لماذا كل هذا العنف اللفظى و الحركى والأخلاقى عبر صفحات السوشيال ميديا.. ما الذي جعل شعبنا الذي تميز بين شعوب العالم دوما بالكرم والأدب والأخلاق.. حتى أصبحت لنا صورة لا تتغير في عيون كل من زار مصر؟!
والإجابة دائما عندى تصب في المحاولات المستمرة لتجفيف منابع كل ماذكرته من مميزات وبث عكسها عبر العديد من المنابع.. والتلفزيون أو الشاشة الصغيرة الفضية كما عرفناه قديما وتحول لشاشة موصولة بأقمار صناعية تجلب لنا كل الموبقات التي كنا نهرب منها بثلاث قنوات لا غير! آفة التقدم لا ضير.
ثم غياب دورالمسرح الذي تم محوه عن عمد.. والإذاعة التي همست في أذن أجيالنا بكل الجمال والبهاء والروعة.. تراجع دورها كثيرا.. وهناك التعليم ونزع كلمة تربية من وزارة التربية والتعليم! .
ثم وزارة الثقافة التي نزعت هى الأخرى مفردة الجماهيرية عن الثقافة وحولتها لقصور اللاثقافة!
ورقابة لا تراقب لاسينما ولا أغنية.. و.. و..
الألم كبير والأسباب كثيرة.. غياب البيت مثلا فالأب المشغول لتوفير لقمة العيش ومصاريف الدروس والحياة .. والأم التى تشاركه ذلك وربما لا تفعل لكنها غابت هى الأخرى ولم تعد مسيطرة على فلذات أكبادها.. فأصبح لدينا جيل ممزق ضائع فلا هو أدرك التربية ولا هو متعلم.
نعود لما أصبح عليه مجتمعنا المصري الجديد مجتمع يشبه ثمرة جوز الهند المفرغة من محتواها من شرابها اللذيذ.. هذا هو التوصيف وجميعنا نعرف هذا.. جميعنا نجيد التحليل والتوصيف.
لكننا لم نقدم الحلول وترى لو قدمناها هل نمتلك فعلا منحها لأولادنا وسط تلك الجبهات المفتوحة؟!
نحن في كارثة تحتاج منا أن نحاول فقط نحاول الإصلاح ولو كان بطيئا لكنه مطلوب.. علينا العمل بمنطق ما لا يدرك كله لا يترك كله.. علينا بالعودة لأصولنا المصرية الحقيقية الأصيلة.. علينا أن نقاوم وأقصد هنا جيلنا جيل الآباء والأمهات فنحن أدركنا الحياة السوية وعشناها ونعرف كيف ندير الدفة للشاطئ.
نحن في خطر لم يعد على الأبواب بل دخل وأحتل كل شيئ حتى نفوسنا.. أرواحنا.
لابد أن ندرك أولادنا وأحفادنا فالموج عال وهم بلا مجداف.
عودوا لأصولكم ستجدون النجاة.