مع مواصلة القوات الروسية عملياتها في أوكرانيا وتهديدها مجدداً باستخدام الخيار النووي كثّف حلف شمال الاطلسى الناتو دعمه الاقتصادي والعسكري والمعنوي لكييف حيث جمعت واشنطن عشرات الدول من أصدقاء أوكرانيا لهذا الهدف.
جمعت الولايات المتحدة في قاعدة رامشتاين في ألمانيا نحو 40 دولة حليفة بغية توفير مزيد من الأسلحة لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي فيما حذّرت موسكو من خطر حقيقي لنشوب حرب عالمية ثالثة.
فيما تتسبب الحرب في أوكرانيا بتوترات غير مسبوقة بين روسيا والدول الغربية لوح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف باحتمال توسع نطاق الحرب وتحولها إلى نزاع عالمي.
شدد لافروف مجدداً على أن خطر الحرب النووية حقيقي ..موضحاً لا يمكن التقليل من شأن هذا الخطر.. مشيرا الى أن تسليم أسلحة غربية إلى أوكرانيا يعني أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) يخوض حرباً مع روسيا من خلال وكيل وهو يسلح ذلك الوكيل. الحرب تعني الحرب.
واعتبر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أن تصريحات لافروف هدفها «خويف العالم من دعم أوكرانيا وقال وزير خارجية لاتفيا إدغار رينكيفيكس إنه إذا هددت روسيا بحرب عالمية لثالثة فإن هذه إشارة واضحة على أن أوكرانيا تحرز نجاحاً ويجب ألا نستسلم للابتزاز الروسي.
وبعد رحلة إلى كييف تعهد فيها بتقديم دعم إضافي للجهود الحربية للرئيس الأوكراني عقد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في قاعدة رامشتاين العسكرية بألمانيا اجتماعاً مع ممثلين عن نحو 40 دولة من أصدقاء أوكرانيا لمواصلة دعم كييف وتوفير قدرات إضافية للقوات الأوكرانية التي تقوم بعمل دفاعي كبير.
واستهل أوستن اللقاء بالتعبير عن ثقته في أن أوكرانيا يمكن أن تنتصر في الصراع الذي دخل شهره الثالث .. وقال إن قيمة الأسلحة التي تم تقديمها لأوكرانيا تفوق 5 مليارات دولار ..مؤكداً على أن مساعداتنا العسكرية ذهبت إلى المقاتلين الأوكرانيين في الصفوف الأمامية».
وكان وزير الدفاع البريطاني بن والاس أفاد بأن بلاده ستقدم لأوكرانيا عددا صغيرا من مدرعات ستورم المزودة بأنظمة دفاع جوي صاروخية من طراز ستارستريك.
كما تنوي الحكومة الألمانية السماح بتوريد دبابات جيبارد المضادة للطائرات من مخزونات الصناعة الألمانية لأوكرانيا.
وفي آخر التطورات الميدانية أعلنت شركة الطاقة النووية الأوكرانية الحكومية إنيرهاتوم أن صاروخين حلقا على ارتفاع منخفض مباشرة فوق المحطة النووية الضخمة في زابوريجيا حيث توجد فيها 8 منشآت نووية ما يهدد بوقوع كارثة نووية وإشعاعية حول العالم.
فيما اعلن رئيس وكالة الطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة رافائيل جروسي إن الإشعاع في محطة “تشرنوبل” النووية في أوكرانيا وصل إلى “مستويات غير طبيعية”.
وأضاف في تصريحات نقلتها صحيفة “اكسبريس” البريطانية أن ارتفاع نسب مستويات الإشعاع في “تشرنوبل” تشكل تهديدات خطيرة للغاية .. لافتا إلى أن ارتفاع مستويات الإشعاع جاء بعد أن سيطر الجنود الروس على المحطة النووية في وقت مبكر من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
من جهته قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيجور كوناشينكوف ان القوات الجوية أصابت 32 موقعًا عسكريًا في أوكرانيا من بينها 20 منطقة تمركز القوى العاملة والمعدات العسكرية و4 مستودعات لأسلحة الصواريخ والمدفعية في مناطق سلافيانسك ودروزكوفا في جمهورية دونيتسك الشعبية، ومركز قيادة ومراقبة تابع للكتيبة 105 للدفاع وكذلك بطاريتي مدفعية”.
أضاف كوناشينكوف أن القوات الصاروخية والمدفعية نفذت 100 مهمة نارية خلال امس كان نتيجتها تدمير 5 مراكز قيادة للقوات الأوكرانية و81 منطقة تمركز للقوات والمعدات العسكرية، فضلا عن 8 بطاريات مدفعية بالإضافة إلى تدمير منظومتي إطلاق صواريخ (راجمات) في محيط بلدة بيريزوفكا ومنظومة صواريخ (بوك-إم 1) المضادة للطائرات في محيط بلدة كومار .. لافتا الى أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية أسقطت 6 طائرات بدون طيار في بلدات برازكوفا وكوليسنيكوفكا وكوميساروفكا وكوزينكا ولوزوفايا ولينينا.
فيما اعلن قائد الحرس الوطني الروسي انه عثر على عدة جثث ملغمة لجنود أوكرانيين في منطقة خاركوف.. مضيفا انه أثناء تمشيط المواقع التي أخلاها الجيش الأوكراني في منطقة خاركوف عثرت وحدة المهام الخاصة بالحرس الوطني على أسلحة ومعدات عسكرية وجثث العديد من القتلى من جنود الجيش الأوكراني وأعضاء الفصائل الأخرى وأن جثث بعض الجنود الأوكرانيين كانت ملغمة”.
وفى سياق متصل أعلن رئيس المركز الوطني لمراقبة الدفاع في روسيا ميخائيل ميزينتسيف أن النازيين الجدد الموالين لكييف ما زالوا يحتجزون 90 أجنبيا من 5 دول في أوكرانيا لاستخدامهم دروعا بشرية.
قال ميزينتسيف إن سلطات كييف تحتجز السفن الأجنبية وإنه في 7 موانئ أوكرانية (خيرسون ونيقولاييف وتشورنومورسك وأوتشاكوف وأوديسا ويوجني وماريوبول لا تزال 76 سفينة أجنبية من 18 دولة محتجزة.. مضيفا أن خطر القصف والألغام الذي تسبب به مسؤولو كييف في مياههم الداخلية الإقليمية لا يسمح للسفن بالخروج بأمان إلى عرض البحر.
من جانبه قال المتحدث باسم الأمم المتحدة إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش يواصل الضغط من أجل وقف الأعمال العدائية في أوكرانيا على الرغم من أن مبعوثا روسيا للأمم المتحدة قال إن وقف إطلاق النار ليس خيارا جيدا في الوقت الحالي.