قالت إقبال فايز لبيب ” ٥٣ عاما” من خلف الطوابين مركز نجع حمادي والتي حصلت علي المركز الثالث على مستوى الجمهورية بقلب الأم المثالية انها تزوجت وعمرها 13 سنة في عام 1986 من سائق يعمل على سيارة ملك لأحد الأشخاص ورزقت بابنتها الأولى في عام 1990 والثانية عام 1991 ، وفى أثناء ذلك أصيب الزوج في حادث أقعده ثلاث سنوات بدون عمل بسبب الإصابة صرف خلالها كل ما يملك على العلاج.
أضافت أن الزوج توفى عام 1992 تاركا لها حملا ثقيلا فقد كانت الطفلتين عمر الأولى سنة ونصف والثانية 7 شهور فقط ومعاش تأميني ضئيل قدرة 44,40 قرش فقط.
أشارت إلى أنها حرمت وبناتها من الحصول على الميراث فاضطرت إلى ترك منزل الزوج وذهبت للعيش مع والدتها، ولجأت للعمل في مدرسة الراهبات لمساعدتهم في أعمال المطبخ ومعاونتهم فى المعسكرات وكانت محبوبة لديهم لإخلاصها وتفانيها في العمل.
وقالت إن والدتها حاولت كثيرا من أجل اقناعها بالزواج ولكنها رفضت ومع ثقل حمل مصاريف البنات كلما كبروا يزيد الإلحاح عليها حتى ضجرت ولجأت للعيش في شقة شقيقها في نفس المنزل وكانت البنتين احداهما في الصف الثالث الثانوي والثانية بالصف الثانى الثانوي
أكدت الأم المثالية اقبال انها عانت فى توفير نفقات البنات فى هذه المرحلة من دروس خصوصية وملابس واحتياجات أخرى خاصة بعد التحاقهما بالجامعة خارج المحافظة، ولكن هذا الجهد والتعب لم يضيع فقد كلل الله جهدها وتعبها وحرمانها من الراحة إلى ثمرات طيبة الذكر ومفرحة للقلب حيث حصلت الابنة الكبرى “كرستين” على بكالوريوس تجارة وتعمل الآن بشركة مقاولات بالقاهرة، والابنة الثانية “كاترين” حصلت على بكالوريوس الصيدلة وبعدها حصلت على الماجستير في الصيدلة الاكلينيكية ثم عملت فى مستشفى فرشوط وبسبب ظروف كورونا لجأت إلى التقدم لمنحة تابعة للجامعة الاأمريكية وحصلت على الماجستير فى 2020 وتمت خطبتها لزميل صيدلي.
اما شادية حسين راشد عبد العال ٧٠ سنة الفائزة بلقب أم تمكين اقتصادي على مستوى الجمهورية ان لديها مشروع تمكين اقتصادي وتقيم الحي الأول بمدينة قنا الجديدة قالت أن رحلة معاناتها وكفاحها مع الحياة بدأت منذ الصغر بعد أن خرجت من الصف الرابع الإبتدائي كعادة أهل القرية في عدم تعليم البنات في ذلك الوقت، فاتجهت إلى تعلم منهة الخياطة منذ الصغر ثم تركتها بعد أن تزوجت من مجند بالجيش فى عام 1971 وكان كل ما يتقاضاه جنيهان فقط فقررت الرجوع للخياطة لمساعدة زوجها.
أضافت : بعد أن أعلنت الحرب فى أكتوبر 1973 وانتهاء مدة الخدمة العسكرية لزوجها بعد مرحلة مليئة بالقلق والتوتر تم تعينه بالري براتب 9 جنيهات وهى مازالت تمارس الخياطة وأنجبت خلال هذه الفترة خمسة أبناء عاش منهم ثلاثة فقط قامت برعايتهم بالإضافة إلى عملها بالخياطة لمساندة الزوج فى مصاريف الدراسة والحياة.
وقالت أن مرارة الاأيام زادت مرض الزوج واصابته بجلطة بالقلب وتأثير ذلك علي “القدم” وكان الأبناء فى الدراسة، فظلت تساند زوجها حتى قامت بتزويج ابنتها الكبرى بمحافظة البحر الأحمر وتجهيرها بشكل كامل قبل أن يزداد مرض الزوج حتى توفاه المولى عز وجل فى عام 2000 بينما كان الأبناء مازالوا فى مراحل التعليم المختلفة فكانت الابنة الثانية فى انتظار نتيجتها فى السنه النهائية لكلية الآداب والابن الأصغر بالصف الأول الإعدادي.
أوضحت انها عملت كمدربة خياطة بمركز الفتيات التابع للشئون الاجتماعية وقامت بتأجير محل لتعمل بخياطة الملابس والمفروشات والستائر وفى نفس الوقت لتستكمل رسالتها مع أبنائها وأيضا فى عمل الخير ففي شهر رمضان تخصصه لعمل فساتين أطفال بناتي للأيتام وغير القادرين مجانا وتقوم بتوزيعهم قبل العيد بأيام قليلة وأيضا تساعد في جهاز العرائس غير القادرات والأيتام كما تقوم بشراء ماكينة خياطة لمن يعانوا قسوة الظروف الاقتصادية، ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن فقط توفيت ابنتها الكبرى في حادث أليم تاركة لها أحفاد في عمر الزهور وتقوم برعايتهم، لافتة الابنة “عبير” كانت قد حصلت على ليسانس الآداب وتم تعيينها مدرسة حتى وصلت إلى مديرة مدرسة، فيما حصل الابن “محمد” على بكالوريوس تجارة ويعمل حاليا محاسب بشركة خاصة.