………. »
الإعلام الرقمى أتاح للكثير من الإعلاميين السّبق لكنه تسبب أيضا في التشابه والتكرار ..وظن غالبية الإعلاميين مع شديد الأسف أن المسألة الإعلامية باتت سهلة يسيرة ليس لها مدلول شخصى أو تمييز ذاتى ..كما كانت الكارثة في ظن الكثيرين بأنهم إعلاميون ويمتلكون الأدوات، لذلك فظهر علي الساحة وانتشر نوعيات عجيبة تطلق علي ذواتها إعلاميين ..حتى بات الإعلام مهنة من لا مهنة له وصار الركب الاعلامى الرائد يوما ما للمنطقة بأكملها متراجعا..ويتراجع. !!
مانشيستر سيتى الفريق المنافس لفريق ليفربول الذي يحبه المصريون لوجود صلاح ضمن صفوفه يستغل حدثا بدا ساذجا وتناوله بعض الاعلاميون المتخصصون بالاكتفاء بما نقل من المتفاعلين علي السوشيال ميديا ،إلا أن النادى الذي يُعتبر حديثا نسبيا لم تفوته الفرصة ونشر بوست فوتوشوب صور بطولاته أمام ابوالهول، وكتب “أغمض أبوالهول عينيه لأنه لم يحتمل كثرة بطولات السيتى”.. منتهى البساطة والإبداع ومنتهى الحنكة باختيار التوقيت والشعب الموجه له الرسالة حيث كل المصريين قلوبهم مع فريق محمد صلاح الذي نافسه بقوة علي بطولة الدورى الانجليزى، فالأمر ليس مصادفة إنما هو فكر وتكاليف أبسط ما يمكن لإحداث رسالة مؤثرة من أهم ما يمكن علي صعيد بعيد وقد يبدو مغايرا للواقع القائم.
لقطة أخري ..المسئول عن ملابس الفنانة ياسمين صبري يعيد للفنانة الشابة تصويرها بفستان سابق مع اعتماد تصميم شعر واكسسوار مختلف ..في الحقيقة تضمنت تلك الخطوة الذكية نقطتين غاية في الأهمية الأولى.. تتعلق بفكرة ثرائها الفاحش نتيجة انفصالها عن رجل الأعمال أبو هشيمة وثانيهما أنه قد يعنى هذا إعادة اكتشاف ذاتها بالعودة لنقطة سابقة قبل الزواج، وكأن شيئا لم يحدث ..ورسالة للمشاهد مفداها أنا امرأة عادية اعيد ارتداء ملابسي مرة أخرى بلا أى غضاضة…كأي ست من عامة الشعب ، وهى صورة تقرب الممثلة إلي عوام الشعب أيا كان المقصود من ذلك فهى مسألة تثير الإعجاب والانتباه بأن دور القائم بالاتصال موجود دائما وحاضر إلي الابد ..
ومهما كان الاعلام الرقمى أدواته سهلة وحاضرة وسريعة ومنتشرة الا أنه لا ينفى دور الإعلامي ولا يساوى بين الجميع ..يظل المتميز والمفكر موجودا وله دوره ومغزي لما يقدمه، وإن كان الاستيليست أو الاعلامي مهنتان يصنفان علي أنهما مختلفتين إلا أنهما يشتركا في أحد الاضلاع الرئيسية في مهمة القائم بالاتصال بصفة عامة..
نقاط يجب أن ينتبه لها شباب الإعلاميين وادعو كذلك كليات الإعلام لتناولها كمادة مستقلة ضمن المنهج الإعلاميين، تخضع لاختبارات ذكاء للطلبه المنضمين لها ..لأن من ليس اعلاميا عليه مع كامل الاحترام أن يظل كذلك، فلدى قناعة شخصية قائمة علي تحليلات سريعة بأن موهبة الإعلام إن لم تثقلها الدراسة الواعية المتجددة فهي غير كافية .. في ظل تحديات كثيرة تواجه الإعلاميين من حيث أن فالإعلام أصبح مسألة سهلة فكل من يمسك بالقلم يمكن أن يكون صحفيا، الصوت الغير مؤهل ومدرب ..إذاعيا، الوجه اللطيف يعمل بالتلفزيون ..من يملك صفحة وينشرها علي وسائل التواصل إعلامي ..
ناهيك عن مهازل قنوات اليوتيوب هذه جملة أخطاء أودت بالاعلام المصري لحالة لا تليق به أبدا ولكن الأمل قائم دائما.
بقلم الإعلامية ✍️ سارة حماد
الأكاديمية العربية للإعلام