ابنة الـ 11 عاماً أصيبت بطلق نارى.. والأطباء خلصوا الحكاية فى ثوانى
شخصوها خدوش سطحية.. وبعد 3 سنوات الجهاز أطلق صافرة الإنذار
داخت 8 سنوات.. ومستشفى قنا الجامعى كتب النهاية السعيدة باستخراج الحديدة
كتب – عبدالرحمن أبوزكير :
صدق أو لا تصدق .. قصة أغرب من الخيال .. ربما لا تجدها إلا فى الأفلام .. فقد عاشت فتاة صعيدية بمحافظة قنا، ما يقرب من 8 سنوات مصابة بطلق نارى في الرئة بعد إصابتها عن طريق الخطأ عندما كان عمرها حوالى 11 عامًا، ورغم علاجها آنذاك؛ إلا أن الفتاة اكتشفت بالصدفة بعد مرور ٣ سنوات أن الرصاصة لا تزال مستقرة بالرئة، وبعد رحلة معاناة استمرت ٥ سنوات ذهابا وإيابا بين المحافظات الأخرى، نجح فريق طبى بمستشفى قنا الجامعى فى استخراج الرصاصة من رئة الفتاة عن طريق المنظار لينته الكابوس الذي حول حياتها إلى جحيم.
كانت العيادات الخارجية بمستشفيات قنا الجامعية قد استقبلت فتاة تبلغ من العمر ١٩ عاما ومقيمة فى إحدى قرى المحافظة لتروي قصة معاناة بدأت قبل ٨ سنوات عندما أصيبت عن طريق الخطأ بطلق نارى وتم نقلها إلى إحدى المستشفيات للعلاج، وبالفعل تم علاجها بعد تصنيف إصابتها على أنها مجرد “خدوش” ستختفى مع العلاج .. وبالفعل أتمت الطفلة علاجها وشعرت بتحسن كبير فى حالتها الصحية .. ولكن بعد مرور ٣ سنوات على الواقعة وحال مرور الطفلة بإحدى البوابات الالكترونية أصدر جهاز الإنذار صافرة تنذر بوجود جسم معدني مع الطفلة التى كانت تنفى ذلك فى كل مرة تمر من خلال هذا الجهاز.
لم تكن الطفلة تعلم أن الأمر سيأخذها إلى ذكرى قديمة.. إذ أنها فجأة شعرت بآلام فى مكان الإصابة القديم وتم عرضها على عدد من الأطباء وبعد عمل أشعة مقطعية تبين وجود جسم غريب مستقر فى الرئة عبارة عن “طلق نارى” !
الكلام كان صادما لكل أفراد الأسرة الذين أكدوا أن الطفلة لم تحدث لها أى مضاعفات ولم تشعر بآلام مبرحة وهو ما آثار دهشة الجميع .. وخوفا من حدوث مضاعفات مستقبلية فقد بدأت الأسرة رحلة أشبه بالمعاناة وهى تجوب المحافظات المجاورة بحثا عن منقذ للطفلة، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن .. إذ أن بعض الأطباء كان رأيهم ألا يتم استخراج الرصاصة لوجود خطورة على حياة الطفلة التى يمكن أن تتعايش مع الموقف فى ظل عدم وجود مضاعفات.
ما يقرب من خمس سنوات قضتها الأسرة فى رحلة البحث عن علاج لابنتها التى بلغت هذا العام ١٩ عاما، لم يكن أمامها سوى الانصياع لتعليمات الأطباء، إلى أن قرأت الفتاة فى أحد المواقع الإخبارية خبرا يفيد نجاح فريق طبي بمستشفيات قنا الجامعية فى علاج حالة مماثلة واستخراج رصاصة من صدر أحد المرضي بدقة فائقة وتماثل المريض للشفاء تماما.
الفتاة لم تكذب الخبر فتوجهت برفقة أسرتها إلى مستشفى قنا الجامعي .. وهناك كانت المفاجأة السارة بالنسبة لها، حيث أكد الأطباء استقرار الرصاصة فى الرئة مع إمكانية استخراجها عن طريق المنظار ودون وجود أى خطورة على حياتها.
لم تتردد الفتاة فى استكمال الإجراءات من أجل التخلص من هذا الكابوس الذي حول حياتها إلى مأساة بسبب الحالة النفسية التى وصلت إليها وهى تخشى المضاعفات المستقبلية .. وبعد استكمال الإجراءات اللازمة، أعلن الدكتور حجاجي منصور المدير التنفيذي لمستشفيات قنا الجامعية، نجاح فريق طبي بقسم جراحة القلب والصدر وقسم التخدير والعناية المركزة بمستشفيات قنا الجامعية في استخراج الطلق الناري من رئة الفتاة بعد 8 سنوات من حدوث الإصابة، مشيرا إلى أن ذلك تم عن طريق منظار الصدر الجراحي في إطار الخدمات الطبية المتقدمة التي تقدمها مستشفيات قنا الجامعية تحت رعاية الدكتور يوسف غرباوي رئيس جامعة جنوب الوادي والدكتور علي عبدالرحمن غويل عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية.
وأضاف الدكتور محمود خيري المشرف على قسم جراحة القلب والصدر بطب قنا انه فور استقبال المريضة بالعيادات الخارجية للقسم تم إجراء الفحوصات الطبية والتي أظهرت إصابتها بطلق ناري منذ 8 سنوات استقر بالفص السفلي من الرئة اليسرى، وقام الفريق الطبي باستخراج الرصاصة عن طريق منظار الصدر الجراحي وهى تقنية حديثة تستخدم لتجنب الجراحة التقليدية عن طريق جرح استكشاف الصدر والذى يصل طوله لأكثر من 20 سم بمضاعفاته.
وأضاف الدكتور محمد مبارك مدير مستشفى الحرم أن المريضة بحالة جيدة وتتماثل للشفاء حيث تتلقى العناية الطبية بعناية جراحات القلب المفتوح بالمستشفى.
وكان الفريق الجراحي قد ضم الدكتور محمود خيري استاذ جراحة القلب والصدر، والطبيب محمد عثمان عمر حسن المدرس المساعد بقسم جراحة القلب والصدر، والطبيب محمد عبد المعطى الطبيب المقيم بالقسم، ومن قسم التخدير الدكتور احمد فتحي مدرس بقسم التخدير والعناية المركزة، والدكتور محمد الذوق عرابي مدرس التخدير تحت اشراف الدكتور جاد سيد جاد رئيس قسم التخدير والعناية المركزة، كما ضم الطاقم الطبي من هيئة التمريض احمد التهامي وجهاد بهيج ونصرة رمضان ومحمد قناوي ووائل ادريس ومحمود وممرضة هناء بكار.