كثرت التساؤلات حول حقيقة تفشي مرض جدرى القرود ،والذي بدأ في الانتشار ببعض الدول الغربية والإفريقية ..وهل تواجه البشرية وباء فيروسيا جديدا؟!.
وتعليقا علي بودار ظهور هذا الفيروس يقول د.كمال فهمي الأستاذ بكلية الطب جامعه الزقازيق: لا يجب المبالغة فى الخوف من انتشار مرض جدرى القرود كما تنقل لنا وسائل الاعلام حاليا وذلك بعد أن ظهرت بعض الحالات فى أمريكا وبريطانيا ودول اوروبية عديدة.
وتوقع أنه سيكون وباء محدودا جدا وسرعان ما سيتم محاصرته والقضاء عليه وذلك بسبب ان وسائل انتشار المرض ليس من السهل توافرها للانتشار السريع فى المجتمع البشرى.
وأوضح د.فهمي لمنصة المساء والجمهورية أون لاين أن جدرى القرود موجود فى الأساس فى وسط وغرب افريقيا وفيروس المرض موجود ليس فقط فى القرود ولكن ايضا فى حيوانات اخرى وهذه الحيوانات هى المصدر الرئيسى لحدوث المرض بين البشر فى هذه المناطق فى افريقيا نتيجة للاحتكاك المباشر مع الحيوانات المصابة.
كما أن انتقال المرض من إنسان إلى آخر يحتاج إلى تلامس جسدى ولذلك فقد وجدوا حتى الآن أن أغلب الحالات فى أوروبا قد حدثت بين المثليين من الرجال ولكن لا اعتقد أن الأمر سيكون قاصر على المثليين ،وإنما سيتم بعد فترة تأكيد أن العلاقات الجسدية عامة قد تسبب العدوى ، كذلك فقد وجد أن المرض قد ينتقل عن طريق الرذاذ بالجهاز التنفسى ولكن تحتاج العدوى لكى تحدث فعلا إلى التقارب بالوجه فترة طويلة أو استنشاق كمية كبيرة من الرذاذ المحمل بالفيروس.
وأشار إلى أن حدوث العدوى ليس سهلا وسيتم القضاء على المرض بعد فترة قصيرة كما تم القضاء على الجدرى البشرى نهائيا عام 1980 حيث تم منذ ذلك التاريخ إيقاف التطعيم ضده على مستوى العالم ولذلك من المتوقع أن يكون مواليد سنوات ما قبل 1980 ربما لن يكونوا معرضين للإصابة بمرض جدرى القرود لأنهم اخذوا التطعيم فى طفولتهم وهو يعطى حماية مشتركة ضد أنواع الجدري المختلفة بينما تغيب هذه الحماية لمن هم حاليا اصغر من 42 سنة.
وأضاف د.فهمي : وبرغم عدم وجود حماية مناعية متوقعة لمن هم أقل من هذا العمر إلا أن الوقاية وسائلها سهلة للجميع وذلك بالامتناع عن التلامس الجسدى مع أى حالات مشتبه فيها وارتداء ملابس الوقاية عند الاضطرار للملامسة او الاقتراب كما فى حالة من يقدمون الخدمات الطبية.
والجدير بالذكر أن قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة والسكان برئاسة الدكتور عمرو قنديل، اصدر أمس منشورًا هامًا لجميع مديريات الشؤون الصحية ورؤساء الهيئات والقطاعات والمستشفيات التابعة للوزارة، بخصوص «جدري القرود»، وكيفية التعامل الوقائي معه، وطرق انتقال العدوى والأعراض التي تظهر عند الإصابة، والإجراءات الوقائية التي يجب اتباعها، وتعريف للحالة المرضية، سواء المشتبه بإصابتها أو المؤكدة ، وإجراءات مكافحة العدوى داخل المنشآت الصحية.