يقول د.محمد يوسف، الباحث في الشريعة الإسلامية، وموجه شؤون القرءان الكريم بمنطقة سوهاج الأزهرية: إنه إذا انقضى شهر رمضان وولى فإن المؤمن يظل صيامه متواصلاً لا ينقطع ،حيث تأتينا أيام شوال وفيها يتأكد صيام ستة أيام منها ،وقد ورد في فضلها الحديث المشهور الذي خرّجه الإمام مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر”
و إنما كان هذا الأجر العظيم لصائم الست لما فيه من المشقة حيث إن المسلم يواصل صيام الست بعد خروجه من صوم شهر كامل .
والأفضل المبادرة إلى صيام الست من شوال بحيث يبدأ بها من اليوم الثاني من الشهر وهذا ما ذهب إليه الشافعي و أبو حنيفة.
ويضيف د.محمد أنه لا حرج في عدم المبادرة فلو أخرها أوسط الشهر أو أو آخره فلا بأس وهو ما ذهب إليه الإمام أحمد ،ولكن يحذر الإنسان من التسويف من غير حاجة حتى إذا أزف الشهر على الرحيل فإذا به يتحسر حيث بقيت له عدة أيام لم يصمها فيفوته الأجر المذكور في الحديث.
ويذكر الباحث الإسلامي فؤائد معاودة الصيام بعد رمضان وهي كالآتي:
١- أن صيام ستة أيام من شوال بعد رمضان يستكمل بها أجر صيام الدهر كله.
٢- أن صيام شوال وشعبان كصلاة السنن الرواتب قبل الصلاة المفروضة وبعدها، نكمل بذلك ما حصل من خلل ونقص فإن الفرائض تجبر بالنوافل يوم القيامة ، وكان عمر بن العزيز يقول : من لم يجد ما يتصدق به فليصم، والمعنى أن من لم يجد ما يخرجه صدقة الفطر فليصم فإن الصيام يقوم مقام الإطعام في التكفير للسيئات.
٣- أن معاودة الصيام بعد رمضان علامة على قبول صيام رمضان فإن الله إذا تقبل عمل عبد وفقه لعمل صالح بعده كما قال بعضهم” ثواب الحسنة حسنة بعدها ”
٤- أن فيه شكر لنعمة الإتمام ،ومن حق الشكر الصوم، وكان بعض الناس إذا وفق لقيام ليلة من الليالي أصبح صائماً ويجعل صيامه شكرا للتوفيق للقيام .
وإن من توفيق الله للعبد إعانته على فعل طاعات كثيرة بعد الطاعة في شهر رمضان.
ويختتم حديثه بدعاء ” اللهم وفقنا لطاعتك واهدنا لسلوك سبيلك واصرف عنا ما يعيقنا من القيام بواجب شكرك يا ذا الجلال والإكرام “