مع دخول العملية العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية يومها الـ 66 تواصل القوات الروسية ضغوطها على المناطق الشرقية والجنوبية من أوكرانيا خصوصا حول خاركيف شمال شرق حيث تحاول تعزيز سيطرتها رغم انتكاسات ميدانية تحدثت عنها كييف ..أصبح الحصول على صورة كاملة للمعركة الجارية في الشرق أمراً صعباً بسبب الضربات الجوية والقصف المدفعي لكن حتى الآن يبدو أن القوات الروسية والقوات الانفصالية لم تحقق سوى مكاسب طفيفة.
واصلت القوات الأوكرانية قتالها لصد المحاولات الروسية للتقدم في الجنوب والشرق حيث يسعى الكرملين للسيطرة على منطقة دونباس الصناعية في البلاد .. قال مسؤول دفاعي أميركي رفيع المستوى لـ “أسوشييتد برس” إن هجوم موسكو يسير أبطأ بكثير مما كان مخططاً له”.
اضاف المسؤول الأميركي إن الروس متأخرون عدة أيام عن المكان الذي يريدون أن يكونوا فيه أثناء محاولتهم تطويق القوات الأوكرانية في الشرق ونعتقد أنهم يواصلون تهيئة الظروف لهجوم مستمر أوسع وأطول.. موضحا بينما تحاول القوات الروسية التحرك شمالا خارج ماريوبول حتى تتمكن من التقدم على القوات الأوكرانية من الجنوب كان تقدمها بطيئاً وغير منتظم وبالتأكيد ليس حاسماً.
وفى سياق متصل قدمت وزارة الدفاع البريطانية تقييماً مشابهاً قائلة إنها تعتقد أن القوات الروسية تعاني على الأرجح ضعف الروح المعنوية إلى جانب الافتقار إلى المهارات على مستوى الوحدة والدعم الجوي غير المتسق، وأُجبرت على الاندماج وإعادة انتشار الوحدات المستنزفة والمتباينة من التقدم الفاشل في شمال شرقي أوكرانيا”.
في غضون ذلك واصلت القوات الروسية ضغوطها على المناطق الشرقية والجنوبية خصوصاً حول خاركيف ثاني أكبر مدينة في البلاد حيث تحاول تعزيز سيطرتها بأي ثمن رغم الانتكاسات الميدانية التي تحدثت عنها كييف.
في المقابل تمكن الجيش الأوكراني من استعادة بلدة لوزوفا الاستراتيجية بعد نحو شهرين على وقوعها بيد الجيش الروسي في شمال خاركيف في الشرق الأوكراني .. واعترف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن الوضع في هذه المنطقة الشمالية الشرقية حيث أعادت القوات الروسية تركيز هجومها صعب.. لكنه أضاف أن جيشنا يحقق نجاحات تكتيكية.
ويبدو أن النجاحات العسكرية لأوكرانيا ضد روسيا استطاعت تغير الحسابات في واشنطن وعواصم غربية أخرى مما أدى إلى زيادة حادة في المساعدة العسكرية لكييف حتى تحولت الحرب من جهود غربية لصد الجيش الروسى إلى فرصة استراتيجية لتقيد طموحات موسكو التوسعية كما تقول صحيفة وول ستريت جورنال.
وترى الحكومات الغربية احتمالاً واقعيا للنجاح الأوكراني الذي يدفع روسيا بعيداً عن الأراضي الأوكرانية ويردع موسكو عن الاستيلاء على أراض أخرى في المستقبل مما يمثل انتصاراً استراتيجياً للغرب.
من جانبه أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مقابلة مع وكالة أنباء الصين الجديدة شينخوا اليوم أن غزو أوكرانيا يسير وفق الخطة .. داعياً “الناتو” والولايات المتحدة إلى الكف عن مد كييف بالأسلحة..وأكد أن أي شحنات أسلحة على الأراضي الأوكرانية هدف مشروع لقوات بلاده.
قال لافروف إن رفع العقوبات المفروضة على روسيا جزء من مفاوضات السلام بين موسكو وأوكرانيا التي قال إنها صعبة لكنها مستمرة يومياً .. مشيراً إلى أن أجندة المحادثات تشمل من بين أمور أخرى قضايا التخلص من النازيين والاعتراف بالحقائق الجيوسياسية الجديدة ورفع العقوبات ووضع اللغة الروسية.
وفي سياق آخر قال فلاديمير يرماكوف مدير إدارة منع الانتشار والحد من التسلح بوزارة الخارجية الروسية إن الحوار بين بلاده وواشنطن حول الاستقرار الاستراتيجي جمد رسمياً .. مشيراً إلى أنه يمكن استئنافه هذه الاتصالات بمجرد اكتمال العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا”.
اضاف يرماكوف حسب ما نقلت قناة روسيا اليوم إن التصعيد غير المسؤول لخطوات الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة المعادية لروسيا غير مقبول على الإطلاق .. مشددا على ضرورة أن تسترشد جميع الدول بالمنطق المنصوص عليه في وثائق الخماسية النووية منها البيان الذي أعلن فيه في يناير الماضي زعماء روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين عن ضرورة منع الحرب النووية من خلال تقليص مخاطر اندلاع مواجهة عسكرية بين القوى النووية.
أعرب يرماكوف عن التزام موسكو الصارم بهذه المبادئ .. محذرا من أن الثلاثية النووية الغربية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تنزلق حاليا إلى مواقف أخرى ويحذو حذوها حلف الناتو الذي يقدم نفسه على أنه حلف نووي.