوق المحلي للمنتجات البترولية والغاز الطبيعي .
وأوضح الملا أن تحقيق مصر الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي وتحويلها من دولة مستوردة إلى دولة مصدرة يمثل إضافة قوية للاقتصاد المصري خاصة مع ارتفاع أسعار الغاز المسال عالمياً ، وفى هذا الصدد، وجه الملا بأهمية استغلال كل الفرص المتاحة لزيادة إنتاج مصر من الغاز من خلال تكثيف أعمال البحث والاستكشاف ، وكذلك الاستفادة من البنية الأساسية والموانئ البترولية التى تم تطويرها ومحطات الإسالة بادكو ودمياط التي تمتلكها مصر فى ظل الطلب المتزايد على الغاز الطبيعي وبحث الدول المستهلكة فى كافة انحاء العالم عن بدائل متنوعة لتأمين الإمدادات من الغاز الطبيعي.
وطالب الملا بضرورة المراجعة المستمرة لخطط العمل فى ظل تلك الأحداث التى يشهدها العالم وتأثيرها الواضح على أسواق البترول العالمية، والعمل على تقليل النفقات وترشيد الاستهلاك ورفع الكفاءة الإنتاجية.