رأت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بخنق تدفق الغاز الطبيعي إلى أوروبا هذا الأسبوع من شأنه أن يهدد بتوجيه ضربة للزعماء الأوروبيين في صناديق الاقتراع.
وذكرت الصحيفة – في تقرير عبر موقعها الإليكتروني اليوم /الأحد/ – أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيكون أول القادة الذين يواجهون الناخبين. إذ يستعد حزب النهضة السياسي الذي يتزعمه ماكرون وحلفاؤه للجولة الأخيرة من الانتخابات البرلمانية اليوم، فيما تظهر استطلاعات الرأي أن مرشحيه للجمعية الوطنية يتنافسون بقدر متساو مع منافسين يوجهون انتقادات لاذعة لماكرون بسبب التضخم.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاقتصادات الكبرى الأخرى في أوروبا ستشهد انتخابات أقرب إلى الشتاء المقبل حيث سيكون غياب الغاز الروسي عن المنازل والشركات الأوروبية أكثر حدة، مستشهدة في ذلك بألمانيا، التي تعتمد بشكل أكبر على إمدادات الغاز الروسي، حيث تخضع لأول اختبار انتخابي لها في أكتوبر عندما تجري ولاية ساكسونيا السفلى انتخابات إقليمية. كذلك من المقرر أن تجري إيطاليا – وهي مستورد كبير آخر للغاز الروسي – انتخابات محلية بحلول منتصف العام المقبل.
وقالت الصحيفة إن الضغط الذي يفرضه بوتين على أسعار الطاقة الأوروبية قد أجبر الحكومات بالفعل على زيادة الإنفاق لتخفيف الضربة التي يتلقاها المستهلكون. أما عن إيطاليا فقد وضعت إعفاءات ضريبية لخفض تكاليف الطاقة على الأسر ذات الدخل المنخفض وبعض الشركات. وخفضت روما أيضا ضريبة الوقود. وكان من المقرر أن تنتهي الإجراءات قريبا، غير أن الحكومة تدرس تمديدها.
ونوهت وول ستيرت جورنال بأن ماكرون سعى لتهدئة الناخبين من خلال ضخ 28 مليار دولار من الإنفاق الحكومي للحد من أسعار الغاز الطبيعي والكهرباء ومنح خصومات على البنزين.
ورغم ذلك، لم تحل هذه التحركات دون الصعود المثير للجدل لليساري المتطرف جان لوك ميلينشون، الذي وحد مجموعة من الأحزاب اليسارية للترشح كائتلاف واحد في السباقات البرلمانية. حيث وعد بالذهاب إلى أبعد مما قام به ماكرون، وحدد أسعار السلع الأساسية. كما دعا ميلينشون إلى التدخل طويل الأمد. بينما حذر ماكرون على الرغم من خوفه من موجة جديدة من الاحتجاجات، من التدخل في السوق لفترة طويلة ، بحسب المسؤولين.
ونسبت الصحيفة إلى سيمون تاجليابيترا، الزميل البارز في /بروجيل/ وهي مؤسسة فكرية مقرها بروكسل، والأستاذ بجامعة جونز هوبكنز قوله: “نشهد اضطرابا عميقا في النموذج الاقتصادي الأوروبي وستكون هناك عواقب على الوضع الاجتماعي والسياسي في المنطقة”.
وأضاف أن أوروبا لديها ما يكفي من الغاز الطبيعي حتى الصيف، عندما يكون الطلب أقل بكثير. ومنذ أن شنت روسيا عملياتها على أوكرانيا ، كانت دول الاتحاد الأوروبي تتسابق لتجديد منشآت تخزين الغاز، والتي أصبحت الآن نصف ممتلئة. رغم ذلك بدأت الآثار الاقتصادية تنتشر بالفعل مع ارتفاع معدلات التضخم بينما يلوح في الأفق شبح أزمة اقتصادية حادة، مما أضعف ثقة المستهلك. وارتفع التضخم في البلدان التي تستخدم العملة الموحدة للكتلة الأوروبية إلى مستوى قياسي بلغ 8.1٪ الشهر الماضي.